جورج الهاني

الأجانب عبءٌ على الأندية المتواضعة

11 تشرين الأول 2022

02 : 01

أطلق الإتحاد اللبناني لكرة السلة موسمه الرياضي الجديد متحدّياً كل الصعوبات التي تواجهها البلاد، وهي خطوة جريئة تستأهلُ الشكر والثناء، كون هذه اللعبة هي الوحيدة التي أصبحت في السنوات الأخيرة مصدر فخرٍ لكلّ اللبنانيين التوّاقين الى بارقة أمل يتمسّكون بها في خضمّ الأزمات التي تعصف بهم من كلّ حدب وصوب.

ولكنّ السؤال الذي يردّده معظم المراقبين الرياضيين، لماذا لا يتمّ تخفيض عدد أندية الدرجة الأولى الى عشرة، أو حتى الى ثمانية، لكي يبقى المستوى متقارباً بين الفرق، وبالتالي لا تنتهي نتائج المباريات بفارق شاسع من النقاط، كما حصل في بعض لقاءات المرحلتَين الأولى والثانية من الموسم الحالي، وهي ستتكرّر بالتأكيد في العديد من الجولات المقبلة عندما تكون فرق بيروت فيرست أو الرياضي بيروت أو دينامو أو الحكمة طرفاً فيها، علماً أنّ هذه الفرق ستحجز مكانها في المربّع الذهبي سلفاً بنسبة تقاربُ المئة بالمئة.

وفي هذا السياق يتبادر سؤال ثانٍ الى الأذهان، وهو لماذا لم يرجئ إتحاد كرة السلة قرار إشراك لاعبَين أجنبيَّين إثنين في صفوف الفرق الى حين إنتهاء منافسات الدوريّ المنتظم، والنظر "بعين الرحمة" الى الأندية الراغبة بخوض غمار بطولة الدرجة الأولى لكنها عاجزة عن تأمين الأموال اللازمة للتعاقد مع أجانب بارزين، فينتهي بها الأمر لقمة سائغة في فم الأندية الكبيرة صاحبة الميزانيات "الدسمة"، في حين كانت تستحقّ هذه الفرق فرصة التنافس الحقيقي والشريف، ومواجهة الخصم القويّ بتشكيلة محلية صرفة من الجانبَين كما حصل في الموسمَين الأخيرَين.

إنّ وجود اللاعبين الأجانب في البطولات الرسمية أمرٌ اساسيّ وملحّ، لكن أن تدفع الأندية المتواضعة ثمن هذه الخطوة في ظلّ الأوضاع المزرية الراهنة، فهو يُلحق بها الكثير من الظلم والإجحاف، لا سيما إنّ الإتحاد لا يمدّ يد العون لأنديته كما هي الحال في إتحاد كرة القدم مثلاً، بإستثناء ما تيسّر من عائدات النقل التلفزيوني.


MISS 3