سامي الهاشم

هنيئًا للبنان وللعاقورة

23 كانون الأول 2022

02 : 00

أكبر مدعاة للفخر والاعتزاز إعلان قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس ثلاثة إخوة من أصلٍ عاقوري قدّيسين في 17 كانون الأول 2022 وهم:

- فرنسيس مسابكي معتمد البطريركيّة المارونيّة في دمشق بجميع الأمور المدنيّة: اشتهر بالصدق والأمانة والتصدُّق على المنكوبين والفقراء، وكان إذا جاء إلى لبنان تُقرع الأجراس مبشِّرةً بقدومه كما كان متمسّكاً بواجباته الدينيّة... وهو الذي قال قبل أن يسلّم الروح: «نحن، معشر المسيحييّن لا نخاف الذين يقتلون الجسد، كما قال الربّ يسوع... لأنّ إكليل الظفر معدٌّ في السماء لمن يثبت إلى المنتهى».

- عبد المعطي مسابكي: كان يُدَرّس الأحداث في دير الآباء الفرنسيسكان في دمشق وكان متقشِّفًا للغاية وكثير الركوع...

- رفائيل مسابكي: كان فقيرا، امتاز بعبادة مريم العذراء...

في العام 1860 لجأ الثلاثة إلى دير الفرنسيسكان في دمشق واستشهدوا لرفضهم الكفر بديانتهم. وفي 10 تشرين الأول 1926 طوَّبهم قداسة الحبر الأعظم بيوس الحادي عشر باحتفال باهر في كنيسة القديس بطرس في روما العظيمة وجعل الأحد الذي يأتي بعد 10 تموز تذكاراً لهم».(نقلًا عن تاريخ المونسنيور لويس الهاشم).

أجمل وجه في العالم هو وجه قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، أطال اللّه بعمره وأعطاه الصحّة التامّة وأبقاه نوراً للعالم، وأجمل رسالة يضطلع فيها قداستُه هي تقديس الإخوة المسابكة الثلاثة، ما أثلج صدورنا، وملأ قلوبنا حبوراً وبهجةً وفرحاً، وما جعل إيماننا راسخاً يزحزح الجبال...

رحم اللّه المونسنيور لويس الهاشم واضع تاريخ العاقورة، كان عبقريّاً، ألمعيّاً، مؤرِّخاً كبيراً... تمكّن في الزمن الصعب أي ما قبل سنة 1929 أن يجعلَ من نفسه بحراً من الثقافة والمعلومات والمعارف، نشرها للملأ فكانت من أثمن الكنوز، ووصل العاقورة بأكثريّة المدن والقرى اللبنانيّة، وتحدّث بدقّةٍ عن العائلات الكثيرة التي نزحت من العاقورة إلى الداخل اللبناني أو إلى بلاد الاغتراب، متقصِّياً أخبارهم وأفعالهم والأدوار التي لعبوها، فبتنا نعتزّ بتاريخ بلدتنا التي أنجبت العباقرة والرجال الميامين والقدّيسين...

أصل المسابكة من عائلة العنداري العاقوريّة، أمّا الاسم فمردُّه الى أنّ أجداد القدّيسين الثلاثة اشتغلوا في سبك المعادن في الشام، فأُطلق عليهم اسم المسابكة. لنعود لنركّز على أمرين: الأوّل: حدث عظيم وفخر كبير وفرح لا يوصف للعاقوريين وللبنانيين نبأ إعلان الإخوة المسابكة ثلاثة قديسين. الثاني: تراب لبنان قداسة، أرزه قداسة، ثلج جباله قداسة، ينابيعه قداسة...

هذا البلد الصغير بمساحته الكبير بشعبه حسب قول ميشال شيحا الذي قدّم للعالم وللكنيسة ستّة قديسين: شربل- نعمة الله- رفقا- فرنسيس- عبد المعطي- رفائيل، حقًا، إنّها نعمةٌ لا تُضاهى وبركةٌ لا تُجاريها بركة... جعل اللّه إعلان قداستهم خيراً للبنان وبداية لبناء وطن جديد يقوم على البطولة والشرف والقيم والأخلاق...


MISS 3