يدخل مسلسل In Love All Over Again (واقع في الحب مجدداً) في خانة الدراما الرومانسية، وهو يتكل بشكلٍ أساسي على الكيمياء التي تجمع بطلَي القصة. لكن يتعثر السيناريو بكل وضوح ويُجرّد العمل من جوانبه الدرامية والرومانسية.
عند قراءة الملخّص الرسمي على موقع "نتفلكس"، يسهل أن نفترض أنه مشابه للمسلسلات الرومانسية المبتذلة التي تعرضها هذه المنصة بأعداد وافرة. لكن يتجاوز المسلسل التوقعات الأولية بشكل عام. هو مألوف ومبتذل حتماً، لكنه يتّسم أيضاً بجوانب كوميدية مختلفة. تجيب أولى الحوارات في المسلسل على سؤال سيراود المشاهدين منذ البداية. تطبع بطلة العمل "أيرين" عبارة مفادها أننا قد نتوقع مسار القصة بسهولة أو لا نتوقع شيئاً منها ونشاهد مفاجآت غير مألوفة.
تمتد الأحداث على عقدَين من الزمن، وهي تأخذنا في رحلة متقلبة من الصداقات، والانفصالات، والطموحات، ومشاعر الحب. سنتعرّف في البداية على "أيرين" (جورجينا أموروس)، وهي مخرجة سينمائية طموحة تقصد مدينة مدريد للتعلّم في الجامعة. هي تترك وراءها حبيبها "فير" (ألبرت سالازار) ووالدَيها في بلدتها الصغيرة. ثم تقابل في الجامعة صديقَيها الجديدَين "دا" (كارلوس غونزاليس) و"خيمينا" (بلانكا مارتينيز)، فيصبحان زميلَيها في السكن وشريكَيها في الجريمة. سرعان ما تقابل "خوليو" (فرانكو ماسيني) في خضم بحثها عن ممثل للمشاركة في الفيلم القصير الذي تُحضّره. لكنه ليس ممثلاً بل طالباً في كلية الحقوق.
أول ما يجذب الجمهور إلى المسلسل هو طابعه البسيط. على مر الحلقات، يبدو وكأن "أيرين" هي التي تكتب السيناريو بنفسها، وتتعدد الأفلام التي تُخرِجها شخصيات العمل لإثبات قوة العلاقات والحوادث المتداخلة. يحمل المسلسل طابعاً خاصاً به في هذا المجال بالذات، فيقدّم لقطات كوميدية ناجحة حين تقتصر المشاهد على "أيرين" وأصدقائها. عندما تذهب "أيرين" إلى شقة "دا" و"خيمينا" لرؤية الغرفة الإضافية هناك، تشير "خيمينا" إلى الثلاجة وتقول إن أحداً لا يستطيع تناول طعام الآخرين. ثم تفتح الثلاجة ولا تجد فيها اللبن الذي تحبه وترمق "دا" بنظرات حادة. يغلق هذا الأخير باب الثلاجة ويبدأ بإلقاء محاضرة على مسامع "أيرين" لتحويل الأنظار عنه.
هذه العناصر تحافظ على حيوية الأحداث، فنشاهد التقلبات المتلاحقة في حياة الشخصيات. لكن لا يقدّم المسلسل أي جانب مثير للاهتمام. يحاول السيناريو طرح عناصر جاذبة عبر التنقل بين فترات زمنية متنوعة على مر عشرين سنة، لكنه لا يصيب الهدف في أي لحظة. بل تعطي هذه المقاربة طابعاً مملاً للقصة ومختلف الحوادث المتلاحقة لأنها تحرم العمل من أي تشويق في حياة الشخصيات التي نشاهدها. في غضون ذلك، ما من كيمياء طبيعية كافية بين "أيرين" و"خوليو" لرفع مستوى العمل رغم السيناريو الضعيف، ولا تستطيع النكات والمواقف الكوميدية التي يقدّمها "دا" إنقاذ المسلسل.
على صعيد آخر، تبدو العلاقة بين "أيرين" و"خوليو" متوقعة لأقصى حد وتوحي بأن مراهقاً هاوياً هو كاتب السيناريو. تذكر الشخصيات مثلاً أن أول انفصال بين بطلَي القصة (رغم عدم وجود أي علاقة عاطفية بينهما) يحصل حين يشاهد "خوليو" "فير" وهو يزور "أيرين" في المستشفى، فيشعر بالإحباط لأنه يظن أن مشاعره ليست متبادلة. هذا النوع من الحوارات والمشاهد المبتذلة يشكّل أساس العمل، ولا تستطيع أي لقطات كوميدية أن تُعوّض عن الجوانب المبالغ فيها.
يتألف الموسم الأول من ثماني حلقات، وتمتد كل حلقة منها على 40 دقيقة تقريباً. يسهل أن ينفد صبر المشاهدين في مرحلة معينة بسبب ركاكة الأحداث، وقد تتوقف رغبتك في مشاهدة المسلسل على إعجابك بالأفلام الرومانسية وحبكاتها المألوفة.
