حبوب منع الحمل تُسبّب انكماشاً دماغياً للمرأة

10 : 47

في قاعدة الدماغ، ثمة منطقة صغيرة لكن أساسية للتحكم بالجهازين العصبي والهرموني. اكتشفت دراسة جديدة الآن أن تلك المنطقة تكون أصغر حجماً لدى المرأة التي تأخذ حبوب منع الحمل!

تُعتبر هذه الحبوب من أكثر الوسائل شيوعاً لمنع الحمل، لكن تستعملها النساء أيضاً لمعالجة حالات أخرى، منها عدم انتظام الدورة الشهرية، وحب الشباب، ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات، وبطانة الرحم المهاجرة، والتشنجات.

صمّم المصنّعون هذه الحبوب في الأصل لوقف الإباضة عبر هرمون البروجستيرون، لكنها تطورت منذ ذلك الحين كي تشمل أنواعاً مختلفة، منها خلطات هرمونية وجرعات وجداول متنوعة، بحسب النتيجة المطلوبة. حتى أن المرأة تستطيع استعمالها لتفويت الدورة الشهرية أحياناً أو وقفها بالكامل. لكن ما تأثير هذه الآلية على نظام الهرمونات الطبيعي في الجسم؟

تقع منطقة الوطاء الدماغية الصغيرة فوق الغدة النخامية وتؤدي دوراً محورياً في إنتاج الهرمونات وتتحكم بمجموعة من الوظائف الجسدية، منها دورات النوم، والمزاج، والرغبة الجنسية، والشهية، وحرارة الجسم، وإيقاع ضربات القلب.يقول الدكتور مايكل ليبتون، أستاذ في طب الأشعة في مركز "غروس" لأبحاث الرنين المغناطيسي في كلية "ألبرت أينشتاين" الطبية ومدير قسم التصوير بالرنين المغناطيسي في مركز "مونتيفيوري" الطبي في نيويورك: "تَقِل الأبحاث حول آثار حبوب منع الحمل في هذا الجزء الصغير والمهم من الدماغ البشري الحي".

يتعلق السبب على الأرجح بغياب أي طريقة معروفة حتى الآن لإجراء تحليل كمّي لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي في الوطاء.

يوضح ليبتون لمجلة "ميديكل نيوز توداي": "شجّعتنا الأبحاث السابقة على استكشاف تلك الآثار. توصلنا إلى نتائج مثيرة للاهتمام حول مخاطر الإصابات الدماغية بحسب الانتماء الجنسي. على وجه التحديد، يسجّل الرجل نتيجة أفضل من المرأة. ذكرت دراسات أخرى أن هرمون البروجستيرون الجنسي النسائي يحمي الأعصاب. وبما أن حبوب منع الحمل شائعة الاستعمال، أردنا استكشاف آثارها لدى نساء يتمتعن بصحة جيدة لفهم دورها المحتمل في النتائج المتباينة على أساس الجنس. لم أكن أتوقع رصد أثر واضح وقوي لهذه الدرجة. اكتشفنا اختلافاً جذرياً في حجم الهياكل الدماغية بين المرأة التي تأخذ حبوب منع الحمل وتلك التي لا تأخذها".

لإجراء الدراسة، استعان الباحثون بخمسين امرأة بصحة جيدة، و21 امرأة يأخذن حبوب منع الحمل. ثم أجروا فحوصات بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي التي تستعمل الأشعة لتصوير الأعضاء. أرادوا بذلك مراقبة دماغ كل واحدة من النساء الخمسين. ثم استخدموا منهجية مثبتة لتقييم حجم منطقة الوطاء. يضيف ليبتون: "تأكدنا من فاعلية أدوات تقييم حجم الوطاء وأثبتنا للمرة الأولى أن حبوب منع الحمل المستعملة راهناً ترتبط بتراجع حجم الوطاء".صحيـــح أن الدراسة لم ترصد رابطاً بارزاً بين حجم الوطاء وقدرات المرأة المعرفية أو مهارات التفكير لديها، لكن تكشف النتائج الأولية رابطاً بين انكماش الوطاء وتراجع حدة الغضب. يستنتج ليبتون: "تتماشى هذه النتائج بشكل عام مع الدراسات السابقة التي تطرقت إلى حبوب منع الحمل واكتشفت أثرها على تعديل المزاج. قد تعكس نتائجنا الآلية الكامنة وراء تلك الآثار أو تؤكد بكل بساطة على عدم ارتباط الظاهرتَين ببعضهما. لا يزال الوقت مبكراً لإطلاق استنتاج جازم. مع ذلك، ترصد هذه الدراسة الأولية رابطاً قوياً ويُفترض أن تشجّع العلماء على إجراء تحقيقات إضافية حول آثار حبوب منع الحمل على بنية الدماغ وتداعياتها المحتملة على الوظيفة الدماغية. في ما يخص الأبحاث المستقبلية، يسعى فريق البحث في أقرب فرصة إلى إدراج دور هذه الحبوب في دراساتنا المتواصلة واستكشاف أثر الدورات الطبيعية للهرمونات الجنسية المرتبطة بالدورة الشهرية، فضلاً عن دور الهرمونات الذكرية (مثل التستوستيرون) لدى الرجال والنساء معاً".


MISS 3