جولي مراد

ماجدة الرومي غنّت الوطن والأمل في مهرجانات جونيه الدولية

13 تموز 2019

11 : 56

للمرّة الثالثة على التوالي أطلّت سيدة الغناء الراقي ماجدة الرومي على جمهورها من مسرح "مهرجانات جونيه الدولية" فأعطت المدينة ألقاً مميّزاً يعكس وجه لبنان العريق والحضاريّ، علماً أن أول مشاركة لها في المهرجانات المذكورة تعود الى العام 2011. افتُتحت الأمسية بعزف الأوركسترا للنشيد الوطني اللبناني بقيادة المايسترو لبنان البعلبكي مع حوالى 60 عازفاً ومنشداً، ثم أدّت الرومي أغنية "عم يسألوني عليك الناس"، تلتها "اسمع قلبي وشوف دقاتو"، و"غنّي للناس"، و"ملك قلبي" و"اعتزلت الغرام" وغيرها من الأغنيات التي باتت على مرّ الزمن جزءاً من الذاكرة اللبنانية. ولساعاتٍ أطربت الرومي الجمهور بأغنياتٍ حفظها عن ظهر قلب واشتاق الى تردادها مع مطربته المتألقة على مسرحٍ يليق بقامتها.

وسرعان ما أدّت ماجدة أغنية "سيدي الرئيس" مشيرةً الى أنّها لم تتقصّد غناءها لصبّ الزيت على النار بل لأنّ لديها "صرخة" تريد أن توصلها إلى رئيس الجمهورية الذي تتمنى عليه أن "يهوّن علينا الحياة ويقول لنا ما مصير البلد". وختمت ماجدة الامسية بأغنياتٍ فولكلورية أمتعت بها الجمهور وألهبت الحاضرين وكان لافتاً تفاعل الشباب من الجيل الجديد معها.

في المحصلة نقول إنّها كانت أمسية راقية وناجحة بالمقاييس كافةً. ولا شكّ في أنّ لمهرجانات جونيه الدولية هذا العام بريقاً خاصاً، إن من حيث التنظيم المتمكّن والمحكم- انطلاقاً من التفكير بأدنى التفاصيل كتنظيم المواقف بدقة- أو من حيث الاخراج والديكور المبدع، أو من حيث إقران المهرجان بأهدافٍ سامية ووطنية. فالمهرجان هذا العام تخلّى عن تقليده السنوي بالافتتاح بألعابٍ نارية على خليج جونيه واستبدله بحدثيْن وطنيين بامتياز كتنظيم "يوم مع الوطن" الأسبوع الماضي (الثامن من تموز) تكريماً للجيش واحتفاءً به، علماً أنّ الحفلة الختامية المُقبلة ستكون مع فرقة "أدونيس" للشباب في 18 تموز، ويذهب ريعها لمصلحة جمعية Braveheart التي تعنى بالأطفال الذين يعانون مشاكل في القلب. وبذلك تكون جونيه ومهرجاناتها نقلت نفسها من مرتبة منظمٍ لاحتفالاتٍ ثقافية وترفيهية الى مساهمٍ فعليّ في بناء الوطن بقلبٍ معطاء وقالبٍ راقٍ وحضاريّ، مبرهنةً بذلك أن جونيه باتت مدماكاً من مداميك الارتقاء بلبنان نحو آفاقٍ واعدة ومستقبلٍ أجمل!


MISS 3