عماد موسى

جبران والـ IQ العالي

3 تشرين الثاني 2022

02 : 00

مثل أي نجمة باب أوّل، أو class A، بحسب مصطلح أهل التلفزيون والمنوعات، مثل أي ممثل مشهور «مكسّر الأرض»، مثل ميشال حايك، مثل أي رياضي من عيار محمد صلاح، مثل كيم كارداشيان، مثل فيفي عبدو...يحظى ولي العهد الأورنجي جبران باسيل حيثما أطلّ، بنسبة مشاهدة عالية، سواء كان محاوره الشاب الصاعد ريان حايك أو هادلي غامبل.

فالرجل المثير للشغب السياسي والمسبب للنفور، والحامل كل خصال عمه غير الحميدة، تصرّف منذ بداية العهد الأسوأ في تاريخ لبنان، كوريث طبيعي للمجد الضائع والملك السليب. وريثٌ يرأس أكبر كتلة نيابية، بعد رفدها بنصف دزينة نواب وصلوا إلى الندوة ببوسطة الثنائي الشيعي وميني فان الثنائي الدرزي.

ومن البدهيات، أن يطلع البخار إلى الرأس الحامي، فيضرب قوته الشعبية باثنين، ويضرب ذكاءه بثلاثة، ويضرب خيلاءه بأربعة، ويضربه جنون العظمة متجاهلاً إجماع أكثرية المشاهدين على تقويم واحد: «تضرب ما أتقلك».

عارفوه يقولون إن الصبي ذكي. وكارهوه يرددون القول نفسه.

ذكي ويحاول في كل مقابلة التهام محاوره، أو اعتباره مجرّد متلقّ إستضافه لإغناء معرفته السياسية والدستورية. لكن جبران سقط في العرض البهلواني الأخير. سقط أخلاقياً في برنامج»الرئيس»، مع صحافي محترف ومثقف اسمه سامي كليب. وبكل فظاظة ثقلاء الدم، الأدعياء قال الصهر للزميل كليب، بعدما حشره بسؤال: «مقرر توطي الـ IQ تبعك اليوم» ليرد عليه كليب من دون أي انفعال «عم حاول إلحق الـ IQ تبعك» وتداول الناشطون مقطعاً آخر ظهر فيه باسيل كمن يحاول النيل من كليب. سأله مقدّم ومعد برنامج الرئيس «هناك تسريبات طاولت رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري خلتو يهشل، منها عندما وصفه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بالكاذب والعديد من الأمور التي جعلته يغادر»، سأله باسيل وكأنهما في مباراة تحدّ «ما بتعرف ليش فلّ؟ لأنه لا يستطيع أن يشكّل حكومة ولأنه لا يوجد رضى عليه؟». حينها ردّ كليب، «ما بعرف، من مين؟» فعلق باسيل ساخراً «أنت سامي كليب ما بتعرف، خلص خلينا نوقف المقابلة، احتراماً إلك لأن بعرفك قديش ذكي».

أراد باسيل بذكائه الشيطاني أن يجرّ كليب لاتهام السعودية بتعطيل التشكيل علماً أن رئيس الحكومة استطاع أن يشكل لكنه عجز عن إرضاء أطماع الرئيس السابق وصهره الدائم وهذا ما يعرفه المحاور، ويعرفه ضيفه الذكي في قلب الوقائع والتذاكي على الدستور وبي بيّ الدستور.

كنت أتوقع أن يعتذر جبران من الزميل كليب أو أن يطلب المغفرة من روح ويليام شتيرن. آه لو عاش شتيرن لتمكن شخصياً من قياس ذكاء الصهر الخارق ونسبة الإدعاء في الدم.