سيلفانا أبي رميا

أول عربية تدخل لوحاتها العالم الرقمي

كريستال بشارة: يجب مواكبة الذكاء الاصطناعي في سوق الفن

9 شباط 2023

02 : 01

هي أول فنانة عربية في الشرق الأوسط تُنشئ سلسلة ‏لوحات فنية رمزية ‏NFT وتنجح ببيع اثنين من أعمالها ‏في أقل من 24 ساعة. ‏الرسامة الشابة إبنة تنورين، والحائزة على جوائز عالمية، كانت من الأوائل الذين تشجعوا ودخلوا العالم الرقمي بجدارة وتميّز. "نداء الوطن" التقت كريستال بشارة للتعرف على جوانب نجاحها الرقمي في عالمٍ بدأ يحكمه الذكاء الاصطناعي ويغير وجهه وطابعه المهني. 

كيف ومتى دخلت عالم الرسم؟

تعرفت على الرسم في وقت مبكر جداً من حياتي، حيث كان والدي الراحل فناناً سوريالياً ونحاتاً. نشأت وأنا محاطة بالفن وكنت دائماً أتلقى التشجيع والدعم للتعبير عن نفسي وأفكاري وطرح الأسئلة ومتابعة دوافعي الإبداعية.

تحولت من هاوية إلى فنانة محترفة عندما انتقلت إلى دبي منذ 15 سنة. هناك قضيت وقتي في تعلّم تقنيات الرسم والتصميم. وتطور أسلوبي بشكل كبير عندما قررت الجمع بين حبي للأقمشة وأنماط الرسم والألوان للتعبير عن المشاعر الإنسانية.

أخبرينا عن أول لوحة رسمتها.

رسمت الكثير في بداياتي، لكنني أتذكر أول لوحة لي كفنانة وهي The Three Wise Women، والتي قمت بنشرها آنذاك على حسابي عبر "إنستغرام"، وشكّلت الإصدار الأول من مجموعتي الأولى My Beauty in Diversity، التي جذبت انتباه المئات. علاوةً على ذلك، بيعت المجموعة خلال أيام فحسب.

ما الذي يميّز لوحاتك؟

عملي معروف بالصور الظلية باللون الأسود والأبيض والرمادي والممزوجة بأنماط ديناميكية وألوان معبّرة، أحاول من خلالها تصوير مجموعة واسعة من المشاعر أهمها الفرح والحرية. ينبع أسلوبي هذا من رغبتي في الجمع بين الفكرة الكلاسيكية للرسم وخطوط الحداثة.

من أين تستلهمين أفكارك؟

أختار غالباً المواضيع التي تترك في داخلي أثراً عاطفياً أو نفسياً. وبمجرد اختيار الموضوع، أغوص تماماً في عالمه وأبحث عن ملامحه ومعلوماته في الكتب والانترنت وأقرأ كثيراً قبل أن أبدأ بتطبيق اللوحة.

بالإضافة إلى أنني محظوظة بما يكفي لامتلاكي مساحة رسم خاصة بي، وهي عبارة عن ستوديو فني يشبهني أجد فيه ملاذاً ومكاناً للسلام والتركيز والاستلهام بعيداً عن التشتت الخارجي.

ماذا في رصيدك من لوحات ومعارض؟

في رصيدي أكثر من 200 عمل حتى اليوم، وشاركت في عددٍ لا يحصى ولا يمكن أن أتذكره من المعارض الفردية والجماعية حول العالم. افتتحت أول معرض لي في العام 2018 في World Art Dubai حيث حصلت على جائزة الفنان المقيم في الإمارات العربية المتحدة عن مجموعتي Beauty In Diversity.

أي لوحة هي الأحب إلى قلبك؟

من الصعب الإجابة، فقد ساهمت جميع لوحاتي بطريقتها الفريدة في تطويري وتكويني كفنانة. أنا مغرمة جداً بمجموعة The Wise Women التي يتم عرضها حالياً، وأنا متحمسة جداً لأتشاركها مع العالم.

أخبرينا عن تجربتك في العالم الرقمي.

كنت من أوائل المتبنين للرسم الرقمي وأول فنانة شرق أوسطية تطلق سلسلة NFT (الرموز غير القابلة للاستبدال)، وتفاجئت بكمية الإيجابية والتجاوب مع أعمالي الفنية.

بيع عملي الفني عبر NFT في أقل من 24 ساعة إلى أحد هواة الجمع المشهورين وحمل عنوان "درع الفن البيزنطي"، وسرعان ما تم بيع جميع اللوحات الأخرى.

كذلك قمت بإطلاق أول عمل فني رقمي لي Beauty In Defi تكريماً لـساتوشي ناكاموتو الشخصية التي أنشأت عملة "البيتكوين"، وجسّدت فيها المخترع وهو يزيل القناع، رمزاً للانتقال إلى الموارد المالية اللامركزيّة من خلال تقنية BlockChain وتطوّر الفن الرقمي.

وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تزال مقتضبة التوسع والاستخدام خصوصاً في عالمنا العربي، أضفَتْ تجربتي هذه نقاطاً بارزةً على مسيرتي المهنية، وحققت فيها نجاحاً أود أن أراه يمهّد الطريق أمام الفنانات العربيات الأخريات اللواتي يرغبن في دخول العالم الرقمي بإبداعاتهن الخاصة.

ما رأيك في تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تجتاح الفن وغيره؟

أحب أن أعتقد أن الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية يسيران جنباً إلى جنب مع الأساليب الفنية التقليدية لمساعدة الفنانين على تسهيل تعبيرهم الإبداعي. هي وسائل تتعايش معاً وليست بالضرورة بدائل لبعضها البعض. لكن الحقيقة تقول إن العالم الرقمي قطع شوطاً طويلاً في كل المجالات وبات معتمداً عند الكثيرين، خصوصاً اليوم حيث بات يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتطبيقات رسم لوحة عالية الجودة في دقائق قليلة.

أنا أؤمن بأن قسماً من النجاح الحقيقي يتطلب الدخول في سباق مع الوقت والتطور السريع الذي نشهده في عالم التكنولوجيا والذي يطال معظم جوانب حياتنا المهنية والشخصية.

هل سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مهنة الرسامين ومكانتهم؟

بالتأكيد سيتغير المشهد في سوق الفن مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي، لذلك من المهم أن يستمر الفنانون في تعلّم وفهم ومواكبة جميع التقنيات الجديدة التي يتم تطويرها والتركيز على ابتكار طرق إبداعية لتنفيذ أعمالهم والترويج لها.

نحن في عصر السرعة ولن نتمكن من المواكبة ما دمنا متمسكين بالأساليب التقليدية بالرغم من جماليّتها وفرادتها.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

سيكون العام 2023 حافلاً ومثيراً بالنسبة لي. فأنا أعمل على إنجاز مشروعين ضخمين لا يمكنني الإفصاح عنهما حالياً لكنني سأشارك تفاصيلهما قريباً عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي. حالياً، لديّ ثلاثة معارض مقامة معاً وهي: سلسلة Voyageur التي يتم عرضها في فندق Indigo وسط مدينة دبي، ومجموعة The Wise Women التي تُعرض في ME Dubai - The Opus Tower، بالإضافة إلى Femme Nouveau في غاليري Eclectic في لندن.