خاص - نداء الوطن

ثوار بعلبك – الهرمل: باقون حتى الرمق الأخير

3 شباط 2020

02 : 00

يصارع عدد من أبناء مدينتي بعلبك والهرمل من أجل بقاء الثورة في منطقة بعلبك الشمالي قائمة كي تلاقي أخواتها في باقي المناطق، ويطلق معها الأهالي صرخةً بوجه الحرمان المزمن في المنطقة، وثورةً على الفساد المستشري الذي نخر عظم الوطن وأضاع حقوق المواطنين وكبّدهم الديون والمشقات.

لا تزال الخيم التي أقامها الثوار وسط ساحة المطران في مدينة بعلبك قائمة وتختصر مشهد الثورة، التي قامت في المدينة بوجه الفساد والإهمال والحرمان، وقامت بالإنابة عن كل البعلبكيين من دون خوفٍ أو ملل. قلةٌ قليلة من الشبان والشابات لا تزال تجتمع في هذه الخيم عند الرابعة من كل يوم، تناقش الأمور المستجدة على الساحة المحلية بعد تشكيل الحكومة التي لم تنل الثقة من هؤلاء، باعتبارها ممثلةً لأطياف من السلطة السياسية التي قامت الثورة من أجلها، وبعيداً من مجريات الأوضاع في لبنان يهتم الشباب بحال المنطقة ككل والإهمال وغياب الإنماء الذي تعانيه منذ عشرات السنوات.

على امتداد ساحة المطران حيث ينتشر عناصر الجيش اللبناني ويقيم نقطةً ثابتة هناك، تنتشر ثلاث خيم، واحدة منها لأهالي بلدة بريتال مناصري الشيخ صبحي الطفيلي الذي قام بثورة الجياع في بعلبك منتصف التسعينات، يجمعهم الهم المعيشي والحال الذي وصل إليه الناس جراء السياسات المتبعة من قبل الدولة التي أمعنت في تهميش المنطقة، وسياسة الأحزاب المسيطرة ومثلت الأهالي في الندوة البرلمانية والحكومية منذ التسعينات ايضاً.

لا كلل ولا ملل يتسرب إلى داخل الشباب والشابات، وباقون في الخيم والساحات حتى الرمق الأخير وتحقيق المطالب، يقول علي رعد أحد المشاركين وأبناء المدينة لـ"نداء الوطن"، إن التجمع في الخيمة يومي ولن يتغير، ونحن نقيم حلقاتٍ حوارية ونقاشات كان آخرها دعوة تحت عنوان "مأساتنا ليست قدراً بل فرصة إستثنائية لبناء الدولة"، حاضر فيها معن الأمين من حركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، وقبلها مع ناشطين حقوقيين، لنقول بأننا لسنا غائبين عما يجري على صعيد الوطن، أما مطالبنا المحقة في بعلبك كالماء والطبابة والأمن والعمل وغيرها من الحاجات الأساسية فهي عنوان تحركنا الرئيسي.من جهتها ليلى مروة رئيسة "التجمع النسائي الديموقراطي" والتي تشارك في لقاءات حوراية بهدف التوعية على أهداف الثورة، أشارت في حديثٍ لـ "نداء الوطن" أن الثورة باقية ولم تبدأ في 17 تشرين الأول كي تنتهي بهذا الشكل، وإلى من يسأل عن الثورة وأين اصبحت وصحيح أن الناس قد نزلت بأعدادٍ كبيرة إلى الساحات، ولكن على مستوى كل لبنان لا يزال عدد من الشباب المنتفضين يرفعون الشعارات التي رفعت منذ اليوم الأول للثورة، والبحث اليوم يتركز على كيفية العمل بآليات جديدة وتنظيم الصفوف أكثر، والثورة أثبتت نفسها وهزت عروش الطبقة السياسية، وما نراه في محيط مجلس النواب والسراي الحكومي من حواجز إسمنتية ما هو إلا دليل خوف، وفي بعلبك الهرمل الثورة باقية ويعاد تنظيمها ووضع آليات عمل جديدة.

أما مدينة الهرمل التي لم تهدأ فيها نار الثورة ولم ينضب حبر الشعارات التي يطلقها الأهالي هناك، يستمر هؤلاء في تحركاتهم شبه اليومية في ساحة البلدة وامام السراي، يرفعون الصوت بوجه كم الأفواه الذي تعرض له الثوار ويؤيدون المطالب المحقة على مستوى لبنان ككل، من دون نسيان حاجات المنطقة اليومية ومتطلباتها. ولهذه الغاية وتحت شعار "وقفت عليّ وعليك ما بتنفعنا تكون بالبيت"، نفذ الثوارهناك عند الرابعة بعد ظهر أمس وقفة إحتجاجية أمام مبنى البلدية لمطالبتها بالقيام بواجباتها تجاه أبناء المدينة، في ما يخص مولدات الكهرباء وتوحيد كلفة الإشتراك، وتركيب عدادات للمشتركين، ومراقبة حسن سير العمل وضبط التجاوزات ومحاسبة المخالفين، كذلك وقع المجتمعون على عريضة بالمطالب ليتم إرسالها إلى البلدية وإلى وزارة الإقتصاد.

أحمد طه أحد أبناء المدينة والمشاركين قال لـ"نداء الوطن" أن مشاركة الهرمل في الثورة كانت منذ اليوم الأول، ومطالبها لا تختلف عن مطالب الشعب اللبناني لجهة محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، إضافة إلى مطالب بعلبك الهرمل ككل برفع الحرمان عنها والدفع باتجاه الإنماء وعودة الأمن إلى ربوع المنطقة.


MISS 3