بايدن وكيشيدا يُدينان التجربة بـ"أقوى العبارات"

بيونغ يانغ تنتهك الأجواء اليابانيّة بصاروخ باليستي

02 : 00

مقاتلات كورية جنوبية وأميركية خلال تدريبات على قصف دقيق أمس (أ ف ب)

في تحدٍّ واضح للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والسلام الإقليمي، أطلقت كوريا الشمالية صباح أمس صاروخاً باليستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017، بينما أدان كلّ من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال اتصال بينهما تجربة بيونغ يانغ الصاروخية، بحسب البيت الأبيض.

وفيما أكدت طوكيو حصول التجربة وفعّلت في حدث نادر نظام الإنذار من إطلاق صواريخ وطلبت من السكان الإحتماء، سارع كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده، وقال للصحافيين إنّ «صاروخاً باليستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ»، معتبراً أنّه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ باليستية. نحن نُدين بشدّة هذا الأمر».

وفي وقت لاحق، أوضح البيت الأبيض في بيان أن بايدن وكيشيدا «أدانا بشكل مشترك التجربة الصاروخية (لكوريا الشمالية) بأقوى العبارات، واعتبرا عملية الإطلاق خطراً على الشعب الياباني ومزعزعة لاستقرار المنطقة وانتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي». وقرّرا أيضاً «مواصلة كلّ الجهود للحدّ من قدرة كوريا الشمالية على دعم برامجها غير القانونية للصواريخ الباليستية وأسلحة الدمار الشامل».

كما أكد بايدن «التزام الولايات المتحدة الراسخ الدفاع عن اليابان»، فيما أدان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال «بشدّة» في تغريدة «محاولة متعمّدة لتعريض أمن المنطقة للخطر». بدوره، ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإطلاق كوريا الشماليّة صاروخاً باليستيّاً، مستنكراً ما وصفه بأنه «تصعيد»، ودعا «حكومة كوريا الشمالية إلى استئناف الحوار مع الأطراف المعنية بهدف تحقيق ما نُطالب به منذ فترة طويلة، وهو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق منه».

وحول التجربة الصاروخية، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّه «رصد صاروخاً باليستياً مفترضاً متوسط المدى»، موضحاً أنّ الصاروخ حلّق لمسافة 4500 كيلومتر على ارتفاع 970 كيلومتراً وبسرعة ناهزت 17 ماخ (أسرع من الصوت بـ17 مرّة) فوق اليابان في اتجاه الشرق. وذكرت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أن «التفاصيل المحدّدة تخضع لتحليل معمّق بالتعاون مع الولايات المتحدة والأسرة الدولية». ووصفت سيول إطلاق الصاروخ بأنه «استفزاز ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة».

وفي السياق، رجّح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا أن يكون الصاروخ من طراز «هواسونغ 12»، سبق أن أطلقته بيونغ يانغ في المرتَين الأخيرتَين اللتين حلّق فيهما صاروخ فوق اليابان. وفي حال تأكد ذلك سيُسجل رقم قياسي جديد على صعيد المسافة التي قطعها الصاروخ وتُقدّرها طوكيو بحوالى 4500 كيلومتر. وتعود آخر مرّة حلّق فيها صاروخ كوري شمالي فوق اليابان إلى 2017 في ذروة مرحلة «النار والغضب» التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.

وفي ردّ على بيونغ يانغ، أجرت مقاتلات كورية جنوبية وأميركية تدريبات على قصف دقيق مع إطلاق طائرتَين من طراز «أف 15 ك» قنبلتَين على هدف افتراضي في البحر الأصفر، بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي. وأوضحت هيئة الأركان المشتركة في سيول أن التدريبات تهدف إلى إظهار «قدرات (الحلفاء) على توجيه ضربة دقيقة إلى مصدر الاستفزازات». ويوجد حوالى 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية لمساعدتها على حماية نفسها من الشمال.

وأجرت واشنطن وسيول وطوكيو في 30 أيلول تدريبات ثلاثية ضدّ غوّاصات، في سابقة من نوعها منذ 5 سنوات. وأتت هذه التدريبات بُعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأميركية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة، في حين بلغت التجارب الكورية الشمالية ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى.

ورأى الباحث في معهد «آسان» للدراسات السياسية غو ميونغ هيون أن «كوريا الشمالية تبدأ دائماً باستفزاز منخفض المستوى وترفع المستوى تدريجياً لجذب انتباه وسائل الإعلام العالمية»، معتبراً أنّه «من خلال إطلاق الصاروخ فوق اليابان، يظهرون أن تهديدهم النووي لا يستهدف كوريا الجنوبية فقط»، بينما حذّر مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون في الفترة الأخيرة من أنّ الزعيم الكوري الشمالي يعدّ لإجراء تجربة نووية جديدة.


MISS 3