هل يتراجع مستوى التستوستيرون لدى الرجال بسبب الحميات قليلة الدهون؟

11 : 42

تكشف دراسة جديدة أن الحميات قليلة الدهون تُخفّض بدرجة بسيطة مستويات التستوستيرون في الدم. حتى الآن، لا أحد يعرف إذا كانت الاختلافات مهمة من الناحية العيادية.

تنشأ مشكلة نقص التستوستيرون حين يتوقف جسم الرجل عن إنتاج كمية كافية من هذا الهرمون في الدم. يمكن محاربة هذا النقص عبر الرياضة وفقدان الوزن، لكن تذكر الدراسة الأخيرة الواردة في "مجلة أمراض المسالك البولية" أن نوع الحمية الغذائية مؤثر في هذا المجال.

ربط العلماء نقص التستوستيرون بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، منها تراجع الكتلة العظمية، وضعف الانتصاب، وتلاشي الطاقة والرغبة الجنسية، واضطراب النوم، والتقلبات المزاجية، وانخفاض أعداد الحيوانات المنوية، وزيادة دهون الجسم، وتساقط الشعر، ونوبات الحر، وتراجع حجم الخصية، وتغيّر القدرات المعرفية.

كذلك، تربط الأدلة المتاحة بين تراجع التستوستيرون وأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والنوع الثاني من السكري. حتى أن انخفاض مستويات الهرمون في الدم قد يسهم في نشوء أنواع عدائية من السرطان. ينجم النقص في بعض الحالات عن سبب محدد، لكن يبقى مصدره مجهولاً.

قد يؤدي فقدان الوزن إلى ارتفاع مستويات التستوستيرون، لكنه يعطي أثراً معاكساً في حالات معينة. ولم يتّضح أصلاً السبب الذي يجعل فقدان الوزن يعالج مشكلة نقص الهرمون في الدم.

أراد الباحثون في الدراسة الجديدة تسليط الضوء على هذا الموضوع، فحللوا الأثر المحتمل لاستهلاك الدهون على التستوستيرون وكتبوا: "صحيح أن الالتزام بحمية لفقدان الوزن يسهم بكل وضوح في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، تزامناً مع تخفيض مستويات الدهون، لكنّ مفعول الحمية على التستوستيرون ليس واضحاً بعد".

أراد العلماء في البداية تقييم آثار أربع حميات على التستوستيرون:

• حمية قليلة الدهون وفق مواصفات "جمعية القلب الأميركية".• الحمية المتوسطية التي تشمل كميات كبيرة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، وكميات صغيرة من البروتينات الحيوانية ومشتقات الحليب، أي الدهون الحيوانية.• حمية قليلة الكربوهيدرات وفق مواصفات "جمعية القلب الأميركية".• حمية غير صارمة.

حلل الباحثون قواعد بيانــات مستخلصة من "استطلاع الصحة الوطنية والفحص الغذائي". جُمِعت البيانات المهمة خلال ثلاث فترات: 1999-2000، 2003-2004، 2011-2012. لإجراء الاستطلاع، قدّم رجال بين عمر الثامنة عشرة والثمانين معلومات عن تاريخهم الغذائي طوال يومين وخضعوا لاختبار التستوستيرون في الدم. في المحصلة، حلل الباحثون بيانات 3128 شخصاً. تبنى 457 رجلاً من هذه المجموعة حمية قليلة الدهون، و764 حمية متوسطية، واقتصر عدد من طبّقوا حمية قليلة الكربوهيدرات على شخصَين فقط. لذا استثنى الباحثون هذه الحمية من تحليلهم.


أثر تراجع الدهون

يقول المشرف الرئيس على الدراسة، جايك فانتوس، من المركز الطبي التابع لجامعة شيكاغو في إلينوي: "رصدنا تراجعاً في مستوى التستوستيرون في الدم لدى من اختاروا حمية قليلة الدهون مقارنةً بمن تبنّوا حمية غير صارمة.

بلغ متوسط مستوى التستوستيرون لدى جميع المشاركين حوالى 435.5 نانوغرام/ديسيليتر. وصل هذا المعدل إلى 411 في مجموعة الحمية قليلة الدهون و413 في مجموعة الحمية المتوسطية.

وبعد مراعاة عوامل تؤثر على التستوستيرون، مثل العمر والنشاط الجسدي ومؤشر كتلة الجسم، استنتج الباحثون أن الحمية المتوسطية لم تُخفّض مستوى الهرمون بدرجة كبيرة، بينما كان التراجع المرتبط بالحمية قليلة الدهون صغيراً لكن بارزاً.

يعترف الباحثون بأن أهمية الاختلافات الصغيرة من الناحية العيادية لم تتّضح بعد في جميع الحميات، لذا يدعون إلى إجراء أبحاث مستقبلية لإثبات هذه النتائج وتوضيح الآليات التي تجعل الحميات الصارمة تؤثر على التستوستيرون في الدم. في غضون ذلك، قد تتغير تداعيات نتائج الدراسة بحسب مؤشرات صحية أخرى. يستنتج الباحثون أن الرجال البدينين قد يسجلون تراجعاً ضئيلاً في مستوى التستوستيرون في الدم، وهو عامل بسيط نسبياً مقارنةً بمنافع الحمية قليلة الدهون. لكن من الأفضل أن يختار الرجال المصابون بنقص التستوستيرون من أصحاب الوزن الصحي حمية بديلة إذا أكدت أبحاث أخرى نتائج الدراسة الأخيرة.


MISS 3