إحياء الذكرى 75 لتحرير معسكر "أوشفيتز"

واشنطن وتل أبيب تحضّان على اتخاذ إجراءات ضدّ طهران

09 : 39

بنس ملقياً كلمته في قاعة مركز "ياد فاشيم" في القدس أمس (أ ف ب)

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال خطابيهما في القدس بالأمس، أمام قادة العالم الذين شاركوا في إحياء الذكرى 75 لتحرير معسكر "أوشفيتز"، إلى اتخاذ إجراءات سريعة ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. وحضّ نتنياهو خلال الحفل الذي حضره نحو 40 من قادة العالم، المجتمع الدولي، على اتخاذ إجراءات سريعة ضدّ "طغاة طهران" لتجنّب "محرقة أخرى"، مشدّداً على أنّه "يجب على إسرائيل أن تبذل كلّ ما في وسعها للدفاع عن نفسها"، في حين خاطب نائب الرئيس الأميركي زعماء العالم المجتمعين وحثّهم على "الوقوف بحزم" ضدّ إيران، واصفاً إيّاها بأنّها "الدولة الوحيدة التي تنكر سياستها وقوع المحرقة".

وقال نتنياهو أيضاً: "لم نرَ حتّى الآن موقفاً واحداً حازماً ضدّ النظام الأكثر معاداة للسامية على هذا الكوكب، إنّه نظام يسعى علناً إلى تطوير أسلحة نوويّة لإبادة الدولة اليهوديّة الوحيدة"، مضيفاً: "إسرائيل تُحيي ترامب لمواجهته طغاة إيران الذين يقهرون شعبهم ويُهدّدون السلام والأمن في العالم بأسره".

تزامناً، أعلن البيت الأبيض أنّ نتنياهو سيزور واشنطن الثلثاء بدعوة من الرئيس دونالد ترامب، الذي وجّه أيضاً دعوة مماثلة إلى بيني غانتز، منافس نتنياهو في الانتخابات التشريعيّة المقرّرة في آذار، من دون تحديد موعد زيارة الأخير. وأوضح أنّ "الولايات المتحدة وإسرائيل شريكان قويّان، وزيارة رئيس الوزراء فرصة لمناقشة مصالحنا الأمنيّة الإقليميّة والوطنيّة المشتركة"، فيما نفى ترامب صحّة التقارير حول قرب إعلان خطّة السلام في الشرق الأوسط، في حين جدّدت السلطة الفلسطينيّة رفضها خطّة السلام الأميركيّة، بحيث حذّر المتحدّث باسم رئيس السلطة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة، إسرائيل والإدارة الأميركيّة، من "تجاوز الخطوط الحمراء".

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام رؤساء الدول والشخصيّات الذين غصّت بهم قاعة مركز النصب التذكاري للمحرقة النازيّة "ياد فاشيم" في القدس، أنّه من غير الممكن استخدام المحرقة لتبرير "الانقسام" أو "الكراهية المعاصرة"، وقال: "لا يملك أحد حق استحضار موتاه لتبرير أي انقسام أو أي كراهية معاصرة"، مشيراً إلى إيران من دون ذكرها، بينما انتهز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحدث للدعوة إلى قمّة لأعضاء مجلس الأمن الدائمين، أي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة والصين، بهدف "الدفاع عن السلام والحضارة" في مواجهة "انعدام الاستقرار في العالم". وقال: "قمّة للدول التي فعلت الكثير من أجل إلحاق الهزيمة بالمعتدي (النازي) وإنشاء نظام دولي لما بعد الحرب، ستلعب دوراً كبيراً في البحث عن استجابات مشتركة للتحدّيات والأزمات المعاصرة"، لافتاً إلى أنّه اقترح الفكرة على بعض زعماء الدول المعنيّة وحصل على "ردّ فعل إيجابي".

من جانبه، حذّر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أنّ "روحيّة الشرّ المعادية للسامية تعود للظهور بشكل جديد". وقال: "أنحني بشدّة لذكرى القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشريّة".

ويُعتبر تجمّع القادة في القدس لاحياء ذكرى أكثر من 1.1 مليون شخص قضوا على يد النازيين في المعسكر، أكبر تجمّع ديبلوماسي دولي على الإطلاق في إسرائيل. وعمل على تأمين الحدث أكثر من عشرة آلاف شرطي، أي ثلث عديد قوّة الشرطة. وحضر الحفل نحو 100 من الناجين من المحرقة النازيّة، للصلاة من أجل الضحايا وإضاءة الشعلة التذكاريّة، فيما ركّزت خطابات المتحدّثين على المحرقة وإرثها، كما تطرّقوا إلى مستجدّات الأحداث السياسيّة في المنطقة.

إلى ذلك، التقى بوتين نظيره الفلسطيني محمود عباس في المقرّ الرئاسي في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربيّة مساء أمس، وبحثا إعلان إسرائيل "نيّتها ضمّ أراض فلسطينيّة". وتطرّق عباس، الذي أعرب عن تقديره للدور الروسي، إلى الانتخابات الفلسطينيّة التشريعيّة قائلاً: "سنضع الرئيس بوتين بالصورة". كما شمل اللقاء الحديث عن "صفقة القرن".

وقال بوتين إن "العلاقات الروسيّة - الفلسطينيّة متجذّرة وتاريخيّة"، وأكد دعمه تطويرها في كافة المجالات. وقال: "نحن جاهزون لترسيخ وتعزيز التعاون، وهذا يتعلّق بكلّ تأكيد بالتعاون بما يخصّ التسوية الفلسطينيّة - الإسرائيليّة. نحن نتفهم قلقكم تجاه هذا الموضوع".

على صعيد آخر، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على شركات عدّة في القطاع النفطي لاتهامها بمساعدة الشركة الإيرانيّة للنفط في تصدير منتجات قيمتها مئات ملايين الدولارات، بحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة. وهذه الشركات المصنّفة على أنّها سهّلت عمليّات التصدير المخالفة للعقوبات الاقتصاديّة الأميركيّة المفروضة على إيران، هي: "تريليانس بتروكميكل كو" ومقرّها هونغ كونغ، و"سايج انرجي اتش كاي ليميتد" وأيضاً مقرّها هونغ كونغ، و"بيكفيو اندستري كو" ومقرّها شانغهاي و"بينيثكو دي أم سي" ومقرّها دبي.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في البيان، إنّ "قطاعَيْ النفط والبتروكيميائيّات يُمثّلان مصادر تمويل للأنشطة الإرهابيّة للنظام الإيراني في أنحاء العالم كافة، ويُسهّلان استخدام القوّة ضدّ شعبه"، مضيفاً: "فُرِضَت العقوبات على الشركات التي قامت مجتمعة بنقل مئات ملايين الدولارات من صادرات الشركة الوطنيّة الإيرانيّة للنفط، وهي كيان رئيسي لتمويل "فيلق القدس" والإرهابيين التابعين له".


MISS 3