16 دولة تُطالب بتحقيق حول القمع الدموي

الثوّار العراقيّون يُنظّمون صفوفهم

09 : 21

القوّات الأمنيّة تستخدم أساليب دمويّة في قمعها للثورة العراقيّة (أ ف ب)

أعاد ثوّار "بلاد الرافدين" نصب خيمهم التي أُحرقت في أنحاء العراق، سعياً لمواصلة زخم احتجاجاتهم الشعبيّة وسط تخوّف من تصعيد عقب هجوم صاروخي على السفارة الأميركيّة في بغداد، في وقت دان مندوبون من 16 دولة في العراق، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، استخدام قوّات الأمن والجماعات المسلّحة للقوّة المفرطة، وطالبوا بإجراء تحقيق يُعتدّ به في مقتل المئات منذ تشرين الأوّل.

وقُتِلَ متظاهر على الأقلّ بالرصاص الحي وأصيب آخرون في مدينة الناصريّة في جنوب العراق بالأمس، خلال إقدام مسلّحين "مجهولين" يستقلّون سيّارات رباعيّة الدفع، على اقتحام الساحة المركزيّة للاحتجاجات المناهضة للحكومة، حيث أطلق هؤلاء النار على المعتصمين وأحرقوا خيمهم التي تحوّلت إلى ركام، فيما سارع الثوّار إلى إعادة بنائها من جديد، لكن هذه المرّة بالحجارة والباطون.

كما ردّ المتظاهرون بإغلاق جسرَيْن رئيسيَّيْن في المدينة التي تبعد 350 كيلومتراً إلى جنوب بغداد، في حين شهدت مدينة النجف المقدّسة لدى الشيعة هجوماً مماثلاً، قام خلاله مسلّحون "مجهولون" بحرق خيام المتظاهرين في ساحة الاحتجاج وسط المدينة.

ويُحاول المتظاهرون الذي بدأوا منذ أسبوع إغلاق شوارع وجسور وطرق رئيسيّة تربط المدن، بعضها بالإطارات المشتعلة، تكثيف الضغوط على الحكومة للقيام بإصلاحات جوهريّة طال انتظارها، لكن ذلك قوبل بردّ باستخدام القوّة من قبل قوّات مكافحة الشغب. وأدّت أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي إلى مقتل أكثر من 21 متظاهراً وإصابة المئات بجروج.

وبدأت قوّات الأمن منذ الجمعة، عقب إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تخلّيه عن دعم الثورة التي يُمثل جيل الشباب العنصر الفاعل فيها، حملة لفضّ الاحتجاجات في العديد من الساحات في بغداد وغيرها من المدن الجنوبيّة. ويدعو المتظاهرون إلى إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابي جديد وتكليف رئيس وزراء مستقلّ ومساءلة المسؤولين الفاسدين وأولئك الذين أمروا باستخدام العنف ضدّ المحتجّين.وشكّل الهجوم على السفارة الأميركيّة أمس الأوّل، والذي أدّى إلى إصابة شخص واحد على الأقلّ بجروح، تحوّلاً خطراً في سلسلة الهجمات التي طاولت المصالح الأميركيّة خلال الأشهر الأخيرة. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليّتها عن الهجوم، لكن الولايات المتحدة تتّهم فصائل مسلّحة موالية لإيران في العراق، ما يُثير مخاوف من أن تُصبح البلاد ساحة تصفية حسابات بين واشنطن وطهران. ويخشى الناشطون المناهضون للحكومة من أن يؤدّي صراع مماثل إلى إنهاء ثورتهم التي تُعدّ أكبر احتجاج شعبي يشهده العراق منذ عقود. وفي هذا الصدد، شدّد رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو على أهمّية التهدئة في المنطقة، فيما دان الرجلان الاعتداءات التي استهدفت السفارة الأميركيّة في بغداد، ودعيا إلى متابعة التحقيقات ومنع الاعتداءات على البعثات الديبلوماسيّة. كما أكد بومبيو لعبد المهدي استعداد واشنطن إجراء مباحثات جدّية حول وجود القوّات الأجنبيّة، بينما أعلن الأمين العام لميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أن من شروط رئيس الوزراء القادم "التعهّد بالالتزام بقرار البرلمان والشعب بإخراج القوّات الأجنبيّة من البلاد"، كما و"إلزام المفوضيّة العليا للانتخابات والقوى السياسيّة بتحديد موعد للانتخابات المبكرة بمدّة لا تتجاوز نهاية العام الحالي".تزامناً، قال مندوبون من 16 دولة في العراق، من بينهم سفراء الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك: "بالرغم من تأكيدات الحكومة، تواصل قوّات الأمن والجماعات المسلّحة استخدام الذخيرة الحيّة في هذه الأماكن (بغداد والناصريّة والبصرة)، الأمر الذي يؤدّي إلى سقوط عدّة قتلى ومصابين مدنيين، بينما يواجه بعض المحتجّين الترهيب والخطف". كذلك دعا المندوبون بغداد إلى احترام حرّية التجمّع والحق في الاحتجاج السلمي.


MISS 3