جراحة إنقاص الوزن تُخفّض مخاطر سرطان الجلد!

13 : 05

وفق دراسة جديدة، يتراجع خطر الإصابة بسرطان الجلد، بما في ذلك سرطان الخلايا الصبغية (Melanoma)، لدى البدينين الذين يخضعون لجراحة إنقاص الوزن. يشكّل سرطان الخلايا الصبغية 1% فقط من أمراض سرطان الجلد الإجمالية، لكنه يُسبب معظم حالات الوفاة.رصد العلماء عوامل خطر مرتبطة بسرطان الخلايا الصبغية، مثل البشرة الفاتحة، والتاريخ العائلي، والتعرض للشمس، لكن لم يتّضح سبب زيادة معدلات المرض.

وبما أن البدانة تؤثر على جميع أشكال السرطان، تساءل بعض الباحثين عن احتمال أن تنعكس أيضاً على مخاطر سرطان الخلايا الصبغية. لكن حتى الآن، فشلت الدراسات في إيجاد رابط جازم.

اكتشفت دراسة سويدية في العام 2009 تراجع مخاطر السرطان حين تخضع المرأة البدينة لجراحة إنقاص الوزن. عند نشر هذه النتائج، لم تكن البيانات كافية لتقييم مدى تأثير تلك الجراحة على خطر الإصابة بسرطان الجلد تحديداً.لكن تابع الباحثون مراقبة المشاركين في الدراسة الأصلية لفترة بلغ متوسطها 18.1 سنة. راجع فريق بحثي قاعدة البيانات حديثاً في محاولة منه لتحليل الرابط بين جراحة إنقاص الوزن وسرطان الجلد، بما في ذلك سرطان الخلايا الصبغية.

في المحصلة، شمل التحليل الجديد بيانات 2007 أشخاص بدينين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن و2040 مشاركاً بديناً شكّلوا المجموعة المرجعية لكنهم اكتفوا بتلقي علاجات تقليدية في المراكز الطبية، منها نصائح مرتبطة بأسلوب الحياة. نشر العلماء حديثاً نتائجهم في مجلة "جاما" لطب الأمراض الجلدية. بعد مرور 15 سنة من المتابعة، خسر كل من خضع للجراحة ما معدله 21.6 كلغ من وزنه. أما المشاركون في المجموعة المرجعية، فحافظوا على وزن مستقر نسبياً، ولم يتجاوز متوسط أي خسارة أو زيادة في الوزن عتبة 3 كيلوغرامات.

في النهاية، أصيب 23 فرداً في مجموعة الجراحة بنوع من سرطان الجلد الخبيث (سرطان الخلايا الحرشفية أو سرطان الخلايا الصبغية). وفي المجموعة المرجعية، أصيب 45 فرداً بهذا الشكل من السرطان. اكتشف الباحثون أن أكبر اختلاف بين المجموعتين يتعلق بسرطان الخلايا الصبغية الخبيث. في المجموعة المرجعية، سُجلت 29 حالة من هذا المرض، بينما اقتصر عددها على 12 في المجموعة الثانية، ما يساوي تراجعاً في مخاطر المرض بنسبة 57%.

ما تأثير البدانة على المرض؟


يجب أن يجري العلماء أبحاثاً إضافية لفهم الآليات الكامنة وراء الرابط بين البدانة وسرطان الجلد. لكن تتعدد العوامل المؤثرة في هذا المجال.

ترتبط إحدى النظريات بالالتهاب: تؤدي البدانة إلى التهاب مزمن، ما قد ينشئ بيئة حاضنة لنمو الأورام. كذلك، يمكن تفسير هذا الرابط عبر عوامل متعلقة بأسلوب الحياة، منها تغيير الحمية الغذائية بعد الجراحة.

على صعيد آخر، ترتبط البدانة بقلة الحركة المرتبطة بدورها بزيادة حالات السرطان والوفاة. بعد جراحة إنقاص الوزن إذاً، قد يكثّف الناس نشاطاتهم الجسدية، فيُخفّضون بذلك خطر إصابتهم بالسرطان.

تتّسم الدراسة الأخيرة بنقاط قوة متعددة، منها مدة المتابعة الطويلة واستعمال مجموعات مرجعية مناسبة. لكن لم يقسّم العلماء المشاركين عشوائياً.

في الحالة المثلى، من الأفضل أن يتوزع المشاركون بين المجموعات المرجعية والتجريبية بطريقة عشوائية. لكن لم يكن تطبيق هذا المبدأ ممكناً هذه المرة لأن معدلات الوفاة بسبب جراحة إنقاص الوزن كانت مرتفعة نسبياً حين بدأت الدراسة خلال الثمانينات، وبالتالي كان تقسيم المشاركين عشوائياً غير أخلاقي.

ورغم اختلاف معدلات سرطان الخلايا الصبغية بين المجموعتين بدرجة ملحوظة، كان عدد الحالات الإجمالية صغيراً واقتصر على 41. لذا يجب أن يتابع العلماء هذا الخط من الأبحاث لجمع أدلة إضافية. حتى الآن، يستنتج الباحثون: "تكشف هذه النتائج أن حالات سرطان الخلايا الصبغية تتراجع لدى البدينين بعد جراحة إنقاص الوزن، وقد تسمح بتوضيح خصائص هذا السرطان وتحديد عوامل الخطر التي يمكن تجنبها".


MISS 3