بعد 25 عاماً... BANIPAL تودّع قرّاءها

02 : 00

العدد التأسيسي من المجلة بالإسبانية

على مدى 25 عاماً، تمكّنت مجلة Banipal العريقة وبجدارة من أن تكون النافذة الوحيدة التي يطلّ منها الأدب العربي، بكل تياراته وهويّاته، على قرّاء الإنكليزية في العالم أجمع. وأَبَت إلّا أن تكون منبراً حقيقياً للحوار بين الآداب العربية والعالمية، هي التي حملَت في صفحاتها وزواياها باقاتٍ لا تُحصى من المقالات والقصائد والنصوص العربية، الشعرية منها والسردية، وترجمَتها بحرفيّةٍ عاليةٍ إلى الإنكليزية لتُحاكي أذواق وثقافات القرّاء الأنغلوفونيين حول العالم.



مارغريت أوبانك تتحدث عن المجلة في معرض فرانكفورت (أرشيف المجلة)



وبعد نصف قرن من الكتابات والملفات والحوارات مع كتّاب وشعراء عرب، قدّمت خلاله المجلّة أبهى وأنقى صورة للأدب العربي، داعمةً إياه خصوصاً في الحقبة التي خضع فيها لأحكامٍ غير عادلة جرّاء انتشار ظاهرة الأصولية الإسلامية والإرهاب الفكري الذي تمثّلت ذروته بانفجار الحادي عشر من أيلول العام 2001. اليوم، تُصدر عددها الـ75 مودِّعةً فيه قرّاءها، وتُغلق تاريخاً ثرياً بات بدون شك مرجعاً فريداً للنقّاد والباحثين.

تأسّست مجلة Banipal في العام 1998 في لندن على يد الناشرة البريطانية مارغريت أوبانك والكاتب العراقي صموئيل شمعون، وبالرغم من الحواجز المادية وغياب الدعم المالي، تمكّن المؤسِّسان الشغوفان بالأدب العربي المعاصر من تحقيق هذا الحلم، ومعهما مترجمون وكتّاب ونقّاد ساهموا متطوِّعين بمدّ أعداد المجلة بالترجمات والمقالات والنصوص. وصدر عددها الأول في شهر شباط من العام نفسه.

وفازت بـ"جائزة الشيخ زايد" التي كانت بمثابة دعمٍ لها ولمنشوراتها وكُتبها، ومنها روايات ودواوين ومختارات أدبية بالترجمة الإنكليزية. كما وأنشأت عام 2006، جائزة "بانيبال - سيف غباش" للترجمة، بدعمٍ من مؤسسة "بانيبال للأدب العربي" وبإدارة الرابطة البريطانية للكتّاب. وبينما كانت تتهيّأ للتوقف، اختارت المجلة خوض مغامرةٍ جديدةٍ، فأطلقت نسخةً لها بالإسبانية وأصدرت عددها الأول في آذار 2020.



العدد الأخير...


وغداة إعلان قرارها بالتوقف عن الصدور، أصدرت الناشرة مارغريت أوبانك بياناً، ودّعت فيه جمهورها. ومما جاء فيه: "تأسست Banipal ردّاً على النقص الفادح في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنكليزية... وها نحن نختتم عملنا بالعدد 75 من المجلة، لا لأنها لم تعد ضرورية، بل لأننا، أنا وصموئيل، لم نعد قادرين على مواصلة العمل، مؤمنين بالوقت نفسه بضرورة ضخّ دماء جديدة من الشباب الذين يتمتعون بالحماسة نفسها التي رافقتنا خلال هذه الرحلة". وختم البيان: "هكذا هي الحياة، وهذه النهاية الحتمية لرحلةٍ حافلةٍ بالاكتشاف والعطاء. لقد أدّينا واجبنا على أكمل وجه. وداعاً، وشكراً لكم".


MISS 3