مولدوفا تُفكّك شبكة "نظّمتها موسكو" لزعزعة استقرارها

كييف تستنزف روسيا في باخموت وتتهيّأ لهجوم مضاد

02 : 00

مقاتل أوكراني يُطلق النار في اتجاه المواقع الروسيّة قرب باخموت السبت (أ ف ب)

ما زالت القيادة السياسية والعسكرية الأوكرانية مصمّمة على استنزاف الوحدات القتالية الروسية في مدينة باخموت، حيث تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عن المدينة بهدف «كسب الوقت» قبل أن تشنّ هجوماً مضاداً ضدّ المواقع الروسية.

واعتبر قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أن «الأبطال الحقيقيين هم المُدافعون الذين تقع الجبهة الشرقية على عاتقهم»، مؤكداً أنّه «يجب كسب الوقت لتجميع احتياطي وشنّ هجوم مضاد، وهو ليس بعيداً»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول الهجوم المضاد هذا.

وكشف الجيش الأوكراني أن «15 بلدة في منطقة باخموت تعرّضت لنيران روسية في اليوم السابق (السبت)»، ما يُشير إلى حدّة القتال حاليّاً في المنطقة، فيما قال بيترو قائد واحدة من 3 مروحيّات هجومية من طراز «أم آي 8» نفّذت لتوّها غارة على هدف بالقرب من باخموت لوكالة «فرانس برس»: «في بداية الحرب، لم تكن لدينا طائرات مسيّرة وكانت المهمّات أكثر تعقيداً وأقلّ فاعلية».

وأضاف بيترو: «لكن في الصيف، بدأنا نتلقى طائرات مسيّرة ومعدّات أخرى... اليوم أصبحنا أكثر فاعلية»، في حين أوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن مجموعة «فاغنر» الروسية المرتزقة «سيطرت خلال الأيام الأربعة الماضية» على الجزء الأكبر من شرق باخموت، مشيرةً إلى أن «القوات الأوكرانية تُسيطر على غرب المدينة وهدمت الجسور الرئيسية فوق النهر» الذي يعبرها.

واعترفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيتشينا بأنّ «مقاومة وردع القوات في باخموت تزداد تعقيداً بالنسبة لنا». وقدّرت أن «الجيش الروسي خسر حتى الآن 150 ألف رجل منذ العام الماضي في هجماته العسكرية على أرضنا»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أن «الكتلة البشرية للمشاة (الروس) سلاح هائل ولا ينضب على ما يبدو في حجمه وعلى مرّ الوقت».

وفي تسجيل فيديو، قال رئيس «فاغنر» يفغيني بريغوجين الذي يخوض مواجهة علنية مع القيادة العسكرية الروسية خصوصاً من أجل الحصول على مزيد من الذخيرة، إنّ «أهم شيء هو الحصول على الكمية المناسبة من الذخيرة والتقدّم»، مهاجماً من جديد علناً وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، ووصفهما بنبرة ساخرة بأنهما «قائدان عسكريان استثنائيّان»، مضيفاً: «أؤيّد بالكامل وبالتأكيد كلّ جهودهما».

في موازاة ذلك، يواصل الجيش الروسي هجماته في مناطق أخرى. وذكرت السلطات الأوكرانية الإقليمية أمس أن الضربات الروسية على مدينة خيرسون الجنوبية التي حرّرها الجيش الأوكراني في تشرين الثاني بعد أشهر عدّة من الاحتلال، أسفرت عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 3 آخرين السبت.

توازياً، شدّد الرئيس السويسري آلان بيرسيه خلال مقابلة صحافيّة على أهمية حياد سويسرا حاليّاً أكثر من أي وقت مضى، مدافعاً عن الحظر المثير للجدل لإرسال أسلحة سويسرية الصنع لأوكرانيا. وأكد أنّه «لا يجب أن تُستخدَم الأسلحة السويسرية في الحروب»، موضحاً أن هذه السياسة تستند إلى «الالتزام بالسلام والقانون الإنساني والوساطة حيثما أمكن ذلك».

على صعيد آخر، كشفت الشرطة المولدوفية قبل ساعات من تظاهرة مناهضة للحكومة أمس، توقيف عناصر شبكة «نظّمتها موسكو» بهدف زعزعة استقرار البلاد. وأوضح قائد الشرطة فيوريل سيرناوتيان خلال مؤتمر صحافي أنّه «عقب المداهمات مساء السبت، استجوب المحققون 25 رجلاً واحتُجز 7 منهم».

ولفت إلى أن أحد الشرطيين تمكّن من التسلّل إلى المجموعة التي يرأسها رجل روسي - مولدوفي، مشيراً إلى توفّر «10 ساعات» من التسجيلات المرئية والصوتية ضدّه. كما أشار إلى «وصول أشخاص من روسيا لتأدية دور تدريبي محدّد». ويسيطر انفصاليون مدعومون من موسكو على ترانسنيستريا في شرق مولدوفا، وتعتقد واشنطن أن موسكو تسعى إلى إثارة حالة من عدم الاستقرار على نطاق أوسع.


MISS 3