الإحتجاجات مستمرّة والطلاب يُهدّدون "مستقبل النظام"

عقوبات أميركية وأوروبية مرتقبة على طهران لقمعها "ثورة النساء"

02 : 00

خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في برشلونة أمس (أ ف ب)

بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أنّ "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع أكلافاً إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين" في إيران، مؤكداً مواصلة "محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحرّية"، كشف الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب قمع الاحتجاجات، في وقت يستمرّ فيه الثوار بالتظاهر بكثافة في كافة أنحاء البلاد فيما تزداد "ثورة النساء" زخماً بفعل المشاركة القوية والواسعة لطلاب المدارس والمعاهد والجامعات، الذين باتوا يُهدّدون بإرادتهم الصلبة وشجاعتهم النادرة وأفكارهم النيّرة وشعاراتهم الجريئة "مستقبل نظام الجمهورية الإسلامية".

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن الاتحاد ينظر في كافة الخيارات المتاحة، بما في ذلك إجراءات تقييدية ردّاً على مقتل مهسا أميني والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع التظاهرات، موضحاً أنه يعني بعبارة "إجراءات تقييدية" فرض عقوبات، في حين أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أن بلادها تعمل داخل الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إيران، تشمل تجميداً للأصول وحظراً للسفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورّطين في قمع المحتجّين.

وأوضحت كولونا أن هذه الإجراءات "تهدف إلى الردّ على القمع من خلال استهداف المسؤولين عنه"، مشيرةً إلى أنّه "يُمكن أن يكون لها تأثير على صانعي القرار في النظام الإيراني... من خلال محاسبتهم على أفعالهم"، في حين طالبت ألمانيا الأسبوع الماضي بفرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على "من يضربون النساء حتّى الموت في إيران ويضربون المتظاهرين باسم الدين".

وفي المقابل، ردّت طهران مندّدة بـ"رياء" الرئيس الأميركي. وكتب المتحدّث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في منشور على "انستغرام": "كان أجدر بالسيد جو بايدن أن يُفكّر قليلاً في شأن سجل بلاده في مجال حقوق الإنسان قبل القيام بمبادرات إنسانية، على الرغم من أن الرياء لا يتطلّب تفكيراً".

وفي الأثناء، ندّدت منظمات حقوق الإنسان بالقمع العنيف ضدّ الطلاب، خصوصاً خلال الأحداث التي وقعت ليل الأحد - الإثنين في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران، التي تُعدّ أهم جامعة علمية في إيران. وامتدّت التظاهرات إلى المدارس بكثافة في الآونة الأخيرة، وأظهرت تسجيلات مصوّرة نشرتها منظمة "هنكاو" الحقوقية الكردية تلميذات يتظاهرنَ في مدينتَين في محافظة كردستان الإيرانية، التي تنحدر منها أميني.

وهتفت المتظاهرات الشابات "إمرأة، حياة، حرّية"، و"الموت للديكتاتور"، لدى نزولهنَّ إلى الفاصل الأوسط من طريق سريع مزدحم في ماريفان. ويبتكر المحتجّون أساليب عدّة للاحتجاج ضدّ النظام الإسلامي في إيران... فمن الهتافات على أسطح الأبنية، وهي الطريقة التي اعتمدها أنصار النظام الحالي أنفسهم ضدّ حكم الشاه قبل نجاح "الثورة الإسلامية"، إلى حرق صور مؤسّس الجمهورية الإسلامية الخميني والمرشد الأعلى علي خامنئي، وصولاً إلى الأغاني والرقص وحرق الحجاب وإطلاق أبواق السيارات.

وردّد طلاب كلية العلوم الهندسية في جامعة طهران: "إنّهم يكذبون... أميركا ليست العدو بل العدو هنا في الداخل"، في ردّ مباشر على تصريحات خامنئي أمس الأوّل والتي اتهم فيها الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء ما سماه "الشغب الحاصل" في البلاد، بينما حاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تهدئة الغضب الشعبي المتصاعد كالنار في الهشيم ضدّ النظام، مقرّاً بأنّ "الجمهورية الإسلامية لديها نقاط ضعف ونواقص"، لكنّه شدّد في الوقت عينه على الرواية الرسمية بأن تلك الاضطرابات "مؤامرة من الأعداء".

تزامناً، شدّد رئيس هيئة الأركان محمد باقري على أن "الأمن قادر على حماية النظام"، مردّداً معزوفة أركان النظام نفسها في شأن اتهام كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الاحتجاجات، في حين كشفت منظمة "إيران هيومن رايتس" الحقوقية ومقرّها النروج مقتل 63 شخصاً الأسبوع الماضي عندما نفذت قوات الأمن الإيرانية "قمعاً دامياً" لتظاهرة في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران.

وبينما أفاد نشطاء بأن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين من مروحيات، كشفت "إيران هيومن رايتس" أن 4 أشخاص كانوا في سيارة مكشوفة قُتلوا بنيران أطلقت من مروحية عسكرية في شمال زاهدان، في حين أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن المغني شروين حاجي بور الذي أوقف بعد تقديمه أغنية لقيت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، دعم فيها الاحتجاجات.


MISS 3