" فرصة أخيرة"، هو آخر أفلام المخرج سمير حبشي السينمائية تصويراً، ولكنه حتماً لن يكون الأخير ولا الأول. " فرصة أخيرة" هو الفيلم الروائي الطويل الثالث لحبشي الذي اطلق مسيرته السينمائية مع فيلم أول هو "الاعصار" سنة 1992، والثالث من انتاج "شركة أفلام مصر العالمية" ( يوسف شاهين وغابي خوري ) بعد الفيلم الوثائقي "سيدة القصر" (قصة نظيرة جنبلاط) سنة 2002 ، والروائي الطويل "دخان بلا نار" سنة 2008.
إعصار سمير حبشي هو الذي لفت نظر المخرج الراحل يوسف شاهين لموهبة حبشي الاخراجية وأسلوبه المتميّز، فطلب من ابن شقيقته وشريكه غابي خوري التواصل معه وعرض فرصة انتاج أي فيلم من إخراجه. وهذا ما حدث فعلا، فكان التعاون الأول من خلال "دخان بلا نار" الذي تم تصويره بالكامل في لبنان، وكان من بطولة خالد النبوي وديامان بو عبود. وها هو التعاون الثاني ينطلق مجددا من لبنان الذي بدأ فيه التصوير في 9 تشرين الأول الجاري، بين بيروت وجبيل والأرز وعيون ارغش والبقاع (دير الأحمر)، ويستمر حتى 2 تشرين الثاني المقبل، على أن يُستكمل في مصر لمدة اسبوع.
الفيلم عن سيناريو لنورا لبيب وهو من نوع الدراما المليئة بالاكشن والحركة، من بطولة الممثل المصري أحمد حاتم، بدور ضابط في جهاز امني مصري، سيتعرض لمأساة عائلية فيبتعد عن عمله، وينتقل الى لبنان عند حبيبته (الممثلة اللبنانية ديامان بو عبود). ولكن عملية خطف ستعيد رميه في أجواء الخطر، وستجعله يبحث عن الحقيقة... والحقيقة أن "فرصة أخيرة"، ورغم كونه انتاجاً مصرياً، إلا أنه يقدّم فرصة أولى لفريق كامل من التقنيين والمصورين اللبنانيين فقط لا غير لتنفيذه بالكامل، بدءاً بالمخرج سمير حبشي، مروراً بالمنتج المنفذ شركة "وان شوت بروداكشن" لصاحبيها سمير حبشي وميلاد طوق وصولا الى مدير التصوير ميلاد طوق ومهندس الديكور نصري طوق والمونتاج حسين يونس، ومدير الإنتاج جان مارك نعمة وغيرهم كثر. بدوره الكاست يضم أسماء لبنانية عديدة مثل ديامان بو عبود وجنيفر عازار وسليم حلال وجاد أبو علي وجورج كعدي.
عندما سألنا المنتج غابي خوري المتواجد حاليا في لبنان عن سبب خياره بالاعتماد على فريق تقني لبناني بحت، أجاب بكل ثقة "لدي ثقة مطلقة بسمير حبشي. صحيح هذا التحدي كبير، وهو لم يحصل في السابق، ولكن ما شجّعني عليه هو ثقتي بالمخرج سمير حبشي ومدير التصوير ميلاد طوق ، فأنا سبق أن تعاملت معهما في "دخان بلا نار"، و"عارف ومطمّن" على نوعية الصورة ونوعية الفيلم التي سيقدمانها سلفا. "علشان كده" قلنا نخوض التجربة من جديد مع ناس قدّ المسؤولية". إذاً هل المنتج غابي خوري راضٍ حتى الآن عن النتيجة؟ "الشغل هايل، وبطريقة منظمة جداً، وفريق العمل كله متجانس، ولافت جداً جداً "قد ايه" في حب وتفاهم بين كل طاقم العمل".
مبروك مجدداً لمصر ولبنان، هذا الشريط السينمائي الذي يعيد الثقة بإنتاجات فنية جادّة ومحترفة بكل معنى الكلمة، يتم تنفيذها في رحاب وطننا، مع التأكيد على أن "فرصة أخيرة" لن تكون الأخيرة بين حبشي و"شركة أفلام مصر العالمية".
