سيلفانا أبي رميا

حصدت جائزة "الإعلام والمرأة والأمن والسلام"

زلفا عسّاف: هدفي تسليط الضوء على الجنود المجهولين

11 كانون الثاني 2023

02 : 01

في كواليس التصوير
دخلت المجال الإعلامي وصناعة الأفلام في العام 2009، أنتجت الكثير من البرامج والأفلام الوثائقية التي تبنّتها كبرى وسائل الإعلام العربية والعالمية كشبكة "الجزيرة" و"الجزيرة الوثائقية" و"سكاي نيوز" و"بي بي سي". إبنة بلدة بسري الجنوبية المثابرة كأرضها أُغرمت بالصحافة وهوَت الإخراج وتفانت في إنتاج الوثائقيات، ونجحت في كلها بجدارة. أسست شركة الإنتاج الخاصة بها Presses Partout والتي لقيت رواجاً واسعاً ونجاحات ليست بصغيرة. "نداء الوطن" التقت الصحافية والباحثة والمنتجة زلفا عسّاف للإطلاع أكثر على أهمية جائزة "الإعلام والمرأة والأمن والسلام" التي حصدتها أخيراً والتعرّف على مشاريعها المستقبلية.

أخبرينا عن الجائزة التي نلتها أخيراً.

حصدت الشهر الفائت الجائزة الأولى في "الإعلام والمرأة والأمن والسلام". وهي جائزة عالمية أطلقتها "عدل بلا حدود" و"الشبكة العالمية للنساء صانعات السلام" بهدف تعزيز قرار مجلس الأمن الدولي 1325 الذي يُعنى بدعم دور المرأة في الأمن والسلام. تنظم الجائزة في عدّة دول بينها لبنان، وفزت بها بكل فخر من بين 20 عملاً إعلامياً مشاركاً، وتسلّمتها في 12 كانون الأول 2022 باحتفالٍ ضخمٍ أقيم في "بيت بيروت" السوديكو.

ما قيمة هذه الجائزة وكيف تخدم أهدافك؟

منحتني الجائزة قيمةً معنويةً كبيرةً، تنافست من خلالها مع كبرى الأعمال من وثائقيات ومقالات وأبحاث، وتمكّنت من تمثيل بلدي بجدارة. ولا أنكر أن تسلّمي الجائزة حمّلني المزيد من المسؤولية والوعي بما يخصّ عملي ورسالتي. والأهم أن هذه الجائزة العالمية ستخوّلني تمثيل لبنان في كولومبيا في "مؤتمر تبادل الخبرات" حيث سأتحدث عن تجربتي في عالم الأفلام الوثائقية خصوصاً "محاربات من أجل السلام". كذلك علّمني فوزي الأخير أن أثابر على تحدّي ذاتي في المواضيع التي أطرحها والمشاهد التي تختارها عدستي كما والكلمات التي أخطّ بها مقالاتي لتكون أكثر تميّزاً وفي حالة تجدّد مستمر.

ما قصة "محاربات من أجل السلام" الذي أثار ضجة نوعية؟

"محاربات من أجل السلام" وثائقي أعددته خصّيصاً لقناة "الجزيرة الوثائقية". ولمدّة ساعة من الوقت، أعالج فيه قصصاً إنسانية لأربع سيدات كنّ محاربات سابقات على أشهر الجبهات اللبنانية وهنّ: الراحلة جوسلين خويري رئيسة "فرقة النظاميات" في حزب "الكتائب"، برناديت شديد، سلمى صفير مدرّبة مخيمات الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وسلوى سعد صاحبة الفكر الشيوعي والمدافعة عن القضية الفلسطينية.

أبطال الفيلم أربع سيدات طرقت الحرب أبواب منازلهن فقرّرن الوقوف إلى جانب رجالهن وخوض المعارك والمحاربة في الصفوف الأمامية. لكن ما لبثن أن ندمن على نتائج الحرب المؤذية من قتل وتدمير وشرذمة، فقرّرن نقل تجاربهن والدعوة إلى السلام.

