ألين البستاني

عشية استدعاء بعض أهالي ضحايا 4 آب الى تحرّي بيروت

المحامية سيسيل روكز لموقعنا: سنحضر جميعاً الى التحقيق ومهما فعلوا لن نتوقّف

15 كانون الثاني 2023

17 : 00

تصوير رمزي الحاج

جولة أخرى من الضغط المتواصل على أهالي ضحايا وشهداء تفجير الرابع من آب 2020، موعدها العاشرة من قبل ظهر غد الاثنين، ومسرحها ثكنة بربر خازن في منطقة فردان، حيث استدعي ثلاثة عشر شخصاً من الأهالي المفجوعين، الى التحقيق على خلفية أعمال التكسير التي طالت قصر العدل في بيروت يوم الخميس الفائت، على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها ذوو الضحايا، بالتزامن مع جلسة مجلس القضاء الأعلى، التي لم تلتئم لعدم اكتمال نصاب أعضائها.



وبالتزامن مع جلسة الاستماع اليهم، دعا الأهالي الى تحرّك تضامني عند العاشرة من قبل ظهر الاثنين، لمواكبة التحقيق مع كلّ من: وليام نون، بيتر بو صعب، ايلي بو صعب، جورج حتي، عبدو متى، ايلي ملاحي، كيان طليس، مجيد حلو، أسامة فقيه، أنطوني سلامة، شربل وردة، إضافة الى المحاميَين سيسيل روكز وبيار الجميّل.



المحامية سيسيل روكز، وهي شقيقة الضحية جوزف روكز، أكدت في حديث لموقع "نداء الوطن" الإلكتروني، أن جميع الأهالي الذي استدعيوا للتحقيق سيلبّون الدعوة الى الجلسة التي كانت مقرّرة يوم الجمعة الفائت وأرجئت الى يوم غد الاثنين.

عن قانونية استدعائها كمحامية مع زميلها بيار الجميّل، تقول روكز ان "مفوّض قصر العدل عماد مارتينوس سبق وزار القاضي في مكتبه، وابلغه ان لائحة الاهالي المطلوبين للتحقيق تضم اثنين من المحامين، وهما لا يمكن ان يمثلا امام تحرّي بيروت، لأن المحامي يمثل عادة امام القاضي، اذا حصل على اذن بذلك. فقال له: "انسى الموضوع" بمعنى ان التحقيق لا يشملنا انا وبيار. ولكن بالأمس بعد استدراج وليام، استوضحت عن الامر مجدّداً، وعلمت ان المطلوب ان نمثل جميعاً".



واضافت: "سننزل جميعنا غداً. طبعاً انا لن ادخل الى مقرّ تحرّي بيروت. لأن المحامي لا يمثل امام الضابطة العدلية. ولكن سأكون موجودة لدعم الأهالي".




تصوير فضل عيتاني




عن توقعاتها بالنسبة لجلسة الغد، تقول روكز: "اذا ارادوا الاستمرار في هذه المهزلة، قد يلجأون الى لعبة ما، ويبدو ان الموضوع انتقامي وكيدي".



وتمنّت روكز: "من بعض القضاة التوقف عن العمل خدمة للزعماء أو وفقاً لأجندات سياسية وطائفية. انا ابنة المؤسسة العدلية، ولا أتقبّل الاعتداء على مبنى قصر العدل. ولكن هناك استفزازات تعرّض لها الاهالي الذين ملّوا من عرقلة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت. وعلى القضاة ان يكونوا رافعة المجتمع، وان يجتمعوا على اهمية التحقيق في هذه القضية".



وتابعت: "انا اثق بالكثير من القضاة اللبنانيين، ولكنّ جزءاً منّي يتخوّف من اعمال كيديّة. فاستدراج وليام نون الى المخفر في اليومين الماضيين، وما حصل معه، جعلنا نظنّ أنّنا في دولة بوليسية. الأهالي الذين استدعيوا الى التحقيق لم يرفضوا المثول منذ البداية، ولكنهم طلبوا تأجيل الجلسة من الجمعة الى الاثنين لأن المحامين كانوا حينها غير قادرين على مرافقتهم لارتباطهم بمجلسات أخرى".


