أدوية "متنكّرة" كدهون لمكافحة السرطان!

00 : 00

بفضل تقنية جديدة تُخْفي أدوية السرطان وتعطيها شكل دهون، نجح الباحثون في ضخ جرعات إضافية من الأدوية بكل أمان في مواقع الأورام السرطانية لدى نماذج من الفئران. يعتبر الأستاذ ناثان جيانشي، من جامعة "نورث وسترن" الأميركية أن الخيار قد يكون "الحصان الرابح" ويتكلّم عن استراتيجية جديدة ابتكرها مع زملائه حديثاً لنشر الأدوية المضادة للسرطان في مواقع الأورام. اختبر الباحثون المقاربة على الفئران. أما "الحصان الرابح" الذي تكلّم عنه جيانشي فعبارة عن حمضٍ دهني طويل السلسلة يتّصل بالأدوية على الطرفَين، ثم "يختبئ" العنصر الناشط داخل الزلال المصلي البشري، أي البروتين الأساسي في بلازما الدم. الذي يستطيع نقل جزيئات متنوعة، منها الأحماض الدهنية، فيوصلها بسهولة إلى مواقع مختلفة من الجسم.يضيف جيانشي: "يبدو وكأن الحمض الدهني يؤثر على الطرفَين معاً: يستطيع الطرف الأول التقاط الدواء، فيما يستولي الثاني على البروتينات. تقضي فكرة هذا العلاج بأن تتنكر الأدوية على شكل دهون لدخول الخلايا، فينقلها الجسم بلا مشكلة إلى مختلف أعضائه".

وبما أن الزلال المصلي البشري يشمل أنواعاً متعددة من المغذيات الخلوية، "تلتقط" المستقبلات على أسطح الخلايا هذه المعلومات و"تبتلع" تلك الجزيئات المتنوعة. تكون الخلايا السرطانية أكثر جشعاً من الخلايا السليمة حين تسعى إلى النمو والتكاثر، لذا تمتص المغذيات في الزلال المصلي البشري بوتيرة أسرع. وحين يحمل الزلال الأدوية الخفية المضادة للسرطان، تبتلعها الخلايا السرطانية عن طريق الخطأ أيضاً، لكنها تعود وتموت حالما تفكك المغذيات والدواء الخفي.

اكتشف الباحثون أن ضخ الدواء بهذه الطريقة لدى الفئران أدى إلى القضاء نهائياً على الأورام السرطانية، ولاحظوا أن النظام سمح لهم بضخ دواء "باكليتاكسل" بجرعةٍ تفوق الكمية التي تضخّها تركيبتان دوائيتان صادقت عليهما "إدارة الغذاء والدواء" بعشرين مرة، وكان أكثر أماناً.

باختصار، يَعِد البحث الجديد بابتكار وسائل أكثر فعالية وأماناً لضخ الأدوية المضادة للسرطان في الأورام البشرية.


MISS 3