في مسلسل The Imperfects (غير المثاليين)، يجد "خوان" (إيناكي غودوي)، و"تيلدا" (مورغان تايلور كامبيل)، و"آبي" (ريانا جاغبال)، أنفسهم في أزمة غير متوقعة، حين يبدؤون باختبار آثار جانبية خارقة للطبيعة بسبب علاج جيني شاركوا فيه في صغرهم. وعندما تبدأ التحولات المفاجئة بإعاقة حياتهم الطبيعية، يحاول هذا الثلاثي البحث عن الدكتور "أليكس ساركوف" (ريز نيكولسون)، على أمل أن يجدوا علاجاً لوضعهم. لكن يهرب "ساركوف" بدل مساعدتهم ويتركهم تحت رحمة زميلته وصديقته، الدكتورة "سيدني بيرك" (إيتاليا ريتشي)، التي تخبرهم بأنهم وقعوا ضحية تجارب "ساركوف" الجينية الوحشية وغير القابلة للعلاج. توضح "بيرك" أيضاً أن "ساركوف" استفاد من اضطراباتهم الوراثية وملأها بخلايا جذعية اصطناعية أنتجت آثاراً جانبية غيّرت حياتهم بالكامل.
في خضم البحث عن "ساركوف"، يصل الثلاثي الخارق في نهاية المطاف إلى معقل ثلاثة علماء فاسدين، حيث يطرح رئيسهم "نيت" نفسه كضحية باسم "ماكسويل". يريد هذا الفريق العلمي أن يجري التجارب على الشبان الثلاثة ويبيع المعلومات إلى منظمة "فلاكس" شبه الحكومية. نتيجة هذه المواجهة المريعة، يضطر "خوان" و"تيلدا" و"آبي" لاستعمال قواهم الخارقة لقتلهم والهرب. في غضون ذلك، يتعرض العالِمان "ليندت" و"ياك" للقتل بطريقة وحشية على يد رجل اسمه "فينش"، بمساعدة "هانا" التي لا تدرك نشاطات "فينش" الخطيرة.
أكثر ما يميّز الأعمال المليئة بالشخصيات الرئيسية غير المستكشفة وأحادية البُعد هو وجود شخصيات معقدة مثل "ساركوف" و"بيرك". من الممتع أن نشاهد السبب الكامن وراء أعمال "ساركوف" الشريرة بفضل الكتابة المتقنة، مع أن تلك الأسباب تحمل طابعاً مألوفاً. وتتعلق ميزة أخرى بكشف حقائق مثيرة للاهتمام طوال الوقت.
تترافق قصص الخيال العلمي دوماً مع تعقيدات هائلة، لكن تبدو حلقات هذا المسلسل طويلة أكثر من اللزوم، ويقع اللوم في المقام الأول على برودة الأحداث الدرامية التي تحتل مساحة كبيرة من القصة. لكن يتميز المسلسل على مستوى التشويق والخيال العلمي بفضل التحولات المتواصلة في الأحداث.
تبقى قدرات "تيلدا" والتطورات التي تشهدها شخصيتها أفضل من الآخرين. يحافظ الخط السردي المرتبط بها على طابع منطقي، ويتّضح ذلك في العالم الذي تختار الاحتفاظ به والقدرات التي تنوي استكشافها بعدما تشعر بأنها كانت عاجزة وخاضعة لفترة طويلة. تكمن المفارقة في تحوّلها إلى بطلة خارقة لا تكتفي باستعراض قوتها بل تساعد الناس أيضاً وتردع المتنمرين. لكن لا تسير جميع الأمور بطريقة إيجابية في حياة الشخصيات الثائرة بعد شفائها. حين يظن الأبطال الخارقون أن أسوأ مرحلة انتهت، تظهر مخالب "تشوباكابرا" لدى "خوان" رغم شفائه المزعوم، وتخرج مادة غريبة من جسم "آبي" وسرعان ما تصبح مسجونة في داخلها.
على صعيد آخر، تظهر نشاطات "فلاكس" المشبوهة للعلن حين يتبين أنها تموّل تجارب "ساركوف" غير القانونية من دون علمه. يبدو أن التسلسل الهرمي للتجارب العلمية الإجرامية لا تقتصر على علماء عديمي الأخلاق، بل تسمح منظمة "فلاكس" للعلماء بخلق "وحوش" قبل التخلص منها لاحقاً حين ينتهي هدف وجودها.
تتخذ القصة منحىً أكثر إثارة حين يتبين أن "ساركوف" ضحية أيضاً. يكشف المسلسل على مر أحداثه أن عبقرية "ساركوف" تشوبها تعقيدات أخلاقية. يتعلق هدفه النهائي بتقوية الجنس البشري عبر أبحاثه عن الخلايا الجذعية، لكنّ هذا الهدف لا يبرر عجزه عن التعاطف مع الآخرين، أو التعبير عن مشاعره، وتجاهله التام لسلامة المشاركين في تجاربه. حين يواجه "بيرك" التي تصبح بديلة عن "كريغ" في منصب كبيرة العلماء في منظمة "فلاكس"، ينعكس ارتباك المشاهدين على وجهه في هذا المشهد.
تتلاعب به "بيرك" لدفعه إلى عقد صفقة ومتابعة أبحاثه. يدرك "ساركوف" أن "بيرك" هي في الحقيقة "فينش". ثم تتضح خلفية "ساركوف" التي تسلّط الضوء على سوء معاملته وخضوعه للتجارب في صغره، حين تتلقى "بيرك" مكالمة من الدكتور "هالينبيك" الذي يبدو نسخة مُسنّة من "ساركوف". يكشف محتوى المكالمة أن "ساركوف" نفسه هو نتاج تجربة قام بها "هالينبيك" لابتكار عباقرة خارقين. كان العلاج الذي أخذه "خوان" و"آبي" و"بيرك" يحتوي على حمض "ساركوف" النووي على اعتبار أنه الشخص الوحيد المُجرّد من الخلايا الجذعية الاصطناعية. تكشف حقيقة "ساركوف" سبب عدم فاعلية العلاج مع أي شخص. ثم يشير خبر تفشي فيروس وحشي في المدينة إلى إقدام منظمة "فلاكس" على استخدام الروبوتات النانوية القاتلة لتبديد نتائج تجارب "ساركوف" الخطيرة.