وعلى مدى أكثر من 9 أشهر عملت على هذا الوثائقي الذي أثار فضولي وكنت أتساءل دائماً: "كيف تتحوّل امرأة خاضت معارك الحرب بشراسة إلى مُحارِبة من أجل السلام؟ ما الذي تكسّر في داخلها وأي مسار أدّى الى نقطة التحول هذه؟".



عساف متسلّمة جائزتها




كيف تختارين مواضيع أفلامك؟

أبطال افلامي الوثائقية ليسوا بالضرورة مشهورين. هم مجرّد أشخاص أعطوا الكثير، من دون أن تسلَّط الكاميرات عليهم ولم تُنصفهم الشهرة. أختار الشخصيات بحسب قصصهم وقضاياهم. فهدفي بالنهاية هو إعطاء هؤلاء فرصةً من خلال أفلامي لسرد قصصهم وإيصالها علّها تكون قضية تغيّر مجتمعات وأفكاراً ووقائع.

ما الذي يميّز بصمة زلفا عسّاف في عالم صناعة الأفلام؟

بنظري الفكرة هي بطلة أي عمل، وثائقيّاً كان أم سينمائيّاً. فكلّ فيلم صنعته كان نابعاً من داخل مجتمعي، وعالج قصةً وقضيةً لطالما شغلت الكثيرين. أؤمن بأن شغفي بهذه المهنة هو سرّ نجاحي والبصمة التي تميّزني، فأنا في كلّ عملٍ أنجزه أجلس خلف الكاميرا كأنها تجربتي الأولى، أضع فيها كل شغفي وطاقتي وتجاربي وخبراتي.

هل حصدت أي جوائز أخرى؟

نعم، فزت في العام 2020 بالجائزة الأولى للإخراج في الدورة الـ12 من "المهرجان الدولي للفيلم القصير" في الدار البيضاء عن فيلمي الوثائقي "أباطرة الصهاريج" الذي يتناول مشكلة المياه في لبنان ثالث أغنى بلد بهذا المورد الطبيعي.

الوثائقي الأحبّ إلى قلبك؟

لكلّ عمل مكانته في قلبي. لكن سأخبركم عن عملٍ نفّذته وكان الأول من نوعه في تاريخ صناعة الأفلام وهو "روح العصر" الذي عرضته قناة "سكاي نيوز" خلال موسم رمضان الأخير. يروي سيرة وتاريخ المنمنمات الإسلامية في العصور القديمة بين مصر والهند وتركيا، كيف كانت القصص اليومية وحكايات المجتمع والملوك والتقاليد تُروى على شكل رسومات وتُحفظ وتُجلّد داخل الكتب. ويأخذنا إلى داخل متحف في تركيا يحتضن أقدم المنمنمات على الإطلاق.

ما هو طموحك؟

أن تتسع رقعة أفلامي وأعمالي لتصل إلى العالمية، فأنشر من خلالها رسالة تشبه وطني وتتحدث عن قيم وقصص وإنجازات هزّت العالمين العربي والغربي.



محاربات من أجل السلام



ما سلاحك في الحياة؟

سلاحي الأكبر هو إيماني الكبير بالله وثقتي بقدراتي. أنا مؤمنة أن لا حدود للإبداع والعطاء. صحيح أن المجال الإعلامي والسينمائي واسع جداً ومكتظّ، إلا أنني أذكّر نفسي في كل مرّة أن الساحة مفتوحةٌ للجميع و"الشاطر اللي بيخلّص نفسه". لكلٍ منّا في هذا العالم ووفي أي مجالٍ كان، فرصة إبراز إمكاناته والوصول بها الى أبعد حدود.

ما جديدك للأيام المقبلة؟

أنا الآن في صدد التحضير لعددٍ كبيرٍ ومتنوّعٍ من الوثائقيات الشيّقة، أهمها "قائدات الأوركسترا"، وهو فيلم مدّته 30 دقيقة، يطرح قصة نجاحات ونضال أربع قائدات أوركسترا من عالمنا العربي من لبنان والصعيد ومصر وتونس. هذا العمل لم يسبق أن تكلّمت عنه أبداً، وسيُعرض قريباً على "سكاي نيوز عربية".


MISS 3