بينما أعلن "النظام السوري" أنّ دفاعاته الجوّية تصدّت في وقت متأخّر من ليل أمس "لدفعة صواريخ معادية" آتية من فوق الجولان، كشف "المرصد السوري" أنّ قصفاً إسرائيليّاً استهدف "مواقع تابعة للميليشيات الإيرانيّة" قرب مطار دمشق الدولي، مشيراً إلى دويّ أصوات انفجارات قويّة في محيط المطار هزّت العاصمة وريفها، في حين أوضح المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الغارات شنّت ضدّ أهداف تابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينيّة في جنوب دمشق، بالتوازي مع شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على أهداف تابعة لـ"الجهاد" في قطاع غزة. وأشار المتحدّث الإسرائيلي إلى أن الموقع المستهدف يُعدّ معقلاً مهمّاً لـ"الجهاد الإسلامي" في سوريا، إذ لفت إلى أن الحركة "تُجري هناك عمليّة بحث وتطوير لوسائل قتاليّة"، موضحاً أنّه يتمّ انتاج عشرات الكيلوغرامات من مواد من نوع "AP"، التي تُستخدم كوقود لقذائف صاروخيّة.
سياسيّاً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوّات الروسيّة سحقت في سوريا "فصائل إرهابيّة مزوّدة بعتاد نوعي" ومنعت ظهور تهديدات جدّية لبلاده.
واعتبر بوتين خلال كلمة ألقاها في حفلة أقيمت في موسكو بمناسبة عيد "حماة الوطن" أن الضبّاط والجنود الروس أظهروا مهنيّتهم العسكريّة وكفاءاتهم القتاليّة العالية أثناء عمليّاتهم في سوريا، حيث "قضوا على مجموعات إرهابيّة كبيرة مزوّدة بأسلحة نوعيّة، ومنعوا ظهور تهديدات خطرة لوطننا على مسافة بعيدة منه. كما أنّهم ساعدوا السوريين في الحفاظ على سيادة بلدهم". وشكر الرئيس الروسي جميع العسكريين الذين شاركوا في الأعمال القتاليّة في سوريا على خدمتهم.
توازياً، رأى المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها في شأن "اتفاق سوتشي" حول إدلب، مشيراً إلى أن الإرهابيين في إدلب السوريّة يحصلون على "معدّات عسكريّة خطرة جدّاً". كما دعا بيسكوف إلى "تجنّب بناء سيناريوات سلبيّة بخصوص تطوّر العلاقات الروسيّة – التركيّة"، بسبب توتر الأوضاع في إدلب، الذي أدّى إلى موجة نزوح غير مسبوقة في كلّ سنوات الحرب السوريّة.
وفي هذا الإطار، أكد أن العسكريين الروس والأتراك "على اتصال دائم"، لافتاً إلى أنّه "إذا لزم الأمر سيُناقش الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان) هذا الموضوع". كما أوضح بيسكوف أن الرئيس الروسي يدعم فكرة عقد القمّة الرباعيّة حول سوريا، التي تضمّ إلى جانب موسكو كلّاً من أنقرة وباريس وبرلين، في حين كان أردوغان قد أعلن السبت موعد عقد القمّة في الخامس من آذار.
