مستويات الكولسترول تنذر بأمراض القلب لدى الشبان!

13 : 04

تحلّل دراسة جديدة الرابط بين مستويات الكولسترول في بداية سن الرشد ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة متقدمة من الحياة، وتطرح توصيات مثيرة للاهتمام لإجراء الأبحاث مستقبلاً!

سبق ووثّقت الأبحاث الرابط بين ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب (أول سبب للوفاة) والجلطات الدماغية (خامس سبب للوفاة).

راقبت دراسة شاملة حديثاً حوالى 400 شخص من 19 بلداً لفترة بلغ متوسطها 43.5 سنة (بين العامين 1970 و2013). نُشرت النتائج في مجلة "ذي لانسيت" وسلّطت الضوء على الرابط بين مستويات الكولسترول السيئ قبل عمر الخامسة والأربعين ومخاطر أمراض القلب والجلطات الدماغية على المدى الطويل.

تختلف هذه الدراسة المبنية على المراقبة عن الأبحاث السابقة كونها تحلل بيانات فردية وتستنتج أن ارتفاع مستويات الكولسترول السيئ في عمر مبكر قد ينذر بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في عمر الخامسة والسبعين.

استعمل البحث بيانات 38 دراسة جرت في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا. من أصل 400 ألف مشارك، لم يكن أحد مصاباً بأمراض القلب في بداية الدراسة. راقب العلماء المشاركين على مر عقود ودوّنوا تفاصيل عن أي حوادث قلبية أو جلطات دماغية. في النهاية، سُجّلت 54542 حادثة قلبية قاتلة وغير قاتلة وجلطة دماغية.

حين حلّل الباحثون البيانات في جميع الفئات العمرية التي تشمل الجنسين معاً، لاحظوا تراجع مخاطر أمراض القلب أو الجلطات الدماغية تزامناً مع انخفاض مستويات الكولسترول السيئ. كذلك، سُجّلت أكبر مخاطر أمراض القلب والشرايين على المدى الطويل لدى من هم أصغر من 45 عاماً.تقول باربرا ثوراند من مركز الأبحاث الألمانية للصحة البيئية في "نوهربرغ": "ربما تنجم زيادة الخطر لدى الأصغر سناً عن التعرض المطوّل لدهون ضارة في الدم".

أكدت الدراسة الأخيرة على أهمية مستويات الكولسترول السيئ والجيد في الدم لتوقع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت.

استعمل الباحثون البيانات لإنشاء نموذج عن أشخاص تتراوح أعمارهم بين 35 و70 عاماً لتقدير احتمال الإصابة بحوادث قلبية في عمر الخامسة والسبعين. فأخذوا في الاعتبار الجنس ومستويات الكولسترول السيئ وعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم والسكري وعادة التدخين.

حلّلت الدراسة أيضاً احتمال تخفيض نسبة الخطر في حال تراجعت مستويات الكولسترول السيئ بنسبة 50%. استناداً إلى هذه المقاربة، رصد الباحثون أكبر تراجع في الخطر لدى أصغر فئة عمرية.

على سبيل المثال، تتراوح مستويات الكولسترول السيئ لدى رجلٍ تحت عمر الخامسة والأربعين بين 3.7 و4.8 ميلي مول/ليتر، ويحمل هذا الشخص عاملَي خطر على الأقل للإصابة بأمراض القلب. إذا نجح هذا الأخير في تقليص تلك المستويات إلى النصف، قد يتمكن من تخفيض نسبة الخطر من 16 إلى 4%. كذلك، تستطيع المرأة التي تواجه العوامل نفسها أن تُخفّض نسبة الخطر من 29 إلى 6%.

إستناداً إلى المستويات نفسها من الكولسترول السيئ لدى أشخاص في عمر الستين وما فوق، قد يُخفّض الرجال نسبة الخطر لديهم من 21 إلى 10%، والنساء من 12 إلى 6%.

قد تسهم الجهود الرامية إلى تخفيض مستويات الكولسترول السيئ في عكس الإشارات الأولية لتصلب الشرايين. لكن لم يتّضح تأثير مستوى الكولسترول الطبيعي أو المرتفع بدرجة ضئيلة على مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية على مر حياة الشخص، أو المستوى الذي يتطلب توصيات علاجية محددة، لا سيما في المراحل الأولى من سن الرشد.

يوضح المشرف على الدراسة، ستيفان بلانكينبيرغ: "تكشف تقديراتنا أن تخفيض مستويات الكولسترول السيئ قد يرتبط بتراجع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بحلول عمر الخامسة والسبعين، وتتراجع نسبة الخطر بدرجة إضافية مع كل انخفاض مبكر في مستويات الكولسترول. اليوم، تكتفي قياسات نسبة الخطر المستعملة في العيادات لتحديد مدى حاجة الشخص إلى علاج لتخفيض مستوى الدهون بتقييم مخاطر أمراض القلب خلال فترة عشر سنوات، لذا قد لا تقيس نسبة الخطر بدقة، لا سيما في فئة الشباب".

يدعو الباحثون إلى إجراء أبحاث مستقبلية للتأكد من منافع التدخل المبكر لدى الأصغر سناً إذا كانت نسبة الخطر منخفضة خلال عشر سنوات. لكن تبقى الدراسة محدودة لأنها لا تنطبق على مختلف المناطق أو الجماعات العرقية وتُركّز على البلدان ذات الدخل المرتفع. لا يترافق ارتفاع الكولسترول مع أي أعراض، لذا لا يدرك الكثيرون إصابتهم بهذه المشكلة. لكن يستطيع الأطباء قياس مستوياته عبر فحص دم بسيط!


MISS 3