الثوّار يرفضون "أسعد الإيراني"

صالح يُلوّح بالاستقالة في وجه "حلفاء طهران"

02 : 00

تظاهرة مندّدة بالمرشّح أسعد العيداني في "ساحة التحرير" في بغداد أمس

في موقف جريء وحاسم، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح أمس استعداده لتقديم استقالته، مؤكّداً رفضه تقديم مرشّح التحالف الموالي لإيران لمنصب رئيس الوزراء أسعد العيداني، إلى البرلمان، ما يُنذر بتعميق الأزمة السياسيّة المستفحلة في البلاد. واستند صالح في كتاب رسمي موجّه إلى البرلمان، للمادة 76 من الدستور، التي تُلزم الرئيس بتكليف مرشّح الكتلة النيابيّة الأكثر عدداً لتشكيل الحكومة، من دون أن يكون له اعتراض.

وقال الرئيس العراقي: "مع كلّ الاحترام للأستاذ (محافظ البصرة) أسعد العيداني، أعتذر عن تكليفه، وبما أن هذا الموقف المتحفّظ من الترشيح الحالي قد يُعتبر إخلالاً بنصّ دستوري"، لذلك "أضع استعدادي للاستقالة من منصب رئيس الجمهوريّة أمام أعضاء مجلس النوّاب"، معتبراً أنّه بذلك يضمن "المحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه"، وفق المواد الدستوريّة، في وقت رفضت كتل برلمانيّة عدّة استقالة صالح، بينما طلب التحالف الموالي لطهران (البناء) من البرلمان اتخاذ الاجراءات الضروريّة في هذا الصدد.

وفي برلمان يُعدّ الأكثر انقساماً في تاريخ العراق الحديث، يدور الجدل حاليّاً على تحديد الكتلة البرلمانيّة الأكبر، التي تُسمّي رئيس الوزراء. ومفهوم الكتلة الأكبر، هو الائتلاف الذي يضمّ أكبر عدد من النوّاب بعد الانتخابات، وليس بالضرورة أن تكون اللائحة التي فازت بأكبر عدد من المقاعد بعد الاقتراع. ولذا، يُقدّم الائتلاف الموالي لإيران نفسه على أنّه المخوّل بالتسمية، فيما يعتبر ائتلاف "سائرون"، بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أنّه التحالف الأكبر، لأنّه حلّ أوّل في الانتخابات التشريعيّة.

ولم تتمكّن الأحزاب السياسيّة التي تدور في الفلك الإيراني من الاتفاق، في بادئ الأمر، على ترشيح وزير التعليم العالي المستقيل قصي السهيل لتولّي منصب رئيس الوزراء خلفاً لعادل عبد المهدي، كما قوبلت هذه المساعي بمعارضة واسعة من الثوّار في ساحات بغداد والجنوب. وتسعى هذه الأحزاب الآن إلى تقديم محافظ البصرة أسعد العيداني، الذي يُواجه بدوره انتقادات حادة بسبب إجراءات اتخذها لقمع تظاهرات خرجت صيف 2018، في محافظته.

توازياً، أعلن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الذي كانت خطبه حاسمة وداعمة للثورة العراقيّة، أن خطبة الجمعة لن تتطرّق إلى الوضع السياسي، في حين أغلق ثوّار "بلاد الرافدين" طرقات، بعضها بالإطارات المشتعلة، في بغداد ومدن عدّة في جنوب العراق. وسبّبت تلك القطوعات اختناقات مروريّة وشللاً على طرق رئيسيّة داخل وخارج عدد كبير من المدن، كما هي الحال في العاصمة بغداد، التي تُعدّ ثاني أكبر العواصم العربيّة من حيث عدد السكّان.

وفي الناصريّة، أحرق الثوّار مجدّداً مبنى المحافظة الذي تعرّض للحرق خلال الأيّام الماضية، فيما تشهد المدينة احتجاجات منذ ثلاثة أشهر، كما قطعوا طرقاً وجسوراً مهمّة هناك. وفي الديوانيّة، أحرق متظاهرون مقراً جديداً لأحد الفصائل المسلّحة الموالية لطهران، واستمرّوا بقطع طريق رئيسيّة تربط المدينة بمدن أخرى في جنوب العراق. وردّاً على ورود اسم العيداني في مداولات تسمية رئيس الوزراء، هتف الثوّار في مدينة الكوت خلال تظاهرة حاشدة أمس: "نرفض أسعد الإيراني"، متّهمين إيّاه بالولاء الكامل للجمهوريّة الإسلاميّة، التي يتّهمونها بالسيطرة على مفاصل الحكم في البلاد.


MISS 3