تصدرت جوهانسون لائحة الأثرياء في مجلة "فوربس" في آخر سنتين، وكسبت 56 مليون دولار بين حزيران 2018 وحزيران 2019، وحصدت أفلامها ما مجموعه 14.3 مليار دولار، ما يجعلها ثالث أهم نجمة سينمائية على شباك التذاكر في التاريخ. هي تتذكر أيضاً أول فيلم شاركت فيه، فتقول: "حين أفكر بفترة تصوير Horse Whisperer (هامس الخيل)، أتذكر أنها كانت مرحلة حماسية ومليئة بالاكتشافات بالنسبة لي وكانت تلك التجربة كفيلة بتغيير حياتي. لكني كنت أشعر بالوحدة أحياناً لأنني أسافر كثيراً وأبتعد عن منزلي، مع أن والدتي كانت ترافقني وكنا قريبتَين جداً من بعضنا. مع ذلك، كنت أشتاق إلى عائلتي وشعرتُ بوجود نقص في حياتي، لا سيما حين أشتاق إلى شقيقي (في إشارةٍ إلى توأمها هانتر). لكني ممتنة لأنني تمكنتُ من القيام بما أحبه منذ طفولتي. لدي أصدقاء من مجالات متنوعة: موسيقى كلاسيكية، رقص، جمباز... ونتقاسم جميعاً هذه التجربة. لقد كنا أولاداً محترفين ولطالما حاولنا تحقيق طموحاتنا الفنية. كان هذا العمل جزءاً من روحنا. في ما يخص العائلة، أعتبر والداي مضحكَين جداً. كان والدي يتمتع بحس فكاهة دنماركية بامتياز ويتّسم بالجدية في الوقت نفسه. نشأتُ في أسرة ممتعة جداً حيث نستطيع التكلم عن أي موضوع. لم نواجه أي محظورات وكان أشقائي، لا سيما شقيقي الأكبر، مضحكين للغاية. لهذا السبب على الأرجح، لطالما انجذبتُ إلى شركاء مضحكين".
ليس مفاجئاً إذاً أن يكون زوجها الأول (بين العامين 2008 و2011) النجم المضحك راين رينولدز المعروف من فيلم Deadpool (قائمة الأموات). أما شريكها الراهن جوست، فهو بطل برنامج كوميدي أميركي بعنوان My boyfriend is very quick (حبيبي سريع جداً). تقول مبتسمة: "شخصيته في Saturday Night Live تشبهه في الحقيقة".
التقى الثنائي للمرة الأولى حين كانت مذيعة في البرنامج نفسه في العام 2006، فعمل جوست، بصفته رئيس فريق الكتابة، على تحضير مقطع فكاهي لها. لكن لم تتطور علاقتهما العاطفية إلا قبل سنتين، حين قدمت البرنامج للمرة الخامسة وتعاونت معه مجدداً. حصل ذلك في العام 2017 وكان زواجها من دورياك قد انتهى حديثاً، تزامناً مع انهيار علاقة جوست برشيدة جونز، نجمة المسلسل الكوميدي Parks and Recreation (حدائق ومنتجعات ترفيهية). فأعلنا خطوبتهما في شهر أيار من هذه السنة.
تهزّ سكارليت رأسها ببطء حين تتكلم عن ابنتها وتقول: "أظن أنني تعاملتُ مع تجربة التربية المشتركة بنجاح. ما من قواعد مثبتة في هذا المجال، لكن إذا كنا نحترم الطرف الآخر ونتكلم عنه بلياقة، رغم المشاكل التي أدت إلى الانفصال، يمكننا أن نبادله الاحترام كشريك في التربية. أظن أننا نحاول التصرف من هذا المنطلق".
تبقى ابنتها روز الحب الدائم في حياتها: "كل شيء يتغير مع تجربة الأمومة، فيمتلئ قلبك بالحب بطريقة لم تتصورها يوماً، وتصبح مستعداً للقيام بكل ما يلزم أو التخلي عن أي شيء لإسعاد شخص آخر. لم أفهم يوماً هذا النوع من الحب إلى أن أنجبت ابنتي".
في ظروف مماثلة، لا شك في أن إخبار روز بانفصال والديها كان بالغ الصعوبة. يعرف أي أبوين أن إقامة هذا النوع من المحادثات مع الطفل تترافق مع أقصى درجات الألم ومشاعر الذنب.
تقول متنهدة: "أنا انفصلتُ عن والدها حين كانت مجرّد طفلة، لكنها تبقى تجربة صعبة للغاية. حين تسألني ابنتي عن سبب عدم وجودي مع والدها، أقول لها دوماً: "وضعنا أفضل كصديقَين. حين كنا معاً، لم يكن الوضع لطيفاً وكنا نتجادل طوال الوقت. لكن الآن وقد أصبحنا صديقَين، نستطيع أن نتواصل بفاعلية وأن نحبكِ بشكلٍ منفصل. هذا الوضع لا يغيّر مشاعرنا تجاهكِ مطلقاً". مع ذلك، إنه وضع صعب جداً! لا أحسد أي أم مضطرة لقول هذا الكلام إلى طفل أكبر سناً".بالعودة إلى أعمالها، تقول عن دورها في فيلم Jojo Rabbit: "سمعتُ عن هذا الدور عبر كريس همسوورث [شريكها في بطولة Avengers: Infinity War (المنتقمون: حرب اللانهاية)] لأنه كان يعمل مع المخرج تايكا وايتيتي في فيلم Ragnarok. كان متحمساً جداً لهذا المشروع وقال إنه لم يقرأ يوماً سيناريو مثله. ثم قرأتُه أنا واكتشفتُ أن المحتوى غريب وطفولي ولاذع ومؤثر في آن. وقعتُ في غرام شخصية "روزي" وتعاطفتُ معها لأقصى حد". يروي الفيلم أحداثه من منظور ابن "روزي" الذي يتكلم مع صديق خفي ليس إلا أدولف هتلر. تقول ضاحكة إن هذه اللمحة عن القصـة قد لا تبـدو إيجابية!
