محمد دهشة

في زمن الحرب... "هيّا نتحدث عن الحب"

في زمن الحرب، يكون الحديث عن الحب بارقة أمل. فالحرب والحب ثنائية متناقضة، ولكن إذا أسقطنا حرف الراء يتساويان؛ حكايات الحب هذه حملها الثنائي الصيداوي رئيس جمعية الشارع الثقافي الفنان زاهر البزري والناقد والكاتب إبراهيم توتنجي، بطريقة مختلفة، وغير تقليدية إذ قررا أن يسبرا أغوارها على لسان أصحابها كاشفين عن أسرار عواطفهم في مسيرة حياتهم.



نظّم البزري وتوتنجي الأمسية تحت عنوان «هيا نتحدث عن الحب»، ضمن مشروع مشترك مع منصة «زودياك ميديا- دبي»، منصة «يلا صيدا»، جمعية الشارع الثقافي، جمعية «الرسالة الزرقاء»، في متحف قصر دبانة التراثي في صيدا القديمة، بحضور النائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وممثلة النائب إبراهيم منيمنة سارة محمود، ومديرة «متحف قصر دبانة» ألفت البابا وجمع من المثقفين والفنانين والناشطين في الحقل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال البزري لـ»نداء الوطن» إن «الفكرة من المشروع هي تسليط الضوء أولاً على مدينة صيدا بطريقة مختلفة وغير تقليدية كما الترويج للمواهب والعلاقات الإنسانية في مجتمعاتنا العربية»، مضيفاً أنّ «الحب موجود في كل تفاصيل حياتنا، لذلك أردت وإبراهيم جمع القصص لتذكير الناس بتلك الروحانية والرابط الموجود بيننا»، مؤكداً أنّ «العنصر الشبابي هو الأهم في المشروع عبر مشاركتهم في ورش عمل متخصصة بالفنون البصرية والمرئية والكتابة الإبداعية، لتنمية الأفكار وصقلها».

وختم مشيراً الى أن «تفاعل الجمهور الذي واكبنا كان مميزاً وراقياً عكس تطلعاتنا، على أمل النجاح في التعاون المستمر بين جمعية الشارع الثقافي ومنصة «يلا صيدا»، ومن المحتمل انتقال المشروع لمواكبة مدينة طرابلس عاصمة الثقافة العربية في موسمه الثاني».

تضمنت الأمسية قصصاً معاشة من الحياة تجسد الإرادة الإنسانية التي تقاوم الإحباط واليأس بالأمل. وحاور توتنجي تباعاً أصحاب القصص المختارة، فروى الشاب طارق عبادو حكاية شغفه بتربية الدجاج، وتحدثت رئيسة جمعية healing hope هلا المصري عن رحلة صراعها مع المرض وانتصارها عليه بحب الحياة والعائلة، ورمزي مرجان عن حكاية حبه بالموسيقى، والفنانة هالة إبريق عن شغفها بالتمثيل واللهجة الصيداوية.

وقدم الشقيقان شربل وحسن يونس شهادة حية عن العلاقة المميزة بين بلدة البرامية ومدينة صيدا والنموذج المميز الذي تجسده في التعايش، وتشارك الممثل مازن معضم وعقيلته رانيا البابا الحديث عن حب العائلة والترابط الاجتماعي الصيداوي والشغف بالفن.

وألقت الطالبة نور أبو غدير مقاطع من قصيدة «أيها المارّون بين الكلمات العابرة» للشاعر محمود درويش تحية لفلسطين وقدم ربيع زعرور ومسلم فحص معزوفات موسيقية. كما كانت إطلالة مميزة لكورال من الطالبات قدمن أغنية «بكتب اسمك يا حبيبي» للسيدة فيروز على وقع عزف الفنانين زعرور وفحص. وتخلل الأمسية عرض أفلام قصيرة أنتجتها منصة «زودياك ميديا – دبي، رواة القصص الرقمية».