"وضوح" الثوار مقابل "غموض" السلطة

02 : 00

مجسم "الثورة أنثى" في ساحة الشهداء (فضل عيتاني)

في موازاة انكفاء الحركة السياسية وغموض مصير استشارات التكليف، احتلّ "أحد الوضوح" مساحات لبنان، ونشط الثوار في ساحات بيروت والمناطق، مصوّبين على السلطة وادائها وفشلها في تحقيق مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة واستعادة الأموال المنهوبة.

ففي اليوم السادس والاربعين على انطلاق الثورة، الهبت الحركات الاحتجاجية الشارع والنفوس، وشهدت الطريق المؤدية الى القصر الجمهوري في بعبدا، تظاهرتان: الاولى لمناصري "التيار الوطني الحرّ" رافعين الاعلام اللبنانية دعماً لمواقف رئيس الجمهورية ميشال عون بخاصة بموضوع التكليف والتشكيل وبعنوان "نحنا كلنا معك"، اما التظاهرة الثانية، فنفّذها الثوّار للمطالبة بتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة تمهيداً لتأليف حكومة تكنوقراط.

وحاول مناصرو "التيار" منع المتظاهرين من الوصول الى القصر الجمهوري، إلا ان المتظاهرين وجهوا نداء للمواطنين للانضمام إليهم، مُصّرين على ان بعبدا لا يمكن ان تكون ممنوعة على الشعب اللبناني. ثم سمحت القوى الامنية لمجموعة من المحتجين بالانضمام الى المجموعة الأساسية والتعهد بعدم الاساءة لاي شخصية سياسية، وقد احتج مناصرو ومؤيدو "التيار" على ذلك، مشيرين إلى منع متظاهرين من "التيار" موجودين تحت الجسر من الانضمام إلى التظاهرة على طريق القصر الجمهوري، ما أدى إلى حصول كرّ وفرّ بين المجموعتين، فتدخّلت القوى الامنية وفصلت بينهما.

وعمل عناصر من الجيش اللبناني على إبعاد الطرفين منعاً لحصول أي اشكالات بينهما. وأفادت المعلومات عن تدافع بين الجيش ومناصري "التيار".

واقفلت كل الطرقات المؤدية الى القصر الجمهوري بالشريط الشائك من غاليري سمعان والحدت وساحة بعبدا والريحانية جسر الفياضية ووضعت حواجز للجيش على كل المفارق.

ثم غادر مناصرو "التيار" طريق القصر، بعدما غادرت مجموعات الحراك المكان، وتوجهت مجموعة منهم الى منطقة عاليه للمشاركة في وقفة تضامنية مع المعتصمين في المنطقة الذين حرقت خيمتهم ليل امس الاول، فيما توجهت المجموعة المتبقية الى ساحة الشهداء.

وبعد انفضاض التظاهرتين ومغادرتهما المكان، فتحت الطريق امام السيارات.

وأمام مصرف لبنان المركزي في الحمرا، تجمّع المتظاهرون واطلقوا الشعارات المناهضة للسياسات المالية القائمة.

وانطلقت مسيرات "أحد الوضوح" في بيروت من 3 مناطق هي المتحف والحمراء والسوديكو بعنوان "وحدة وتضامن الشعب اللبناني"، في إشارة إلى ان المتظاهرين واضحون في أهدافهم ومتضامنون حتى تحقيقها، والتقت هذه المسيرات في السوديكو، واستكملت طريقها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح.

وفي ساحة الشهداء، صنع عدد من الشبان مجسّماً تحت عنوان "الثورة أنثى" وقد صُنع المجسم من التنك والقناني وبقايا علب المشروبات، لتوجيه رسالة بشأن "تدوير النفايات" وإمكانية تحويلها الى تحفة فنية.

وفي قلب مرج بسري، تواصلت التحركات ضدّ صفقات الهدر والفساد، على رغم ضغوط القوى الأمنية.


MISS 3