واشنطن تفرض "عقوبات نفطية" جديدة على طهران

النظام الإيراني يتوعّد الصحافيين والمشاهير الداعمين لـ"ثورة النساء"

02 : 00

خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في اسطنبول أمس (أ ف ب)

في خضمّ الحراك الشعبي الذي يهزّ عشرات المدن والقرى الإيرانية، ومع مواصلة أجهزة النظام الإيراني قمع "ثورة النساء" ضدّ الحجاب القسري واستبداد نظام ولاية الفقيه، فتحت السلطات الإيرانية جبهة داخلية جديدة في محاولة منها للهروب إلى الأمام عبر تطويق "النخب" في البلاد، إذ توعّدت الصحافيين والمشاهير المؤيّدين للتظاهرات التي تفجّرت بعد وفاة الشابة مهسا أميني التي أوقفتها "شرطة الأخلاق".

وبعدما أعرب صحافيون وكتاب وسينمائيون ورياضيون وموسيقيون وممثلون... عن دعمهم للانتفاضة الشعبية، وصولاً إلى لاعبي منتخب إيران لكرة القدم الذين ارتدوا لباساً رياضيّاً أسود خلال النشيد الوطني قبل مباراتهم مع السنغال في فيينا، توعّد محافظ طهران محسن منصوري باتخاذ "إجراءات ضدّ المشاهير الذين ساهموا في تأجيج أعمال الشغب".

كما حمَل رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي على المشاهير، قائلاً: "أولئك الذين اشتهروا بفضل دعم النظام خلال الأيام الصعاب انضمّوا إلى العدو بدلاً من الوقوف إلى جانب الشعب"، محذّراً من أنّه "على الجميع أن يُدرك أن عليه أن يُعوّض الأضرار المادية والمعنوية التي سبّبها للشعب الإيراني".

وفي سياق حملة القمع الأمنية، أوقفت صحافية قامت بتغطية جنازة مهسا أميني، على ما قال محاميها. وجاء ذلك بعد توقيف الصحافية نيلوفار حامدي من صحيفة "الشرق" التي توجّهت إلى المستشفى حيث كانت أميني في غيبوبة وساهمت في نشر القضية إلى العلن.

وفي الغضون، كشفت استخبارات "الحرس الثوري" أن عناصرها أوقفوا 50 عنصراً من "شبكة منظمة" تقف وراء "أعمال الشغب" في مدينة قم التي وصلت إليها الاحتجاجات قبل أيّام، فيما انتقدت منظمة العفو الدولية "الممارسات المعمّمة بلجوء القوى الأمنية بطريقة غير مشروعة للقوة والعنف الذي لا يرحم".

وذكرت المنظمة غير الحكومية ومقرّها في لندن، خصوصاً استخدام الرصاص الحي وكريات الحديد والضرب واعتداءات جنسية على نساء مع "تعطيل متواصل ومتعمّد للانترنت والهواتف النقالة". وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار: "قُتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال وجرح المئات".

ودعماً للثوار في الساحات الإيرانية، وجّهت مجموعة من القراصنة ضربة جديدة إلى المؤسّسات الرسمية والأمنية في إيران. فقد اخترقت مجموعة "أنونيموس" للقرصنة الموقع الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم، والتجارة، بالإضافة إلى موقع الشرطة الإيرانية.

وبينما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف تجارتها النفطية، وتضمّنت العقوبات 10 كيانات وناقلة نفط، أصدر الكونغرس بياناً أعلن فيه دعم الاحتجاجات الشعبية في إيران. واعتبر الكونغرس أن مقتل أميني، أحدث مثال للقمع الوحشي ونهج النظام الإيراني.

وشدّد الكونغرس على وقوف الولايات المتحدة مع آلاف المتظاهرين الإيرانيين في كفاحهم من أجل الحرّية، مديناً بشدّة وبأشدّ العبارات "بربرية النظام الإيراني ضدّ الشعب". كما رأى أن على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إظهار الدعم للشعب الإيراني بالأفعال وليس الأقوال.

توازياً، كشفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين تُطالب بفرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على إيران، وقالت: "داخل الاتحاد الأوروبي، أبذل ما في وسعي لفرض عقوبات على من يضربون النساء حتّى الموت في إيران ويضربون المتظاهرين باسم الدين".

ورأت أن "الهراوات والغاز المسيّل للدموع ليست تعبيراً عن الحكم، إنّها محض خوف يتمّ التعبير عنه عبر هذا العنف من جانب النظام" الإيراني، معتبرةً أن "من يحكمون بواسطة العنف التخديري لا يخشون شيئاً أكثر من النساء اللواتي يُسمعنَ أصواتهنَّ معاً".

واستدعت طهران القائم بالأعمال الفرنسي، مستنكرةً "تدخل" باريس في شؤون إيران الداخلية من خلال "تفسيرات خاطئة"، بعدما دانت فرنسا "القمع العنيف الذي يُمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ التظاهرات" المستمرّة في إيران، في وقت تخرج فيه تظاهرات متضامنة مع النساء الإيرانيات في مناطق مختلفة من حول العالم. ومن المقرّر أن تُنظّم تجمّعات في 70 مدينة السبت.

وأُصيب شخصان بجروح طفيفة واعتُقل نحو 90 آخرين أمس في صدامات بين متظاهرين والشرطة أثناء تظاهرة بالقرب من السفارة الإيرانية في أوسلو، حيث حاول بعض المحتجّين التسلّل إلى حرم السفارة، في حين تظاهر نحو 100 إيراني في اسطنبول دعماً لنساء بلادهم والاحتجاجات التي تهزّ الجمهورية الإسلامية.

وعلى صعيد آخر، تحدّثت تقارير إعلامية عن تجدّد القصف المدفعي الإيراني على مواقع في إقليم كردستان العراق أمس، فيما استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق، وسلّمته مذكّرة احتجاج "شديدة اللهجة" جرّاء عمليات القصف المدفعي والجوي بالصواريخ والطائرات المُسيّرة المستمرّة.

وفي السياق عينه، أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديد للهجمات الإيرانية التي استهدفت إقليم كردستان العراق، في حين دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف خلال استقباله السفير العراقي لدى السعودية عبدالستار الجنابي، الهجمات الإيرانية على إقليم كردستان العراق.

وكان لافتاً تأكيد نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل مقتل مواطن أميركي بهجوم صاروخي إيراني استهدف مواقع للمعارضة الإيرانية في إقليم كردستان العراق الأربعاء.


MISS 3