أوّل رئيس إيراني يزور اليابان منذ عقدَيْن

روحاني يُدين بشدّة انسحاب واشنطن من "النووي"

15 : 24

آبي وروحاني وظريف في طوكيو أمس

كعادة القادة الإيرانيين في الآونة الأخيرة، وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس انتقادات للانسحاب الأميركي "غير العقلاني" من الاتفاق حول البرنامج النووي لطهران، خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو.

وقال روحاني، أوّل رئيس إيراني يزور اليابان منذ عقدَيْن: "أُدين بشدّة الولايات المتّحدة لانسحابها بشكل أحادي وغير عقلاني"، مضيفاً: "آمل في أن تبذل اليابان ودول أخرى جهوداً للحفاظ على هذا الاتفاق"، وأشار إلى "ضرورة تجفيف جذور الأحاديّة لتحقيق أمن المنطقة"، فيما قلّل الناطق باسم الحكومة الإيرانيّة علي الربيعي من أهميّة الجانب المتعلّق بالوساطة خلال الزيارة، مؤكّداً أن زيارة روحاني إلى اليابان "لا علاقة لها بقضايا مثل المفاوضات مع الأميركيين". لكنّه أضاف أن "أصدقاءنا اليابانيين يحملون بشكل عام رسائل أو مبادرات نُرحّب بها وندرسها جدّياً".

من ناحيته، قال آبي خلال اجتماعه مع روحاني إن "اليابان ستُواصل جهودها الديبلوماسيّة لتخفيف التوتر في الشرق الأوسط"، طبقاً لمسؤول حكومي ياباني، الذي تابع: "لقد وافق الزعيمان على الحفاظ على اتصالات وثيقة بينهما". وشرح رئيس الوزراء الياباني للرئيس روحاني خطّة طوكيو لإرسال سفينتَيْن من قوّات الدفاع الذاتي إلى خليج عُمان لحماية سفن الشحن التي تعبره. وقال المتحدّث باسم الحكومة يوشهيدي سوغا: "في قمّة اليابان وإيران اليوم (أمس) سنشرح سياسة اليابان، وهي سياسة تهدف إلى ضمان سلامة السفن اليابانيّة"، مشيراً إلى أن 90 في المئة من واردات اليابان من النفط الخام تأتي من المنطقة. ووصل روحاني إلى اليابان قادماً من كوالالمبور، حيث دعا الدول الإسلاميّة الخميس إلى محاربة "الإرهاب الاقتصادي" الأميركي، خلال قمّة إسلاميّة دعت إليها ماليزيا. وحاول آبي سابقاً إقامة جسور بين طهران وواشنطن، حليفة اليابان. لكنّه يُقيم في الوقت نفسه علاقات ديبلوماسيّة واقتصاديّة وثيقة مع إيران. والأسبوع الماضي، صرّح آبي الذي زار طهران في حزيران، بأنّه سيبذل "أقصى الجهود لخفض التوتر" في الشرق الأوسط.وكانت اليابان من المستوردين الرئيسيين للنفط الإيراني الخام، لكنّها تخلّت عن شراء الذهب الأسود من طهران، امتثالاً للعقوبات الاقتصاديّة الأميركيّة. وأعادت الولايات المتّحدة فرض عقوبات قاسية على إيران في العام 2018، بعد الانسحاب من الاتفاق الدولي الذي يهدف إلى كبح البرنامج النووي للجمهوريّة الإسلاميّة.

وتأتي زيارة روحاني إلى اليابان بعد احتجاجات دامية الشهر الماضي، اثر زيادة أسعار الوقود في إيران، بحيث يُعاني الاقتصاد بشدّة من جرّاء العقوبات الأميركيّة. وحصلت قناة "الحرة" من وزارة الخارجيّة الأميركيّة على مقاطع مصوّرة في شأن التظاهرات الأخيرة في إيران وكيفيّة تصدّي القوّات الإيرانيّة لها بالذخيرة الحيّة واستخدام الآليات العسكريّة الثقيلة. ورجّحت واشنطن في الخامس من كانون الأوّل، أن تكون السلطات الإيرانيّة قد قتلت أكثر من ألف شخص وأصابت نحو سبعة آلاف على الأقلّ بجروح، في إطار حملتها لإخماد الاحتجاجات الشعبيّة الواسعة التي دفعتها إلى اعتماد القوّة الوحشيّة، فيما بدا النظام الإسلامي أنّه يخسر التأييد حتّى ضمن الطبقة العاملة التي تُشكّل قاعدة تقليديّة له.وفي هذا الصدد، انتقد خبراء حقوقيّون في الأمم المتحدة أمس، طهران، بشكل حاد، محذّرين استناداً إلى "تقارير" من أن آلاف الأشخاص لا يزالون محتجزين ويتعرّضون للتعذيب أو يُعانون من أشكال أخرى من سوء المعاملة لانتزاع اعترافات بالإكراه، بعد حملة قمع واسعة للاحتجاجات الشعبيّة، وحضّوا السلطات الإيرانيّة على إطلاق سراحهم. وأشار الخبراء إلى تقارير ولقطات تُبيّن أن قوّات الأمن الإيرانيّة "لم تُطلق الذخيرة الحيّة على المتظاهرين العزل فحسب، بل استهدفت رؤوسهم وأعضاء حيويّة أيضاً". وندّدوا كذلك بتهديد السلطات لأسر ضحايا الاحتجاجات حتّى لا يتحدّثوا عن ذويهم. وذكرت التقارير أن بعض المحتجّين حُرموا من العلاج الطبي.

توازياً، وصفت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة بومبيو بأنّه "بوق للغطرسة والخداع والإساءة"، معتبرةً أن السياسة الخارجيّة للولايات المتّحدة "عقيمة وموهومة". وأكّد المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة عباس موسوي أن بومبيو "لا يرقى إلى مستوى أي وزير للخارجيّة في العالم ولا مكانة له في هذه الساحة"، مضيفاً: "وزراء الخارجيّة يُنادون عادة بالسلام والمصالحة والحوار والاحترام، في حين أن السيّد بومبيو هو بوق للغطرسة والخداع والإهانة والإساءة".

في غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من أن القوّات الأميركيّة في منطقة الشرق الأوسط ما زالت تتمتّع بالقدرة على مواجهة التهديد الإيراني وخطر "داعش"، في وقت كشف السفير الأميركي الجديد في روسيا جون سوليفان أولويّات برنامج عمله في موسكو، مشيراً إلى أن من بينها مكافحة "حزب الله" وتنظيمَيْ "داعش" و"القاعدة"، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبرغ". وقال سوليفان: "نتوقع من الحكومة الروسيّة أن تأخذ على محمل الجدّ التزاماً بحماية العالم من الجماعات الإرهابيّة الخطرة، مثل تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة" المحظورَيْن في روسيا، وكذلك مكافحة "حزب الله" اللبناني".


MISS 3