رمال جوني -

بعد إحراق منزله... عبيد لـ"نداء الوطن": لمن يفكر بأذيتي سأرد بالطريقة نفسها

النبطية تقول كلمتها لحكومة دياب... "لا ثقة"

27 كانون الثاني 2020

02 : 00

مرّ قطوع حرق قبضة الثورة في النبطية بسلام وتولّت القوى الأمنية التحقيق لمعرفة الفاعلين، فيما يستعد الحراك لاضفاء لمسة فنية عليها بالاستعانة بفنانين عدة لاعطائها بعداً من العزيمة وهذا ما أكده الناشط موسى علي أحمد، وقال لـ "نداء الوطن" ان "الثورة ليست بالقبضة، بل بمطالب واهداف جرى اطلاقها بعد أن بلغ الفساد كل القطاعات والقبضة هي رمز للثورة ولا يعني حرقها حرق الثورة بل مزيداً من التشبث بالقضايا التي نطالب بها". وسأل: "هل بحرق القبضة استعاد الوطن الأموال المنهوبة، وافرجت المصارف عن مال المواطنين، لربما عادت الحركة الاقتصادية إلى السوق التجاري الذي اقفلت معظم محاله، ليؤكد أن مسيرة الثورة مستمرة".

وتحت عنوان "لا ثقة"، خرجت مسيرة شعبية من ساحة حراك النبطية باتجاه مصرف لبنان مروراً بشوارع النبطية، حيث محالها التجارية منيت بنكسة كبيرة، وباتت مهددة بمعظمها بالإقفال. رفعت المسيرة شعارات متعددة، ابرزها "بدنا نعيش بكرامة، بدنا وطن مش زريبة فساد، بدنا نسقط حكم المصرف"، كانت الشعارات تتماشى مع واقع المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وأكد أحد المشاركين علي بدير أن "لا ثقة بحكومة ازاحت الاصيل واتت بالوكيل، أي التركيبة نفسها، هذه اللعبة باتت مكشوفة وبالتالي كيف نثق بحكومة أصلاً هي غير واضحة". جاءت التظاهرة على خلفية الأزمات التي تضرب النبطية ومنطقتها، وإن حملت عنوان "لا ثقة" غير أن جوهرها جاء على لسان المشارك يوسف سلامة الذي رأى أن "للمسيرة عنوانين الاول اقتصادي فالوضع لم يعد يحتمل وعوائل كثيرة باتت تحت خط الفقر، وآخر سياسي يتمثل بطرح الثقة بحكومة لم تحمل اي جديد، ولم تطرح حلولاً لأي من الأزمات بل جاءت لتعوم على الدين والقروض فكيف نثق بها؟". ويرى سلامة ان "المطلوب الاسراع باجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق القانون النسبي خارج القيد الطائفي لانه بذلك نكون قد دخلنا سكة الحل". وكانت لافتة مشاركة الدكتورة حليمة قعقور في التظاهرة واكدت لـ"نداء الوطن" أن "الشرط الذي طالبنا به استقلالية الحكومة غير متوافر وبالتالي هي حكومة تابعة للاحزاب وبالتالي لن تملك خطة انقاذية".

واجمع المتظاهرون على ان الحكومة الجديدة هي ابنة الراحلة، رافضين اعطاءها فرصة صغيرة، على اعتبار أن طريق الحل يبدأ من عنوانه، والعنوان وفق تأكيد الجميع غير مشجع، ولا يتماشى مع واقع ازمات الناس حيث تتفاقم عليهم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وركز المحتجون على ضرورة مواصلة حراكهم السلمي والشعبي الضاغط لتصل رحلة كفاح الثورة الى خواتيمها المرجوة وفق وصفهم.

احراق منزل عبيد

الى ذلك تعرض منزل المدير العام لوزارة الاعلام السابق محمد عبيد للحريق في بلدته جبشيت (النبطية) من قبل مجهولين سكبوا مادة حارقة عند بوابة مدخله، فتسربت الى الداخل وتسببت باحداث دخان اسود كثيف تسبب باتلاف كل اثاث المنزل ومحتوياته، وتحويله من الداخل الى بقعة سوداء كاملة. ووضع عبيد التعرض لمنزله في عهدة مخابرات الجيش اللبناني، معتبراً ان ما حصل اعتداء سافر. وقال عبيد لـ"نداء الوطن": "اذا كان هناك من يريد البعث برسالة ما، فأقول انها لم تصلني"، معتبراً ان "ما حصل مؤشر خطير بانه ليست هناك من محرمات عند من تدور حولهم الشبهات، في ما يعني حديثي الاعلامي على احدى القنوات التلفزيونية".

وقال: "من يريد الرد على حديثي فليرد بالسياسة لكن يبدو هناك من لا يزال يرتدي بذة الميليشيا ولم يقتنع ان هناك دولة وهناك قوانين، ويتصرف بهذه الطريقة من اساليب الحرق، فكما نرى ساعة يحرقون الخيم وساعة يحرقون المجسمات والآن وصلوا الى احراق منزلي، ماشي الحال، ولكن لمن يفكر بأذيتي او أذية احد من عائلتي او اقاربي او من محيطي، فأنا ارد بالطريقة نفسها وارد على من يأخذ القرار ولا ارد على الازلام الصغار".

ويأتي حرق منزل عبيد بعد مقابلة له على قناة "الجديد" انتقد فيها بلطجيّة حركة "أمل" والإعتداء على المتظاهرين السلميين يوم الجمعة أمام مجلس الجنوب، وكذلك انتقد احراق قبضة الثورة في النبطيّة وإبقاء الفاعل مجهولاً، إضافة إلى مهاجمته للفساد المستشري، ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قراءة التحول الكبير في البلد قبل أن تدفع "امل" الثمن على كل المستويات.


MISS 3