مسرحية "ويست سايد ستوري" الغنائية تعود إلى برودواي بنكهة جديدة

10 : 50

تعود مسرحية "ويست سايد ستوري" الغنائية الشهيرة المستوحاة من عمل "روميو وجولييت" لوليام شكسبير مرة أخرى إلى برودواي مع المخرج إيفو فان هوف الذي أضفى عليها تحديثات مقارنة بالعرض الأصلي.

وهذا المخرج البلجيكي البالغ من العمر 61 عاماً هو أوّل من يحصل على إمكان تصميم رقصات مختلفة عن تلك التي صممها جيروم روبنز للإنتاج الأصلي في المسرحية التي قدمت في عرضها الأول في مسرح برودواي.

وكان روبنز وراء فكرة هذه المسرحية الغنائية التي حوّلت إلى فيلم سينمائي ناجح جداً.

واستطاع إيفو فان هوف الذي يتنقل بين الأوبرا والمسرح، بمساعدة مصممة الرقصات آن تيريزا دي كيرسمايكر، إعادة صياغة "ويست سايد ستوري" بشكل كامل لجعلها مسرحية غنائية استعراضية تتناسب مع القرن الحادي والعشرين.فأولاً، اختلفت الكوريغرافيا السلسة لجيروم روبنز واستحالت أسرع وأكثر تقطيعاً مع لمسة من الفنون القتالية والهيب هوب لإضفاء حركة إضافية عليها.كذلك، غيّر المخرج إيفو فان هوف كلياً الديكور الذي تصوره المصممون لهذه القصة الحديثة التي تدور في حي هيلز كيتشن في وسط مانهاتن الغربي، رغم أنه لم يتم ذكر أي مكان في النص.




فقد اختفت العناصر التي تذكّر بأحد شوارع نيويورك بمبانيه الصغيرة المميزة كما كانت الحال في الإنتاج الأصلي في العام 1957، وبدلاً من ذلك، يتحرك الممثلون في ساحة ضخمة وفارغة تماماً، ما يمثل تحدياً كبيراً. وقال المنتج سكوت رودن في برنامج "60 مينتس" الذي يعرض على محطة "سي بي أس" التلفزيونية، "إنه صندوق أسود مجرد بالكامل. هذه ليست قصة ويست سايد ستوري للعام 1957".

ويمكن رؤية متجر بقالة وورشة عمل في أحد جدران الجزء الخلفي من المسرح، ومن المستحيل بالنسبة إلى المشاهد أن يرى بوضوح ما يحدث فيهما من دون مساعدة من الكاميرات التي تبثّ المشاهد على الجدار الخلفي المستخدم كشاشة عملاقة. لأن المقاطع المصورة، كما هي الحال في عروض كثيرة لإيفو فان هوف، تعتبر عنصراً رئيسياً في العمل ككل.

واختار إيفو فان هوف أغاني فيها موقف من قضايا معينة متخلّياً عن أغنية "آي فيل بريتي" أو مستخدماً "دجي أوفيسر كروبكي" للتنديد بعنف الشرطة وهو موضوع آني.

وأوضح كاتب الأغنيات ستيفن سوندهايم في برنامج "60 مينتس" التغييرات التي أدخلت إلى العرض خصوصاً محاولة اغتصاب لشخصية أنيتا، "لقد حصل الكثير منذ العام 1957 (...) وهذا يترجم على المسرح أيضاً". وشمل التغيير الأخير الأساسي، توزيع الأدوار.ففي الانتاج الأصلي لعرض "ويست سايد ستوري" الغنائي، تماماً مثل الفيلم الذي حمل العنوان نفسه وأنتج في العام 1961، هيمن الممثلون البيض على الأدوار.

وفي الفيلم الروائي الذي حاز 10 جوائز أوسكار من أصل 11 ترشيحاً، جسّدت ناتالي وود، ابنة مهاجرين روس، دور البطلة ماريا وجورج تشاكريس، ابن مهاجرين يونانيين، دور شقيقها برناردو، وهما شخصيتان من المفترض أنهما من بورتوريكو. إلا انه في العرض الجديد، ذهبت الأدوار الرئيسية إلى ممثلين خلاسيين أو سود أو من أصول أميركية لاتينية، وتؤدي دور ماريا الممثلة شيرين بيمنتل التي تعود جذورها إلى بورتوريكو.




أما الموسيقى التي ألّفها ليونارد بيرنستين فتعيد المسرحية إلى أجوائها الأصلية. وقال سوندهايم عن هذه المسرحية الغنائية التي انقسمت آراء النقاد حولها "يملك إيفو أسلوباً خاصاً استخدمه في الماضي وهو يطبّقه في هذا العرض... إنه تجسيد جديد، وفي غضون بضع سنوات، قد يكون هناك تجسيد آخر".وأضاف "هذا هو الشيء المذهل في المسرح. إنه عالم حي".

كذلك يصوّر فيلم جديد مستوحى من قصة "ويست سايد ستوري" من إخراج ستيفن سبيلبرغ ومن المتوقع أن يبدأ عرضه في الصالات في كانون الأول.