محمد دهشة

صيدا: إقفال محلّات الصيرفة... والمصارف تحت مرمى الاحتجاج

16 كانون الثاني 2020

02 : 00

المحتجّون أمام أحد محالّ الصيرفة

دخل الحراك الصيداوي شهره الرابع وقد تميز بأمرين الاول: تركيز الاحتجاج على محلات الصيرفة في المدينة واقفالها بعد تحميل اصحابها مسؤولية التلاعب بسعر صرف الدولار امام الليرة اللبنانية، ما تسبب بارتفاع الاسعار، والثاني: الحفاظ على سلمية الاحتجاج وتحويل "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" الى بوصلة، ينطلق منها المحتجون ثم يعودون اليها، مع حرص على رفدها بالحشود ليلاً.

يهتف الناشط الطلابي عمر المغربي احتجاجاً على التلاعب بسعر صرف الدولار، فقد استغل العطلة المدرسية ليشارك في الحراك ضد محلات الصيرفة ومعه العشرات من زملائه، يقول لـ "نداء الوطن": "تحركنا اليوم ضد محلات الصيرفة لانهم من أحد أهم اسباب الغلاء وارتفاع الاسعار الذي يسبب تجويع الشعب وازدياد فقره"، مضيفاً: "اتخذنا قراراً في صيدا بمنع اي صراف من فتح ابواب محله اذا لم يلتزم بسعر الصرف الرسمي وهو 1515 ليرة لبنانية".

على إمتداد شارع رياض الصلح الرئيسي في المدينة، توجد غالبية محلات الصيرفة، وقد انتشرت القوى الامنية لمنع التعدي على أي منها، هتف المحتجون مراراً أمامها بطريقة سلمية، قبل أن يجبروا أصحابها على اقفالها، بعضهم اقفل عائداً الى منزله والبعض الآخر لجأ الى محل قريب بانتظار ذهابهم واعادة فتح المحل، غير ان اللافت انه جرى تداول فيديو عبر "مواقع التواصل الاجتماعي"، يظهر عدداً من الصرافين يستخدمون محلات الذهب وغيرها لإجراء المعاملات بعد الاقفال.

ويصف علي عنتر، التحرك الاحتجاجي بأنه "الاهم" في هذه المرحلة الدقيقة، فالتلاعب بسعر صرف الدولار هو سبب كل المشاكل، وثمة قطبة مخفية في ذلك، فجأة يرتفع نهاراً، ثم ينخفض ليلاً، دون ان يلوح في الافق السياسي أي مؤشر إيجابي لانتهاء الأزمة، انها "مافيا" المضاربات بـ "العملة الخضراء"، تتحكم بالسوق واسعاره مبيعاً وشراء، وهذا ما لن نقبل به". في اليوم الواحد والتسعين للحراك، خيم الهدوء على نهار المدينة، زاد من ركوده اقفال الكثير من المدارس الرسمية والخاصة أبوابها، بعد ليل متوتر في منطقة "الحمرا" في بيروت، وقطع الطرق بين المناطق، غير أن المحتجين في المدينة ابلغوا "نداء الوطن"، أنهم لن يلجأوا الى السلبية، أو قطع الطرقات، أو حتى شل الحياة أو اقفال المصارف بإنتظار مهلة "تشكيل الحكومة" العتيدة، وعندها "لكل حادث حديث". وحضرت في "ساحة الثورة"، الدروس "غير الالزامية" مع إقفال المدارس، تجمع عدد من الطلاب والطالبات وسط المكان وقد افترشوا الارض لمراجعة الدروس، وقالت الطالبة صفاء المجذوب لــ "نداء الوطن"، "لقد جئنا لرفع الصوت ضد الاستهتار بحقوق الشعب، اردنا التعبير عن مشاركتنا الطالبية في الحراك بطريقة مختلفة وعدم تضييع الوقت والاستفادة بمراجعة الدروس مع اقفال المدارس".

وخارج حدود الساحة الجغرافية، كانت اصوات الناس تشكو الجوع والفقر والغلاء، وقد وصلت الى اللحوم، بعد الغاز والمازوت والبنزين والمواد الاستهلاكية على مختلف انواعها، اذ ارتفع سعر الكيلو من 16 الى 20 الف ليرة، وفي بعض المحال وصل الى 22 الفاً وأكثر، والسبب كما يقول اللحام نصر الدين ابو ظهر لـ "نداء الوطن": "ارتفاع سعر صرف الدولار الاميركي، نحن ندفع ثمن العجول (البقر والغنم) بالدولار، ما يجبرنا على رفع اسعار كيلو اللحمة".


MISS 3