"الشيوخ" يبدأ نقاش "محاكمة الرئيس"

ترامب ينتقد من دافوس "نذراء الشؤم"

02 : 23

ترامب ملقياً كلمته في "منتدى دافوس" أمس

ندّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في "منتدى دافوس" أمس بمن وصفهم بـ"نذراء الشؤم" في مجال البيئة، واصفاً التحذيرات من أزمة مناخيّة بـ"الحمقاء"، كما اغتنم رحلته إلى المنتدى للترويج لـ"عودة الحلم الأميركي"، واصفاً محاكمته مرّة أخرى بأنّها "مهزلة" و"حملة شعواء"، في وقت بدأت النقاشات في إطار المحاكمة لعزل الرئيس الجمهوري أمام مجلس الشيوخ الأميركي، في معركة سياسيّة طاحنة بين الجمهوريين والديموقراطيين.

وخلال كلمته في مستهلّ النسخة الـ50 للمنتدى الاقتصادي العالمي في المنتجع السويسري، روّج ترامب للوقود الأحفوري ورفع الضوابط التنظيميّة والتحسّن الذي يشهده الاقتصاد الأميركي. وقال: "علينا رفض نذراء الشؤم الأزليين وتنبؤاتهم بنهاية العالم"، كما وصف المحذّرين من خروج الاحتباس الحراري عن السيطرة وغير ذلك من الكوارث البيئيّة، بأنّهم "ورثة عرّافي الأمس الحمقى".

وتباهى الرئيس الأميركي ببلاد "العم سام"، "كأوّل منتج للنفط والغاز الطبيعي" وبأنّها "تشهد نموّاً اقتصاديّاً لم يشهده العالم من قبل"، واعتبر أنّ توسيع إنتاج النفط والغاز والفحم "كان ناجحاً لدرجة أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة لاستيراد الطاقة من دول معادية"، مضيفاً: "لن نسمح للاشتراكيين الراديكاليين بتدمير اقتصادنا"، في إشارة منه إلى خصومه الديموقراطيين. وافتخر ترامب كذلك بالإنجازات التي حقّقها خلال رئاسته، مشيراً إلى أن بلاده استطاعت عقد صفقات تجاريّة "ممتازة" مع العديد من دول العالم، بينها الصين.

وانطلقت بالأمس في مدينة دافوس بسويسرا فعاليّات المنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة 3000 شخص من القادة والمسؤولين التنفيذيين من نحو 117 بلداً، وستستمرّ أعمال المنتدى حتّى يوم الجمعة، ومن المواضيع الرئيسيّة التي سيبحثها المشاركون، كيفيّة مواجهة الأزمة التي تعصف بالاقتصاد العالمي من دون إحداث تأثيرات سلبيّة على البيئة.

تزامناً، وبعد خمسة أيّام من أداء اليمين الدستوريّة لاحقاق العدالة بـ"نزاهة"، اجتمع أعضاء مجلس الشيوخ المئة في مبنى الكابيتول، مقرّ الكونغرس في واشنطن، برئاسة رئيس المحكمة العليا جون روبرتس. وقدّم رئيس الغالبيّة الجمهوريّة في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ضوابط هذه المحاكمة، التي تُشوّش على الحملة الانتخابيّة لترامب، قبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة.

وفي البرنامج، جلسات استماع مدّتها 24 ساعة للاتهام ومثلها للدفاع، ليُقدّم كلّ طرف حججه، كلّ ذلك في ستة أيّام حداً أقصى، ثمّ 16 ساعة مخصّصة لأسئلة أعضاء مجلس الشيوخ. وقال ماكونيل، الواسع النفوذ الذي قلّص مدّة هذه المرحلة الأوليّة قليلاً، قياساً مع اقتراحه الأوّل: "هذه خريطة طريق عادلة لمحاكمتنا". إلّا أنّه لا يخفي رغبته في أن يُقدّم لترامب بشكل سريع البراءة، التي يأملها في غضون أسبوعَيْن، بينما وجّه الديموقراطيّون أقسى العبارات للتنديد بهذا الاقتراح.

وفي هذا الصدد، انتقد النائب آدم شيف، مدّعي عام المحاكمة، الجمهوريين، لتنظيمهم "محاكمة مزوّرة" في مجلس الشيوخ، بينما يعتبر الجمهوريّون أن الديموقراطيين أجروا تحقيقاً ملفقاً في مجلس النوّاب.

وقال شيف "إنّهم يُقلّصون فترة المحاكمة"، بحيث تكون جلسات الاستماع "في ساعة متأخّرة من الليل" عندما "لا يكون الأميركيّون يُتابعون" ما يحدث، في وقت أشار زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى "عار وطني"، متّهماً ماكونيل بـ"تبنّي إرادة الرئيس لإخفاء أخطائه".

لكن فرص الديموقراطيين للفوز في هذه المواجهة شبه مستحيلة، فمع 53 عضواً جمهوريّاً من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ، يُمكن للجمهوريين الفوز بكافة عمليّات التصويت الإجرائيّة، بحيث من المضمون أن يكونوا قادرين على تبرئة ترامب في نهاية المطاف.

وفيما دعا الفريق القانوني للبيت الأبيض، وضمنه بعض نجوم القضاء مثل المدّعي العام السابق كينيث ستار، الذي حاول اسقاط بيل كلينتون في قضيّة لوينسكي، مجلس الشيوخ، إلى "تبرئته على الفور"، يُريد شيف الاثبات أن ترامب "ارتكب ثلاثة أخطاء دستوريّة تستحقّ العزل. فقد أيّد تدخّلاً أجنبيّاً، ووضع الأمن القومي في خطر وحاول الغش في الانتخابات المقبلة".


MISS 3