جوزيفين حبشي

لايك هالحكي

"قطيعة تقطع" من يطالبون بالمقاطعة

23 كانون الأول 2022

02 : 01

«قاطعوا قاطعوا قاطعوا. قاطعوا الحفلات، قاطعوا الافلام، قاطعوا الحياة. قاطعوا ايها اللبنانيون قاطعوا»…

قبل نهاية السنة العظيمة 2022 التي تمادت اكثر من سابقاتها في قطع الاوكسيجين عن اللبنانيين، تتعالى بعض الدعوات الموتورة لمقاطعة كل ما من شأنه انعاش هذا الوطن المقطوع عنه هواء الحرية والعيش الكريم. تتعالى دعوات المقاطعة غير العابئة بتاتاً بشعب «مقطوع حيله» بسبب مَن قطع عنه شريان الحياة من جهة، وحقه بالاختيار والتفكير وتقرير مصيره من جهة اخرى.

ما رأيكم أيها اللبنانيون؟ هل ستتضامنون مع كل من يجوز أن نرميهم بالمقولة اللبنانية «قطيعة تقطعكن»؟ هل ستتضامنون مع من يدعوكم لمقاطعة الحياة والفرح والامل والفن والثقافة «المضرّة» جداً بانسانيتكم وحقكم بالاختيار والتفكير المنطقي، والتحليق كالنسور في فضاءات الحرية، بدل الدخول مرفوعي الرأس في زمن الخضوع وطأطأة الرؤوس والاذعان الاعمى لعصور الظلمة؟

هل ستضمّون «أصواتكم» لمن لا يليق بهم سوى «سوط» على السنتهم التي تدعو لمقاطعة حفلات رأس السنة سيحييها مغن «متهم» بقضايا لم تدنه ولم تقطع رأسه اي محكمة بها حتى الآن؟ هل ستتحولون قاضياً وجلاداً، لن يعاقب مغنياً غير لبناني وحسب، بل سيجلد آلاف العائلات اللبنانية التي تعتاش من قطاع الفنادق والمطاعم والحفلات في موسم الاعياد، في وطن يغرق ويحتاج لقشة لينجو؟ هل ستصدقون من دعوكم في السابق لمقاطعة افلام لستيفن سبيلبرغ، هذا المخرج اليهودي اللعين، مع العلم أن دولتكم عادت وتفاوضت مع «اسرائيل» (وليس العدو الغاشم) ورسّمت معها الحدود؟ هل ستوافقون على دعوات كل من «هب ودب» باسم الشرف الرفيع، لقطع الاوكسيجين عن قطاع سينمائي مرتبط بشريان حيوي، موصول مباشرة بالاقتصاد اللبناني وبحياة آلاف العائلات اللبنانية، من موزعين ومنتجين وفنانين وموظفين يجاهدون للخروج من «فيلم» الرعب الذي لا تزال مخرجة الروائع، دولتنا اللبنانية مصرّة على تصويره على ارض واقعنا المريع الملوّث بثاني اوكسيد النيترات؟ وفي طريقكم، هل ستقاطعون افلاماً كوميدية تحمل لكم الضحكة في زمن البكاء، والحلم بلبنان الجميل، في عصر البشاعة المفرطة المصرّة على اغتيال امل بالمقاومة والاستمرار؟

هل ستقاطعون لأن الشرف اللبناني الرفيع لا يسلم سوى بقطع شريان الامل والفرح والنجاحات الفعلية في زمن الاخفاقات الفعلية؟ هل ستعطون آذانكم لمن بخّوا سم الشيطنة في المجد الذي حققته لكم فرقة «مياس» في الماضي القريب، والفرح الذي تمدكم به اليوم كوميديا رومنسية اتهموها (قبل بدء عروضها) انها قد تهز ايمانكم، مع العلم انها تعكس كل معاني الانسانية والمحبة والتسامح والطيبة والتعلّق بالقيم اللبنانية التي تجاهد للبقاء، والتي يدعمها وبقوة اهم مرجع ديني في البلد؟ ما رأيكم ايها اللبنانيون؟ هل ستقاطعون فسحة الامل، ام ستختارون قطع لسان من يترغل بلغة الجهل (بحجة المعرفة اكثر منكم)، من خلال سدّ آذانكم، وبذلك تسدون افواههم؟ ماذا ايها اللبنانيون؟


MISS 3