روي أبو زيد

فقدت بصرها وحملت لواء ذوي الاحتياجات الخاصّة

داليا فريفر: إرادتي وإيماني هما سرّ نجاحي

25 كانون الثاني 2020

10 : 28

داليا فريفر، إعلامية ومرنّمة فقدت بصرها في الصّغر لكنها تابعت حياتها متسلّحة بالإيمان والرجاء والأمل بغد أفضل. طبعت مسيرتها الفنيّة بإنجازات عدّة خاضتها بكلّ نجاح رغم إعاقتها خصوصاً دخولها كتاب "غينيس". كلّ من عرف فريفر يدرك أنّ البسمة لا تفارق وجهها أبداً، ولدى سؤالنا عن سرّها تقول إنها نابعة من سلامها الداخلي.


كيف يمكنك التوفيق بين داليا الإعلامية والمرنمّة؟

أنا لديّ جناحان: الجناح الإعلامي والجناح الفنيّ الهادف. وبالتالي رسالتي واحدة لكنّ طريقة إيصالها تختلف في بعض الأحيان.

ما هي هذه الرسالة؟

أحاول الإضاءة على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة كوني أنتمي اليهم، وذلك للتشديد على مفهوم واحد وهو أنّ لهؤلاء القدرة على التعبير والإبداع والعمل والتطوّر كأيّ شخص عاديّ.

كيف وصلتِ الى ما أنت عليه اليوم؟

نعمة الله والوزنات التي نطوّرها عاملان أساسيان يساهمان في ارتقائنا سلّم النجاح والتقدّم. كما أنّه علينا اكتشاف طاقاتنا وهباتنا والعمل على تعزيزها متحلّين بثلاثة أسلحة أساسية وهي الإرادة بالرغّم من العقبات التي تعترضنا، الإيمـــان بالقدرات الذاتيــة وبالطبع الأمل بالغد.أخبرينا عن التحدّي الذي خضته لدخولك كتاب "غينيس".

"غينيس" كانت من أفضل التجارب التي خضتها الى اليوم، وهي خير دليل أنّ لا شيء مستحيلاً لدى أصحاب الإرادة القويّة. بدأ الموضوع بفكرة راودتني وتطوّرت بفضل التواصل مع مكاتب "غينيس" ودعم الإعلاميين والأصدقاء.

ما التجربة التي خضتها لتستحقّي دخول كتاب "غينيس" وما الرسالة التي أردتِ ايصالها؟

التجربة كانت عبارة عن 24 ساعة بثّ مباشر على هواء تلفزيون لبنان. أفتخر أنّ الإنجاز كان رسالة تحقّقت عبر الشاشة الرسمية والرسالة هي أن أثبت لنفسي أوّلاً وللمجتمع ثانياً أنّ الإرادة هي دوماً سرّ النجاح وإنجازات ذوي الاحتياجات الخاصة قد تفوق الأشخاص العاديين في بعض الأحيان.

ما هو التحدّي الأكبر الذي خضتِه في حياتك؟

قرّرت خوض تجربة جديدة وفريدة من نوعها، إذ كنت أوّل فتاة عمياء تمارس الغطسَ في الشرق الأوسط. كان هذا التحدّي مفاجئاً لي.




لماذا لا نشاهد برنامجاً خاصّاً بك على الشاشات المحليّة؟

قدّمتُ العام الفائت برنامج "حبّة حبّ" على شاشة الـOTV، ويجسّد قضيّة أعمل لأجلها وهي خلق جسر بين ذوي الاحتياجات الخاصّة والمؤسسات التي تهتم بهم وأهل الفن والإعلام. لذلك قدّمتُ حلقتين الأولى مع أطفال المدرسة الّلبنانية للضرير والأصمّ ومركز السان جود بالتعاون مع الجيش الّلبناني الذي حقّق أحلام الأطفال بركوب المروحيّات والدبّابات مشكوراً جداً. وأودّ الإشارة الى أنّ أغنية "حبة حبّ" قد سُجّلت في استوديو الفنان جورج الصافي بأصوات هؤلاء الأطفال.

أما الحلقة الثانية فكانت مقابلة مع 7 أمهات من خلفيّات مختلفة كالسيدة مي خليل والسيدة شانتال عون باسيل. وقمنا بجولة على تلك الأمّهات بالتعاون مع جمعية Step together. وآمل أن أتابع هذا البرنامج بالرغم من الظرّوف الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

ما هو جديدك؟

أقوم بتحقيق حلم يراودني منذ الطفولة، فأنا متأثرة بترانيم المونسينيور منصور لبكي، والآن أنا بصدد تحضير ألبوم "داليا فريفر ترنّم المونسينيور منصور لبكي"، وهو تحت إشراف الموسيقي مارون أبو ديوان.


ما الذي يميّز هذا العمل؟

جدّدنا ترانيم قديمة عُرِف بها الأب لبكي ونردّدها في القداديس دوماً مثل :"يا مريم يا ناي ألحان السماء"، "في ظلّ حمايتك" و"ربي أنا ورقة بيضاء". كما أنّ الألبوم سيضمّ ترانيم جديدة لمناسبات دينيّة عدّة.

ما الحلم الذي لم تحقّقيه بعد؟

آمل أن أجسّد وأفعّل كلّ طاقاتي وأعمالي وخبراتي في مركز إجتماعيّ - إنسانيّ للتفاعل مع الناس وقضاياهم.

هل تتمنّين أن تسترجعي نظرك؟

بالطبع آمل ذلك. لكن في الوقت عينه أنا أتابع حياتي ونشاطاتي وقضيّتي بكلّ فرح وامتنان، خصوصاً وأنني أقدّم دعوتي تمجيداً لاسم الله فقط.

من هو مثالك الأعلى في الحياة؟

روحيّاً، القديسة رفقا التي عانت من فقدان البصر خصوصاً وأنّنا نتشارك بعض الآلام للوصول الى يسوع. أمّا فنيّاً فأحبّ أندريا بوتشيللي الذي هو خير دليل على وصوله الى العالميّة بالرغم من فقدانه البصر.




ما هي نقطة ضعفك؟

عائلتي هي نقطة ضعفي ومرضى السرطان خصوصاً وأنني خسرت شقيقي بعد معاناة مع هذ المرض الخبيث.

أخبرينا عن رأيك بالثورة في لبنان.

أنا أؤمن بهذه الثورة، خصوصاً وأنّها تجسّد وجع الناس والمجتمع اللبناني. كلّ لبناني يعاني من مشاكل عدّة ونتوق للعيش في بلد مستقرّ.


MISS 3