ما وراء الكولسترول السيئ... نظرة عميقة إلى دهون دمك!

02 : 00

لا يكون فحص الكولسترول المعتاد كافياً دوماً لتقييم مخاطر أمراض القلب. من يحتاج إلى فحوصات إضافية؟

يكشف فحص الكولسترول النموذجي عن كمية الكولسترول والشحوم الثلاثية في الدم. تتنقل هذه الدهون داخل جزيئات ضئيلة تُعرَف باسم البروتينات الدهنية. تنشأ هذه البروتينات في الأمعاء والكبد وتتخذ أشكالاً وأحجاماً متعددة وتختلف كثافتها أيضاً. يُعتبر البروتين الدهني منخفض الكثافة أهم معدل في هذا الفحص وغالباً ما يُسمّى الكولسترول "السيئ". يؤدي ارتفاع مستوى الكولسترول السيئ في مجرى الدم إلى تراكم الصفائح داخل الشرايين، فتزيد مخاطر التعرّض لنوبة قلبية نتيجةً لذلك. وكلما ارتفع معدّل هذا الكولسترول، تزيد مخاطر النوبات القلبية.

لكن تصيب نصف النوبات القلبية تقريباً أشخاصاً يحملون مستوىً "طبيعياً" من الكولسترول السيئ. بالإضافة إلى هذا الكولسترول، قد تكون بروتينات دهنية أخرى مسؤولة عن انسداد الشرايين. تشمل جزيئات تصلّب الشرايين البروتين الدهني متوسط الكثافة والبروتين الدهني منخفض الكثافة والكيلومكرونات، وهي أكبر جزيئات منخفضة الكثافة وتتألف بشكلٍ أساسي من الدهون.

نطاق الكولسترول السيئ

هذه المعدلات تَخصّ غير المصابين بأمراض القلب. أما المصابون بأمراض قلبية معروفة، فيوصيهم الأطباء بإبقاء مستوى الكولسترول السيئ أقل من 70 ملغ/ديسليتر.

مستوى الكولسترول السيئ فئة الكولسترول السيئ

أقل من 100 ملغ/ديسليتر: عتبة مثالية

بين 100 و129 ملغ/ديسليتر: عتبة شبه مثالية

بين 130 و159 ملغ/ديسليتر: الحدود القصوى

بين 160 و189 ملغ/ديسليتر: مستوى مرتفع

190 ملغ/ديسليتر وما فوق: مستوى فائق

تفسير الأرقام

تذكر فحوصات الكولسترول معدل الدهون بلا الكولسترول الجيد أحياناً، ما يشير إلى مستوى الكولسترول الإجمالي من دون احتساب البروتين الدهني عالي الكثافة. يشمل هذا المعدل مجموع الكولسترول في جزيئات تصلب الشرايين، لكنه لا يذكر العدد الفعلي للجزيئات، مع أنه عامل مهم.

تقول الدكتورة ساميا مورا، طبيبة قلب في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد": "يزداد الاقتناع بأن الكولسترول ليس العنصر المهم الوحيد، بل يكون عدد جزيئات البروتينات الدهنية مؤثراً أيضاً لأن حجم هذين العنصرَين وتركيبة الجزيئات لها أهمية كبرى: تحمل الجزيئات الأكبر حجماً من الكولسترول السيئ كمية إضافية من الكولسترول. أما الجزيئات الأصغر حجماً، فتحمل كميات أقل منه. إذا كانت جزيئات الكولسترول السيئ في دمك صغيرة الحجم في معظمها، سيزيد عدد تلك الجزيئات بغض النظر عن مستوى الكولسترول السيئ مقارنةً بحاملي الجزيئات الأكبر حجماً. وكلما زادت أعداد الجزيئات التي تتنقل في دمك، يزيد احتمال أن تصبح عالقة داخل جدران الشرايين".

تتراكم الأدلة التي تكشف أن العدد الإجمالي من جزيئات البروتينات الدهنية المُسبّبة لتصلب الشرايين يشير إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من مستوى الكولسترول السيئ النموذجي. يمكن تقييم هذا العدد عبر اختبار شائع وغير مكلف لقياس صميم البروتين الشحمي "ب": إنه بروتين فردي موجود على جميع الجزيئات المُسبّبة لتصلب الشرايين.

توجيهات متبدّلة

لماذا لم يصبح فحص صميم البروتين الشحمي "ب" إجراءً روتينياً إذاً؟ في معظم الحالات، يكون معدل الكولسترول السيئ كافياً. إذا كان هذا المعدل مرتفعاً بشكل عام، لا داعي لقياس صميم البروتين الشحمي "ب" لأن المريض يعرف أصلاً أنه أكثر عرضة لأمراض القلب. لكن تزداد أهمية هذا الفحص مع مرور الوقت. توصي "الجمعية الأوروبية لأمراض القلب" في الوقت الراهن بإجراء هذا الاختبار لتحسين طريقة تقييم خطر الإصابة بالنوبات القلبية. وبحسب توجيهات "الكلية الأميركية لأمراض القلب" و"جمعية القلب الأميركية"، يُعتبر قياس هذا البروتين أفضل من الكولسترول السيئ لتقييم نسبة الخطر، وقد يستفيد الناس من أخذ نوع من أدوية الستاتين لتخفيض مخاطر النوبات القلبية إذا كان مستوى صميم البروتين الشحمي "ب" لديهم أعلى من 130 ملغ/ديسليتر. لذا يقترح الخبراء فحص مستوى هذا البروتين حين تبلغ معدلات الشحوم الثلاثية 200 ملغ/ديسليتر وما فوق.

يدعو بعض أطباء القلب، بما في ذلك مورا، إلى فحص صميم البروتين الشحمي "ب" على نطاق أوسع. إذا بلغت مستويات الكولسترول السيئ حوالى 120 ملغ/ديسليتر لدى مجموعة من الأشخاص الأصحاء مثلاً، لا داعي لإجراء ذلك الاختبار. لكنّ من يحملون أي مؤشرات على تدهور صحة الأيض، مثل مرحلة ما قبل السكري أو تراكم دهون البطن أو ارتفاع مستوى الشحوم الثلاثية، يكونون أكثر ميلاً إلى ارتفاع مستوى صميم البروتين الشحمي "ب". قد يدخل ربع الناس على الأقل في هذه الخانة ويجب أن يفكروا بالخضوع للاختبار. يكون هذا الفحص مفيداً أيضاً لمن يحملون تاريخاً عائلياً بأمراض القلب.

لكن حتى لو كان مستوى صميم البروتين الشحمي "ب" مرتفعاً لديك، يمكنك أن تحاول تخفيضه عبر تغيير أسلوب حياتك وتبنّي حمية غذائية متوسطية وممارسة الرياضة بانتظام.


MISS 3