"أوسكار 2023"... Everything Everywhere All At Once يتصدّر وممثلة آسيوية تدخل التاريخ

02 : 00

توافد نجوم ومشاهير هوليوود إلى حفل توزيع جوائز «الأوسكار» الخامس والتسعين الذي تنظمه «الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصورة» للاحتفاء بالروائع الإنتاجية السينمائية حول العالم. وعلى مسرح «دولبي» التاريخي في مدينة لوس أنجلوس الأميركيّة، فوجئ الحضور باستبدال السجادة الحمراء الشهيرة لأول مرّة في تاريخ هذا الحدث العالمي منذ 1961، بأخرى ذهبية اللون، إلا أن المشهد لم يخلُ من الإطلالات المميزة والتصاميم الأنيقة التي جهزها النجوم خصّيصاً لأهم ليلة سينمائية في هوليوود، التي تميزت بحوادث غريبة وملفتة وجوائز أعطيت لأول مرة أو أعادت للكثيرين مكانتهم في عالم الشاشة الكبيرة.



إنطلقت فعاليات نسخة 2023، بتحليق مقاتلتَين أميركيتَين من طراز F18 على علو 300 متر فوق مسرح «دولبي»، في تلميح إلى فيلم Top Gun: Maverick من بطولة النجم توم كروز. ولم تخلُ حفلة هذا العام من المفاجآت والحماس حيث فاجأ المقدم الإعلامي العالمي جيمي كيميل الحاضرين بدخوله مصطحباً حماراً على خشبة المسرح. واتفق الجميع على أن ذلك يعد دعماً منه لفيلم The Banshees of Inisherin الذي حصد عدة ترشيحات للأوسكار. وسُجّل في الاحتفال ايضاً حضور شخصية دب في إشارة إلى الفيلم الكوميدي الأسود Crazy Bear.

وعلى عكس التوقعات وما تم التصريح به أخيراً، حضرت النجمة ليدي غاغا، واستمتع الجمهور بوصلتها الغنائية حيث ظهرت على المسرح بملابس عادية وبلا ماكياج، مؤديةً أغنيتها Hold My Hand المُرشّحة في فئة «أفضل أغنية» والمأخوذة من الجزء الثاني من Top Gun. بدورها أشعلت ريهانا المسرح بأغنية Lift Me Up التي كانت مُرشحة في فئة «أفضل أغنية».

كذلك دخلت أغنية Natu Natu الرائجة من فيلم R R R التاريخ، إذ أصبحت أول أغنية من فيلم هندي تفوز بـ»أوسكار أفضل أغنية». وأُقيم عرض حيّ على أنغامها أمتع جميع الحاضرين.



براندون فريزر

دانيال كوان ودانيال شينرت يفوزان بـأفضل مخرج

فان كي هوي

براندون فريزر

ميشيل يو في لحظة تاريخية




أبرز الجوائز

تصدّر فيلــــــم Everything Everywhere All At Once قائمة الفائزين إذ حصد مكافآت في سبع فئات وهي «أفضل فيلم»، «أفضل مخرج»، «أفضل ممثلة»، «أفضل ممثل في دور ثانوي»، «أفضل ممثلة في دور ثانوي» و»أفضل سيناريو أصلي».

وفاز All Quiet On The Western Front المقتبس من رواية بالعنوان نفسه للكاتب إريش ماريا ريمارك، والذي تتمحور أحداثه حول فظائع الحرب العالمية الأولى، بجائزة «أفضل فيلم دولي». هذا الفيلم الروائي الطويل من إنتاج «نتفليكس» هو ثالث اقتباس للرواية الشهيرة على الشاشة الكبيرة منذ قرن، لكنه الأول بالألمانية، لغة القصة الأصلية. وكانت النسخة الأميركية من هذه الرواية فازت بجائزة أوسكار لأفضل فيلم عام 1930. وآخر عمل ألماني فاز بـ»أوسكار أفضل فيلم دولي»، كان The Lives Of Others في عام 2007.

أما فيلم Navalny فقد استحوذ على «أوسكار أفضل فيلم وثائقي». وقال مخرجه الكندي دانيال روهر لدى تسلّمه الجائزة: «هناك شخص لم يستطع أن يكون معنا الليلة: زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني الذي لا يزال في الحبس الانفرادي بسبب ما يسمّيه، وهنا أحرص على اقتباس كلماته بشكل صحيح، حرب فلاديمير بوتين العدوانية غير العادلة في أوكرانيا».

بدوره حصد فيلم Guillermo del Toro›s Pinocchio وهو نسخة قاتمة عن قصة الأطفال الشهيرة Pinnochio حول الدمية الحية ووالده نحات الخشب المسنّ، جائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة». وفي هذه الفئة التي عادةً ما تهيمن عليها أعمال عائلية خفيفة، فاز المخرج المكسيكي ديل تورو بفضل نسخة أكثر سوداوية عن هذه المغامرات التي تدور أحداثها في إيطاليا في ثلاثينيات القرن الماضي. ونجحت مواضيعه الطموحة وتقنيات التحريك اللافتة فيه بإقناع المصوّتين في «أكاديمية الأوسكار».

وقال ديل تورو لجمهور الأوسكار إنّ «الرسوم المتحركة باتت جاهزة للانتقال إلى المرحلة التالية. نحن جميعاً على استعداد لذلك. نرجو منكم مساعدتنا. حافظوا على موقع الرسوم المتحركة في صدارة الاهتمامات».

