جاد حداد

All My Life... نسخة ضعيفة من قصة حقيقية

13 أيلول 2022

02 : 01

يعرض فيلم All My Life (طوال حياتي) حبكة مقتبسة من قصة حقيقية عن ثنائي كان يخطط للزواج قبل أن يكتشف العريس المستقبلي أنه مصاب بمرض سرطاني في مراحله الأخيرة. لا يحاول العمل أن يناقش أي مسائل وجودية، حتى أنه لا يتطرق إلى التداعيات الجسدية والعاطفية لعلاج السرطان إلا بطريقة عابرة. يتمتع الفيلم بأجواء جاذبة مع أنه يفتقر إلى العمق. لكنه سيروق لمن يبحث عن قصة حزينة حيث يتعلم البطلان الجميلان كيفية الاستفادة من وقتهما المشترك.

في الصباح الذي يلي أول لقاء بين "سولومون شو" (هاري شام جونيور) و"جنيفير كارتر" (جيسيكا روث) في حانة، يلتقي الثنائي للركض معاً لأن "جنيفير" أرادت رؤية الشاب الذي أعجبها مجدداً مع أنها تكره الركض. هي تعرف أنه رئيس طهاة هاو وتطلب منه أن يطبخ لها. فيسألها: "هل تعنين أن أطبخ لكِ الآن"؟ فتجيبه: "الآن أو أبداً".

سرعان ما تصبح عبارة "الآن أو أبداً" شعاراً أساسياً حين يبدأ الشابان بالوقوع في الغرام، ثم يقرران العيش معاً، ويعرض "سولومون" الزواج على حبيبته فجأةً، ويبدأ الثنائي بالتخطيط لزفافهما، حيث يتولى العريس تحضير الطعام.

يعود "سولومون" ويمرض، لكن يبقى المرض استعراضياً في هذا الفيلم، ما يعني أن يحافظ شام على وسامته وكامل شعره رغم كل شيء. كما أن التطمينات الأولية من الأطباء تُمهّد لتوقعات مريعة لكن ينقلها الطبيب إلى المعنيين بطريقة دبلوماسية، فيقول في البداية إن "مستوى عدائية المرض مقلق جداً"، ثم يضيف في مرحلة أخرى: "سننتقل إلى التفكير بالاعتبارات المرتبطة بنوعية الحياة".

لكن ما معنى نوعية الحياة بالنسبة إلى شاب مغرم في العشرينات من عمره؟ وما معنى الزفاف إذا لم يكن بداية العلاقة بل نهايتها؟ ألا يفترض أن تدوم النهايات السعيدة إلى الأبد؟

تخبرنا "جنيفير" بأن متوسط حياة الناس يبلغ 27375 يوماً، لكننا لا نتذكر منها إلا الأيام التي تحمل أحداثاً مميزة. هي تحاول مع حبيبها أن تشكّل ذكريات لا يمكن نسيانها على مر الحياة خلال الأيام المتبقية لهما معاً، بما في ذلك تنظيم زفاف مبني على تحقيق الأمنيات بالتعاون مع الأصدقاء. يشعر "سولومون" بالقلق من أن "يشاهد الناس نافذة بيضاء اللون بكل بساطة"، لكن تقول له "جنيفير": أنا عروستك ولا يحق لك أن ترى أحداً سواي".

يضيف كاتب السيناريو تود روزنبيرغ بعض اللحظات اللطيفة خلال مرحلة وقوع "سولومون" و"جنيفير" في الحب وتنفيذهما لخططهما. حتى أن الفيلم يشمل واحداً من أجمل المشاهد الرومانسية أثناء تنظيف الأسنان معاً. من الواضح أنهما يستمتعان بالتفاوض حول مجموعة مسرّعة من المعايير، بدءاً من مساحة ملابسهما في الخزانة وصولاً إلى الكنبة التي ينويان الاحتفاظ بها، حين يقرران العيش معاً فجأةً كي يتمكن "سولومون" من ترك عمله الذي يكرهه لبدء مسيرته كرئيس طهاة. تتضح أولويات الثنائي الجديدة في رد "جنيفر" الهادئ على وجود بقعة على فستان زفافها.

من الممتع دوماً أن نشاهد أشخاصاً جذابين وهم يقعون في الحب، ومن المؤثر أن يختبر هذا النوع من الشخصيات أي شكل من الخسارة. لكن مقارنةً بأفلام مثل After Everything (بعد كل شيء)، أو حتى Me Before You (أنا قبلك) وClouds (غيوم)، وأعمال أخرى كثيرة من هذا النوع وصولاً إلى فيلم Love Story (قصة حب)، تبقى الشخصيات وردود أفعالها على التحديات التي تواجهها في هذا الفيلم باهتة ومفتعلة. تقتصر آمال الحبيبَين وأحلامهما المستقبلية على إقامة عرس كبير واختيار فستان زفاف فخم. كان "سولومون" المعروف بهداياه المميزة يستحق نسخة أفضل من هذه القصة الركيكة.


MISS 3