تنديد أممي بتصاعد وتيرة الأعمال القتاليّة

قصف عنيف للنظام يستهدف إدلب

09 : 49

جيش النظام قصف معرّة النعمان بالبراميل المتفجّرة أمس (أ ف ب)

ندّدت الأمم المتحدة بالأمس بتصاعد وتيرة الأعمال القتاليّة في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، بعد مقتل نحو ثلاثين مدنيّاً جرّاء القصف خلال يومَيْن. وتعرّضت محافظة إدلب الأربعاء لقصف كثيف من قوّات النظام وحليفتها روسيا، أوقع أكثر من 4 قتلى، غداة مقتل 23 مدنيّاً على الأقلّ وإصابة 30 آخرين بجروح جرّاء قصف برّي وجوّي لقوّات النظام على بلدات عدّة، وفق "المرصد السوري لحقوق الانسان".

وقُتِلَ إثنان من ضحايا الأمس بقصف لقوّات النظام بالبراميل المتفجّرة على مدينة معرّة النعمان، حيث شاهد مصوّر وكالة "فرانس برس" كتلة نيران ضخمة إثر قصف استهدف مبنى قيد الانشاء، قبل أن تتصاعد سحب الدخان منه بكثافة، في وقت دانت المستشارة الإنسانيّة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي في بيان "التكثيف الأخير في وتيرة الأعمال القتاليّة في شمال غربي سوريا، خصوصاً القصف الجوّي والتقارير عن استخدام البراميل المتفجّرة"، والتي تسبّبت "بمقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال".

وقالت رشدي: "بالرغم من التأكيدات المتكرّرة أن الأطراف المتقاتلين يقصفون أهدافاً عسكريّة مشروعة فقط، تستمرّ الهجمات على المرافق الصحيّة والتعليميّة". ودعت المسؤولة الأمميّة إلى "وقف فوري للتصعيد"، وحضّت الجهات كافة على "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان حماية المدنيين والبنية التحتيّة المدنيّة".

وتتعرّض محافظة إدلب، التي تمّ التوصّل فيها قبل أشهر إلى اتفاق هدنة توقّف بموجبه هجوم واسع لقوّات النظام على المنطقة، لقصف تشنّه طائرات حربيّة سوريّة وروسيّة منذ أسابيع، تسبّب مع اشتباكات متقطّعة بين قوّات النظام والفصائل الجهاديّة، بمقتل مئات الأشخاص من مدنيين ومقاتلين.

كذلك قُتِلَ 5 أشخاص وأصيب 15 آخرين جرّاء انفجار سيّارة مفخّخة إلى جانب مطعم شعبي في بلدة مبروكة غرب مدينة رأس العين في الحسكة، في شمال شرقي سوريا. وذكرت وكالة "سانا" السوريّة أن السيّارة انفجرت في بلدة مبروكة في ريف منطقة رأس العين، التي تنتشر فيها قوّات تابعة للجيش التركي والفصائل السوريّة المسلّحة الموالية لأنقرة، ما تسبّب بمقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجروح ووقوع دمار كبير في الممتلكات.وشهدت مدينة رأس العين وعدد من القرى المحيطة بها الواقعة تحت سيطرة القوّات التركيّة والفصائل السوريّة الموالية لها في ريف الحسكة الشمالي الغربي، خلال الأسابيع الماضية، انفجار العديد من السيّارات والدرّاجات المفخّخة، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في صفوف المدنيين.

تزامناً، بحث رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركيّة المشتركة الجنرال مارك ميلي ونظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، منع وقوع اشتباكات بين بلديهما خلال تنفيذ العمليّات العسكريّة في سوريا. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركيّة في بيان أن غيراسيموف وميلي "بحثا ملف سوريا والاستقرار الاستراتيجي ودائرة واسعة من القضايا الاستراتيجيّة والعملانيّة الأخرى، بخاصة تكثيف العمل على منع الاشتباكات وتحسين التفاهم وخفض المخاطر".وأشار البيان الأميركي إلى أن المسؤولَيْن العسكريَيْن أكدا أهمّية إقامة الاتصالات الدوريّة "من أجل تفادي حالات إساءة الحسابات والإسهام في رفع الشفافيّة"، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان، بأنّ غيراسيموف وميلي أجريا محادثات ثنائيّة في مدينة بيرن السويسريّة، مشيرةً إلى أن "اللقاء حمل طابعاً بنّاءً". وكشفت الوزارة أن "رئيسَيْ هيئة الأركان تبادلا آراء حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي والأوضاع في سوريا ومناطق أخرى، إضافةً إلى إجراءات منع وقوع حوادث خلال تنفيذ العمليّات العسكريّة".

إلى ذلك، التحق عشرات العسكريين، بعضهم عناصر في قوّات النخبة في الجيش الفرنسي، اعتباراً من العام 2012، بصفوف منظّمات جهاديّة، واضعين بتصرّفها خبراتهم وما يتقنونه من تكتيكات حربيّة. ويوثق مركز تحليل الإرهاب المسار الذي اتّبعه ثلاثة وعشرون من هؤلاء العسكريين الذين قرّروا بغالبيّتهم التوجّه إلى المنطقة الحدوديّة بين سوريا والعراق، وأيضاً إلى أفغانستان.وبحسب التقرير، الذي سيُنشر نهاية الأسبوع وحصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، فإنّ الجيش يُشكّل بالنسبة إلى هذه الجماعات الإرهابيّة "هدفاً استراتيجيّاً للتجنيد". إلّا أن التقرير يؤكد أن "التطرّف الإسلامي يبقى هامشيّاً في الجيوش"، مشيراً إلى أن السلطات تُراقب العسكريين المتطرّفين أو الذين يُمكن أن يكون لديهم ميل للتطرّف، كما تمّ تشديد القوانين الفرنسيّة للسماح بإجراء تحقيقات إداريّة بحق العسكريين.


MISS 3