شولتز يُعبّر لنتنياهو عن "قلق بالغ" حيال التطورات الداخلية في إسرائيل

عملية إسرائيلية دموية في جنين... و"حماس" و"الجهاد" تتوعّدان

02 : 00

نتنياهو متحدّثاً خلال مؤتمره الصحافي مع شولتز في برلين أمس (أ ف ب)

نفّذت القوات الإسرائيليّة عمليّة عسكريّة جديدة أدمت مدينة جنين في شمال الضفة الغربية أمس، حيث قُتل 4 فلسطينيين بينهم مراهق، بالإضافة إلى إصابة 23 آخرين بالرصاص، بينهم 4 في حال الخطر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بينما تحدّث الجيش الإسرائيلي عن أن قوّاته قامت بـ"تحييد عنصرَين يُشتبه بقيامهما بنشاط إرهابي كبير".

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته قامت بـ"تحييد الرجلَين المطلوبَين في مدينة جنين بينما كانا مسلّحين"، في حين أكد محافظ المدينة أكرم رجوب أن "الذين قتلتهم إسرائيل مدنيّون كانوا عزّل ولا يحملون أي سلاح!".

وبحسب وزارة الصحة، فإنّ القتلى هم "يوسف شريم (29 عاماً)، ونضال أمين خازم (28 عاماً)، وعمر عوادين (16 عاماً)، ولؤي صغير (37 عاماً)".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن العملية كان هدفها اعتقال شريم وخازم، مشيراً إلى أنهما كانا يُقيمان في مخيّم جنين حيث تُمارس "عمليات إرهابية تشمل إنتاج متفجرات وإطلاق نار على قوات جيش الدفاع الإسرائيلي". وخازم هو قريب رعد خازم الذي نفّذ في نيسان العام الماضي، هجوماً في شارع ديزنجوف في تل أبيب الساحلية، قُتل خلاله شخصان.

ووصفت الرئاسة الفلسطينية الحادثة بأنّها "مجزرة"، معتبرةً أن العملية "تهدف إلى تفجير الأوضاع وجرّ المنطقة إلى مربّع التوتر والعنف"، في حين توعّدت حركة "حماس" بأنّ "جريمة اغتيال أبطال المقاومة في جنين لن تمرّ من دون ردّ عليها، وشعبنا ومقاومته قادرون على ضرب الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه". كما حمّلت حركة "الجهاد الإسلامي" "الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها (العملية)"، مؤكدةً أنّه "سيدفع ثمن هذه الجرائم".

كذلك، رأى المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أن التطورات في جنين تُشكّل "مثالاً جديداً على دوامة العنف المثيرة للقلق"، معتبراً أيضاً أنّها تُشكّل "سبباً جديداً لكي يُضاعف المجتمع الدولي جهوده" من أجل وضع حدّ لها، فيما كان لافتاً إعلان الإمارات تقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية، بعد أعمال الدمار والتخريب الأخيرة التي طالتها على أيدي مستوطنين إسرائيليين.

وفي برلين، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يُتابع "بقلق بالغ" النقاشات في شأن إصلاحات نظام القضاء المُثيرة للجدل في إسرائيل. وقال شولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو: "بصفتنا شريكاً للقيم الديموقراطية وصديقاً مقرّباً لإسرائيل، نُتابع النقاشات بدقة كبيرة وبقلق بالغ، لن أُخفي ذلك"، معتبراً أنّ "استقلال القضاء مكسب ديموقراطي كبير، نحن متّفقون على هذه النقطة، إنّه أمر جيّد".

وبينما حضّ شولتز نتنياهو على إعادة النظر في التسوية التي طرحها الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الانتقادات التي تطال برنامج الإصلاح القضائي بـ"العبثية". وفي مواجهة أسئلة الصحافيين، رفض نتنياهو مرّات عدّة أيّ خطر على ديموقراطية البلاد، وقال: "يجري القول إنّني حاكم يُلغي الديموقراطية. لن يتطلّب الأمر وقتاً طويلاً لإدراك أنّ ذلك سخيف وعبثي".

وحول الملف الإيراني، حذّر نتنياهو من أن "إيران تدعو إلى تدمير الدولة اليهودية الوحيدة في العالم"، مؤكداً أنّه "لن نسمح بمحرقة أخرى". وشدّد على أنّه "سنبذل قصارى جهدنا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نوويّة"، مبدياً قلقه من "أولئك الذين يُريدون إشعال المنطقة"، في وقت توعّد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة له على الحدود مع لبنان أن كلّ من هو مسؤول عن الهجوم قرب مفترق مجيدو سيدفع الثمن و"سنجد المكان والطريق وسنضربه".

وفي سياق متّصل، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الشخص الذي تسلّل عبر الحدود اللبنانية، هو فلسطيني الأصل، خرج من أحد مخيّمات اللاجئين في لبنان، مشيرةً إلى أنّه يُرجّح أنه يتبع لحركة "حماس".


MISS 3