يمكن نَسْب الموضوع بسهولة إلى الرئيس الأميركي ترامب. تقول جوهانسون المعروفة بتأييدها القوي للحزب الديموقراطي بنبرة متصاعدة: "لم يسبق في حياتي أن شاهدتُ رئيساً متنمراً مثله. هو شخص فظ بطبيعته ولا يتمتع على ما يبدو بأي حس من التعاطف، وكأنه مصاب بالذهان. إنه وضع مزعج جداً وأظن أن الناس خائفون. وحين يخاف الناس، إما أن ينضموا إلى القافلة لتجنب العواقب وضمان نجاتهم، وإما أن يسيروا في الاتجاه المعاكس ويحاربوا ذلك الكره بالحب والوحدة والتعاطف. بصفتي أميركية ومقيمة في الولايات المتحدة، أو حين أسافر إلى أي بلد في العالم، ألاحظ خوف عدد كبير من الناس لأن العواقب المحتملة هائلة، وهي تؤثر بالجميع بيئياً وسياسياً واجتماعياً ومالياً وعاطفياً. هذا الوضع مخيف"!طـوّرت جوهانســون مسيرتها المهنية بالشغف نفسه ونادراً ما تعثرت. بعد خمس سنوات على مشاركتها فيThe Horse Whisperer، أصبحت "النجمة البريئة الصاعدة" حين اختارتها صوفيا كوبولا للمشاركة فيLost in Translation (ضائع في الترجمة)، ثم أدت سريعاً دور البطولة في فيلم Girl with a Pearl Earring (فتاة بأقراط اللؤلؤ) إلى جانب كولين فيرث. بعد ذلك، اعتبرها وودي آلن مُلهِمته واختارها للمشاركة في سلسلة متلاحقة من الأعمال، منها Match Point (نقطة تلاقي) (2005)، و Scoop (سبق صحفي) (2006)،وVicky Cristina Barcelona (2008. تبرز أفلام لافتة أخرى في سجلها، مثل We Bought a Zoo (اشترينا حديقة حيوانات) (2011)، و Her(هي) (2013)، و Don Jon(2013) و Lucy(2014). ورغم اشتهارها بجمالها الخارجي، إلا أنها تختار في الآونة الأخيرة أفلام الحركة عن الأبطال الخارقين، على غرار شخصية "الأرملة السوداء"، وهي قاتلة سابقة في الاستخبارات السوفياتية. لقد كررت هذه الأدوار في سلسلة من الأفلام الناجحة من إنتاج "مارفل" منذ العام 2010، ومن المنتظر أن يصدر Black Widow في العام 2020. تجدر الإشارة إلى أنها حصدت 15 مليون دولار مقابل هذا الدور، أي ما يساوي أجر كريس همسوورث وكريس إيفنز في Thor وCaptain America على التوالي.
بعيداً على الشاشة الكبيرة، أطلقت جوهانسون ألبومَين أيضاً: Anywhere I Lay My Head (2008) وفيه أغاني من كتابة توم ويتز، ثم Break Up (2009) حيث تعاونت مع بيت يورن. وَرَد العملان على لائحة أفضل 200 ألبوم. في العام 2010، فازت بجائزة "توني" عن دورها في مسرحية A View from the Bridge (المنظر من الجسر)، وأدت دور البطولة أيضاً في مسرحية Cat on a Hot Tin Roof (قطة على سطح من الصفيح الساخن) على مسرح "برودواي" في العام 2013. تضيف سكارليت: "أحب أن أقوم بنشاطات كثيرة، لكني أدركتُ مع مرور الوقت ضرورة أن نُركّز طاقتنا على مواضيـع محددة. أظن أن هذه المقاربة تسمح بتحقيق الأهداف بطريقة مبتكرة".حين تتذكر أولى مقابلاتها حين كانت مراهِقة، تقول ضاحكة: "لقد تكلمنا حينها وها نحن هنا الآن! نعم، أنا أعمل منذ أكثر من 25 سنة، وهي فترة طويلة جداً. إنها مدة جنونية! واجهتُ الكثير من النجاحات والإخفاقات وأشعر بأنني كنت أركب موجة متقلّبة. في هذه المرحلة من حياتي، أستطيع أن أركب الموجة قبل أن تتلاشى ثم أنتظر وصول موجة أخرى بكل بساطة. أظن أنني كنت أنظر بخوف إلى تلك التقلبات وأخشى أن تقضي عليّ في نهاية المطاف. لكني تعلّمتُ الآن أن الأمواج لن تطيح بي بالضرورة... ربما توصلتُ إلى هذا الاستنتاج لأن حبيبي يجيد ركوب الأمواج! [تضحك] يكفي أن نتقبّل المصاعب إذاً إلى أن تتلاشى ثم ننهض من جديد".
في النهاية، تقول مبتسمة: "لا داعي لتكون التجارب غامرة وشاقة. لقد شعرتُ بتحرر حقيقي حين ابتعدتُ عن ذلك الخوف وأشعر بحماسة شديدة لعيش المرحلة المقبلة من حياتي"!
