تحرّك أوروبي لتصنيف "الحرس" إرهابيّاً ومعاقبة خامنئي ورئيسي

نتنياهو وسوليفان يبحثان مخاطر إيران النووية والإقليمية

02 : 00

معارضون إيرانيون يحتجّون أمام مبنى الرايخستاغ في برلين أمس (أ ف ب)

تربّع الملف الإيراني على رأس أولويات المحادثات الأميركية - الإسرائيلية بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، في ظلّ المخاطر المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني والإنفلاش الأمني للجمهورية الإسلامية في المنطقة. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو وسوليفان بحثا خلال اجتماعهما "الجهود المشتركة لوقف برنامج إيران النووي وتحرّكات إيران في المنطقة، ورحّب رئيس الوزراء بالتزام الرئيس الأميركي جو بايدن بضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية".

وأبلغ نتنياهو سوليفان، بحسب مقطع مسجّل مصوّر عن الاجتماع، قائلاً: "أعرف الرئيس بايدن منذ 40 عاماً كصديق عظيم لإسرائيل. ونرى فيكم شريكاً موثوقاً في قضايا ضمان الأمن، وبالطبع دفع السلام"، فيما أبلغ سوليفان نتنياهو بأنّ "التزام بايدن بدولة إسرائيل قوي للغاية، وهو التزام متجذّر في التاريخ المشترك والمصالح المشتركة والقيم المشتركة" بين البلدَين.

وأوضح البيت الأبيض أن سوليفان ناقش مع نتنياهو التعاون الدفاعي المتزايد بين إيران وروسيا وتداعياته على أمن الشرق الأوسط، فيما أكد سوليفان أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران أبداً بامتلاك النووي.

كما ناقش الرجلان الخطوات القادمة لتعميق "اتفاقات أبراهام"، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع التي جرت في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية، و"توسيع دائرة السلام مع التركيز على المملكة العربية السعودية".

والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي في وقت سابق رئيس الموساد ديفيد برنياع، وناقش معه "التحدّيات الاستراتيجية للبلدَين، والأهمية الكبرى للتعاون بين الأجهزة الأمنية في التعامل معها".

كما شارك المسؤول الأميركي في اجتماع عبر الفيديو ضمه ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ونظراءهما في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، والبحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

وأعلن الأربعة التزامهم بتعميق "اتفاقات أبراهام"، وناقشوا الخطوات العملية لتعزيز المصالح المشتركة في المنطقة، بحسب بيان مكتب نتنياهو. كما بحث المشاركون سُبل تعزيز التكامل الإقليمي، بما في ذلك مجالات الأمن الغذائي والمائي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الناشئة والعلاقات التجارية، وفق وكالة "وام".

وفي الغضون، تبنّى البرلمان الأوروبي قراراً يدعو الاتحاد الأوروبي إدراج "الحرس الثوري" الإيراني على اللائحة السوداء لـ"المنظمات الإرهابية"، داعياً كذلك إلى إضافة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي إلى لائحة العقوبات، وسط توجه أوروبي لمعاقبة 37 فرداً وكياناً في إيران الإثنين المقبل.

وتبنّى النواب الأوروبّيون المجتمعون في جلسة عامة، قراراً من 32 نقطة يدعو الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلى إدراج "الحرس" على لائحة "الإرهاب" الخاصة بالاتحاد. ويحظر النصّ الأوروبي "أي نشاط اقتصادي أو مالي" مع "الحرس"، مع الأخذ في الاعتبار دوره في الاقتصاد الإيراني من خلال شركات يُسيطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر. والنصّ يُشير خصوصاً إلى إدراج "فيلق القدس" و"الباسيج" على اللائحة السوداء.

وجاء في القرار الذي أقرّه البرلمان الأوروبي: "إزدراء النظام الإيراني الصارخ لكرامة الإنسان والتطلّعات الديموقراطية لمواطنيه، وكذلك دعمه لروسيا، يقتضي تعديلات أخرى في موقف الاتحاد الأوروبي تجاه إيران"، بينما حذّرت طهران الاتحاد الأوروبي من إدراج "الحرس" على اللائحة السوداء "للمنظمات الإرهابية" بناءً على طلب البرلمان الأوروبي.

ونبّهت طهران من أنّ هذا القرار ستكون له "عواقب سلبية"، في حين يرتفع منسوب التوتر بين الجمهورية الإسلامية والاتحاد الأوروبي منذ أشهر على خلفية "ثورة الحرّية" في إيران واحتجاز طهران لمزدوجي الجنسية والحرب في أوكرانيا.

ودان رئيسي النصّ الذي تبناه النواب الأوروبّيون، معتبراً أنّ "هذه الخطوة جاءت من منطلق اليأس والعجز وبعد جهودهم الفاشلة في الشارع لضرب الشعب الإيراني". كما انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، "النهج المتوتر والانفعالي للبرلمان الأوروبي"، واعتبره "سلوكاً غير مدروس وخاطئاً"، وفق بيان صادر عن الخارجية الإيرانية.

كذلك، حذّرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في بيان من أنّ إدراج "الحرس" على اللائحة السوداء "سيؤثر على الأمن والهدوء والسلام الإقليمي والعالمي"، مدّعيةً أنّه "لولا جهود "الحرس"... لربّما تمكّن "داعش" من بسط سيطرته اليوم على الحكومات الأوروبّية".


MISS 3