ولأول مرة بتاريخ الجوائز السينمائية المرموقة، دخلت الماليزية ميشيل يو تاريخ السينما بفوزها بجائزة أوسكار «أفضل ممثلة» عن دورها في Everything Everywhere All At Once، لتكون بذلك أول آسيوية تفوز في هذه الفئة. وقد أبهرت الممثلة البالغة 60 عاماً أعضاء «أكاديمية الأوسكار» بأدائها لشخصية «إيفلين وانغ»، وقالت بتأثُّر ظاهر لدى تسلّمها الجائزة على المسرح: «لجميع الفتيان والفتيات الذين يشبهونني ويشاهدونني هذه الليلة، هذه الجائزة تشكل بارقة أمل وفرص. نحن نكتب التاريخ».

وبدأت يو حياتها المهنية على الشاشة الكبيرة في 1984، حيث شاركت في أعمال كان معظمها من نوع أفلام الحركة، مع أبطال من أمثال جاكي تشان وماغي تشيونغ. وفي 1997، حققت شهرةً عالميةً بفضل مشاركتها في فيلم جيمس بوند Tomorrow Never Dies. ومع أكثر من 50 فيلماً في رصيدها خلال أربعة عقود، تحضّر الممثلة للمشاركة في حوالى عشرة أعمال سينمائية، بينها أجزاء جديدة من Avatar.

كذلك شكّل فوز برندان فرايرز بجائزة «أوسكار أفضل ممثل» عن أدائه المؤثر في فيلم The Whale، عودةً ظافرةً له إلى الواجهة الهوليوودية لم تكن في الحسبان. فالممثل الذي عرفه الجمهور خلال تسعينات القرن العشرين في أدوار مغامرين مفتولي العضلات في أفلام كوميدية، أثار إعجاب الأكاديمية بدوره كمدرّس بدين منعزل في منزله ويعاني الحزن.

ويمثّل The Whale لدارين أرونوفسكي، عودة النجم البالغ 54 عاماً الذي انكفأ مهنياً في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لأسباب شخصية، وبعد اتهامه أحد النافذين في القطاع السينمائي بالاعتداء عليه جنسياً.

وحصدت الممثلة الأميركية جيمي لي كورتيس جائزة «أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي»، عن أدائها شخصية مدققة ضرائب صعبة المراس في فيلم Everything Everywhere All At Once، وقالت: «أعلم أن الأمر يبدو وكأنني أقف وحدي على خشبة المسرح، لكنني لست كذلك، فأنا أمثل مئات الأشخاص». وبفضل هذه الجائزة، تتّوج كورتيس البالغة 64 عاماً مسيرتها المستمرّة منذ حوالى نصف قرن في مجال السينما، في إنجاز لم ينجح في تحقيقه والداها المشهوران، جانيت لي التي لا يزال صوت صراخها في مشهد الاستحمام في فيلم Psycho لألفرد هيتشكوك محفوراً في الذاكرة السينمائية، وتوني كيرتس الذي شارك مارلين مونرو في فيلم Some Like It Hot.

وذهبت جائزة «أفضل ممثل في دور ثانوي» لفان كي هوي بفضل دوره كزوج لصاحبة مغسلة أميركية من أصل صيني في Everything Everywhere All at Once. وكان جمهور السينما قد تعرّف لأول مرة على هذا الممثل حين كان في سن 12 عاماً في فيلم Indiana Jones and the Temple of Doom. ويشكل الفوز بالأوسكار رد اعتبار مدوياً لكوان، بعدما اضطر في تسعينات القرن الماضي إلى تعليق مسيرته التمثيلية في ظل نقص الأدوار في هوليوود للممثلين المتحدرين من أصل آسيوي.

وحصل دانيال شينرت ودانيال كوان على جائزة «أوسكار» في فئة «أفضل مخرج» عن فيلمهما الغريب Everything Everywhere All At Once.

وتوجّه «الثنائي دانيال» The Daniels كما يُطلق عليهما، إثر صعودهما إلى المسرح لتسلّم الجائزة، بالشكر إلى والدتَيهما وإلى الفنانين الذين شاركوا معهما في الفيلم.



ريهانا




ليدي غاغا



صفعة ويل سميث حاضرة

وكانت صفعة ويل سميث للفكاهي كريس روك التي عكّرت صفو حفلة «الأوسكار» العام المنصرم حاضرةً في عدد من الدعابات خلال أمسية توزيع جوائز 2023 في هوليوود. ولم يتردد مقدّم الأمسية في التذكير بالصفعة التي سرقت الأضواء واستحوذت على اهتمام وسائل الإعلام. وقال ممازحاً: «إذا أقدم أيّ كان في هذا المسرح على عمل عنيف في أي وقت خلال الاحتفال، ستفوزون بأوسكار أفضل ممثل وستتمكنون من إلقاء خطاب لمدة 19 دقيقة». ومنعت «أكاديمية الأوسكار» سميث من حضور الحدث عشر سنوات بسبب تصرّفه، رغم تسلمه على مسرح الأوسكار جائزة «أفضل ممثل» مباشرةً بعد الصفعة.

وعلى الاثر، قررت الأكاديمية تشكيل فريق للطوارئ والاستجابة للأزمات في حالة حدوث تطور غير متوقع لأول مرة في تاريخها.