وشرحت المحامية سيسيل روكز ان "وليام قال عبارة "يروح يبلّط البحر"، بعدما تبلّغنا، خلال وقفة الاعتراض على محاولات تعيين القاضي الرديف، اننا اذا لم نحضر قبل جلسة مجلس القضاء الاعلى سيحضروننا بالقوّة الى التحقيق. وعندما سمع القاضي ما قاله وليام، طلب تسطير بلاغ بحث وتحرٍّ بحقّ نون، وهو في العادة يُطلب بحقّ الفارّين من وجه العدالة. لم يدرك وليام هذا الأمر قبل وصوله الى المخفر، الذي قصده بعد دعوته الى "فنجان قهوة" ما يعني أنه تمّ استدراجه".





تصوير فضل عيتاني



وروت روكز بتأثر كيف أمضت والدة وليام، الليل في المخفر، حيث كان ابنها محتجزاً، من دون أن يغمض لها جفن: "كنت معها طوال الليل، اضافة الى خطيبة وليام، وايلي حصروتي، ونقيب المحامين ملحم خلف. تمنّيت عليها لو تنام قليلاً كي ترتاح ولكنّها لم تستطع. تملّكها القهر لأن رجال الأمن الذين دهموا منزلها، عبثوا بأغراض ابنها الشهيد جو، التي لم تتجرّأ هي على لمسها منذ يوم استشهاده".


وتساءلت روكز: "لماذا يستغربون إصرارنا على معرفة حقيقة من قتل أحباءنا "يللّي راحوا شقف"؟ ما هذه الوقاحة؟ لماذا يحاولون تمييع ملف قضائي لم يتقدّم خطوة واحدة الى الامام منذ سنتين ونصف السنة؟ انا اعتقد ان البعض اعتاد على عدم الوصول الى الحقيقة وعدم محاسبة المسؤولين عن أي حادث ارهابي في هذا البلد. من هنا وصلنا الى هذه المرحلة من الخنوع".



واوضحت ان الوفد القضائي الأوروبي الذي يزور لبنان، مهمته التحقيق في قضايا مالية ومصرفية، ولكن "بعض أهالي الضحايا والشهداء يحاولون التواصل معه ومع وفود أخرى ستأتي تباعاً الى بيروت، لرفع الصوت عالياً بشأن قضية المرفأ. هذه جريمة ضد حقوق الإنسان، فالمادة الثالثة من شرعة حقوق الإنسان، تنصّ على حق كل إنسان في العيش بأمان. لذا منظمة الأمم المتحدة مجبرة على دعمنا لأنّ لبنان من الدول الموقّعة على المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان، خصوصاً اذا لمست ان سيادة القانون منتهكة في لبنان. واستطيع القول إنّنا خلال تحرّكنا باتّجاه الدول والمنظمات العالمية، لاحظنا وجود تجاوب دولي كبير معنا، ولمسنا دعماً لافتاً لقضيتنا".



وختمت بالقول: "نحن مستمرّون. المسألة بحاجة الى وقت ولكننا لن نتوقّف. لأنّ ما يحصل معنا قاسٍ جداً. للأسف، نسمع الكثيرين، ومنهم أقرباء لنا، وهم يقولون إنّنا لن نصل الى اي مكان. ولكنّنا لن نيأس، وهنا أنقل ما قالته لي اليوم في بكركي السيدة ميراي الخوري، والدة الضحية الياس الخوري، ومفاده بأنّ "الوصول الى الحقيقة يخفّف قليلا حجم الظلم الذي نعيشه".



إذاً، غداً فصل جديد من فصول رحلة الألف ميل التي سلكها ذوو ضحايا وشهداء تفجير مرفأ بيروت، بحثاً عن العدالة لأحبّائهم. فهل تكون جلسة الغد محطّة أخرى للقمع والترهيب، أم بوابة عبور باتجاه عدالة طال انتظارها؟

MISS 3