فرْط النوم يزيد مخاطر الجلطات الدماغية

13 : 27

الجلطة الدماغية من أبرز أسباب الوفاة والإعاقة حول العالم. يكشف بحث جديد الآن أن فرط النوم يزيد خطر الإصابة بهذه المشكلة الوعائية بدرجة ملحوظة.

على مستوى العالم، يصاب 15 مليون شخص بجلطة دماغية سنوياً. ثم يموت حوالى 6 ملايين منهم، بينما يصاب 5 ملايين بالإعاقة.

تطول لائحة عوامل الخطر التقليدية للإصابة بالجلطات الدماغية وتتراوح بين عناصر مرتبطة بأسلوب الحياة، على غرار التدخين، وأمراض قائمة مثل السكري. بدأ الباحثون حديثاً يستكشفون مدة النوم كعامل خطر محتمل في هذا المجال. اكتشفت دراسات سابقة أن قلة النوم أو فرط النوم قد يزيدان مخاطر الحوادث القلبية الوعائية، بما في ذلك الجلطات الدماغية. بحسب هذه الاستنتاجات، يرتبط الحرمان الدائم من النوم أو النوم لأكثر من 7 ساعات في الليلة بارتفاع مخاطر الجلطات.

نُشِرت حديثاً نتائج الدراسة الأخيرة في مجلة "علم الأعصاب"، ورصدت رابطاً بين القيلولة خلال النهار وفرط النوم ومخاطر الجلطة الدماغية.

كانت شياومين تشانغ من جامعة "هواتشونغ" للعلوم والتكنولوجيا في "ووهان"، الصين، المشرفة على التقرير الذي يفصّل استنتاجات الدراسة.

جمعت تشانغ وزملاؤها معلومات من 31750 شخصاً في الصين. بلغ متوسط أعمارهم 62 عاماً، ولم يكن أي منهم يحمل تاريخاً بالجلطات الدماغية أو أي مشاكل صحية خطيرة أخرى في بداية الدراسة. أجاب المشاركون على أسئلة متعلقة بأنماط نومهم ومدة القيلولة، وراقب الباحثون عيادياً هذه المجموعة لفترة 6 سنوات تقريباً. فاكتشفوا أن 8% من المشاركين كانوا معتادين على أخذ قيلولة لأكثر من 90 دقيقة، واعترف 24% منهم بأنهم ينامون لتسع ساعات في الليلة على الأقل.

خلال فترة الدراسة، سُجّلت 1557 جلطة دماغية بين المشاركين. كان النائمون لتسع ساعات في الليلة وما فوق أكثر عرضة للجلطة بنسبة 23%، مقارنةً بمن اكتفوا بسبع أو ثماني ساعات في الليلة.

في المقابل، لم يسجّل النائمون لأقل من 7 ساعات أو بين 8 و9 ساعات في الليلة زيادة في مخاطر الجلطات الدماغية مقارنةً بمن ناموا بين 7 و8 ساعات.

لكن كان لافتاً أن يرتفع خطر الإصابة بجلطة دماغية بنسبة 85% لدى من ناموا لأكثر من 9 ساعات وأخذوا قيلولة لأكثر من 90 دقيقة في اليوم، مقارنةً بمن كانوا ينامون ويأخذون قيلولة لفترات معتدلة. أخيراً، بدا وكأن نوعية النوم تؤدي دوراً مؤثراً، فقد تزامن تدهورها مع زيادة احتمال التعرض لجلطة دماغية بنسبة 29%، مقارنةً بآثار النوم السليم.

حافظت هذه النتائج على ثباتها رغم أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين. توضح تشانغ: "تُشدد هذه النتائج على أهمية أن تكون مدة القيلولة والنوم معتدلة وضرورة الحفاظ على نوم سليم، لا سيما في منتصف العمــر وفي مراحل متقدمة من الحياة".


حدود الدراسة وآليات مؤثرة أخرى

يعترف الباحثون بأن دراستهم تبقى محدودة على بعض المستويات ويؤكدون على ضرورة إجراء أبحاث إضافية.

أولاً، كانت الدراسة مبنية على المراقبة، وبالتالي لا تستطيع إثبات أي علاقة سببية. ثانياً، لم يأخذ البحث في الاعتبار مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم أو اضطرابات أخرى قد تؤثر على النتائج. ثالثاً، لا يمكن اعتبار البيانات الذاتية موثوقاً بها بقدر تلك التي يسجلها الباحثون بعد مراقبة نوم المشاركين. أخيراً، تقتصر النتائج على كبار السن الصينيين الأصحاء وقد لا تنطبق على جماعات أخرى. تضيف تشانغ: "لا بد من إجراء أبحاث إضافية لفهم مدى ارتباط مدة القيلولة والنوم ليلاً بارتفاع مخاطر الجلطات الدماغية. لكن تكشف الدراسات السابقة أن من يأخذون قيلولة طويلة وينامون لمدة مفرطة يسجلون تغيرات ضارة في مستويات الكولسترول ويزيد محيط خصرهم، ويُعتبر هذان العاملان جزءاً من مسببات الجلطات الدماغية. كذلك، قد يشير فرط النوم والقيلولة إلى أسلوب حياة قليل الحركة عموماً، ويرتبط هذا العامل بدوره بارتفاع مخاطر الجلطات الدماغية".