جاد حداد

Fate: The Winx Saga... نسخة مقلّدة من أعمال شبابية رائجة

24 أيلول 2022

02 : 01

يروي مسلسل Fate: The Winx Saga (القدر: ملحمة وينكس)، على شبكة "نتفلكس"، قصة "بلوم" (أبيغيل كوين)، الجنّية الأميركية الصهباء ذات الماضي الغامض. هي تتسجل في مدرسة الجنيات الأسطورية "ألفيا" التي تقع في موقع سرّي ساحر. إنها شخصية جميلة وشجاعة، وسرعان ما يجذب هذا الخليط انتباه "سكاي" (داني غريفين)، الفتى الأكثر شعبية في المدرسة والحبيب السابق لزميلتها الغيورة "ستيلا" (هانا فان دير ويستهوسن). على عكس الآخرين، اكتشفت "بلوم" القوى التي تتمتع بها منذ فترة قصيرة، حين فقدت السيطرة على نفسها وأضرمت النار في منزل عائلتها. لكن يُجمِع معلّموها على قدراتها الواعدة التي لا تشبه أحداً في المدرسة، وتتّضح هذه الحقيقة حين تتقبل "بلوم" قواها بدل الهرب منها. عندما تفهم تاريخها العائلي وكيفية استعمال قواها الخارقة، يتّضح سريعاً أنها ستصبح الجنية الأكثر تميّزاً في تاريخ المدرسة.

تحمل شخصية "بلوم" جوانب مبتذلة كثيرة، لكن لا تقتصر هذه الصفة على شخصيتها بل تمتد أيضاً إلى الفتى الذهبي "سكاي"، والأميرة المجروحة "ستيلا"، والفتى الشرير والطموح "ريف" (فريدي ثورب). تظهر أيضاً زميلة "بلوم" في السكن، "آيشا" (بريشيس مصطفى)، وهي الفتاة السوداء الوحيدة التي يتسنى لها التفوه بأي عبارة في المسلسل، لكنها تمضي معظم وقتها وهي قلقة على "بلوم". أما الشخصيات التي تقترب من اختراق هذه الصور النمطية المألوفة، فتشمل "موسا" (إليشا أبلبوم) و"تيرا" (إليوت سالت)، وهما جنيتان تستطيعان قراءة عواطف الآخرين، وتحمل كل واحدة منهما قصة خاصة بها بعيداً عن الميلودراما في حياة الجنيات الأخرى.

باستثناء هذا الجانب، يبدو وكأن الشخصيات والأجواء والحبكات المعروضة أخذت تفاصيلها من سلسلة Harry Potter، وأضافت إليها أفكاراً من مسلسل Pretty Little Liars (الكاذبات الصغيرات الجميلات)، ثم جمعتها مع أجواء The Hunger Games (مباريات الجوع). لكن يستحق المسلسل الإشادة لأنه يعترف بأصله على الأقل. حين تلتقي "بلوم" بـ"آيشا" مثلاً، تتساءلان فوراً عن المنزل الذي تفضلانه في مدرسة "هوغوورتس" الشهيرة في قصة "هاري بوتر". يسهل أن نتقبل حتى أسخف اللحظات حين يعترف صانعو العمل بالمصدر الذي استوحوا منه القصة، مع أن هذا الجانب لا يجعل الأحداث مثيرة للاهتمام.

نادراً ما يعرض المسلسل أحداثاً مفاجئة لأنه يتمسك بمجموعة واضحة من الحبكات المألوفة، لكنه يحمل في الوقت نفسه طابعاً غريباً بدأ يتكرر في أعمال كثيرة. العمل مقتبس أصلاً من رسوم متحركة تروي قصة أصدقاء وتستهدف الأولاد قبل سن المراهقة، لكنه يستوحي جزءاً من أفكاره من كتاب Riverdale حين يضفي جانباً خطيراً ولامعاً على المكائد الجذابة. لا يكتفي المراهقون في هذه القصة بالتسلل إلى الغابات خلسةً لاستعراض قواهم الخارقة، بل إنهم يلعبون أيضاً لعبة "بونغ البيرة"، ويشتمون بعضهم، ويتبادلون المزاح بطريقة بذيئة. بعبارة أخرى، لا يمكن اعتبار العمل مناسباً لفئة الأولاد التي كانت الرسوم المتحركة الأصلية تستهدفها، مع أنه يتكل في الوقت نفسه على أبرز الجوانب التي تتّسم بها القصص الشبابية السابقة، ما يعني أنه قد لا ينجح أيضاً في جذب فئة المراهقين الأكبر سناً.

لطالما امتلأت شبكة "نتفلكس" بعدد مفرط من الأعمال لدرجة أن نعجز عن مواكبتها كلها. حتى لو لم ينجح هذا المسلسل إذاً في حصد ملايين المشاهدات، لا مفر من أن يجد جمهوراً يشعر بما يكفي من الملل لمشاهدة كامل حلقاته دفعةً واحدة. لكن يسهل أن يغفل عنه الكثيرون في نهاية المطاف لأنه تخلى عن الجوانب الحيوية والجمالية التي ميّزت الأعمال الأصلية، واكتفى بطرح نسخة مقلّدة تتماشى مع خصائص القصص الشبابية الشائعة اليوم.