مي الريحاني

الإرادة العنيدة وجرأة الأمل

21 آذار 2023

02 : 00

الإرادة بتوقيف الإنهيار وجرأة الأمل هما ما دفعاني لترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية. الإرادة العنيدة والأمل بأن هناك إمكانية لإنقاذ لبنان من الإنهيار المستمر، وجرأة تحدي استمرارية العذاب اللبناني المزمن، هي العوامل الأساسية لبناء مشروعي السياسي.

مشروعي الإنقاذي مبني على محاور أربعة تشكل المداميك لإعادة بناء وطننا. المحاور الأربعة نطلقها بالوقت نفسه، هي ورشة عمل طموحة وقادرة على الوصول إلى النتائج التي يطالب بها شعب لبنان.

- المدماك الأول هو تطبيق دستور الطائف بحذافيره، فالدستور هو ركيزة كيانية للبنان.

- المدماك الثاني هو إعادة لبنان إلى محيطه العربي وإلى ملعبه الدولي. من أولويات ورشة العمل هذه هي تمكين بُعد لبنان العربي عن طريق إعادة بناء علاقاته مع الدول العربية بدءاً بالمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، مروراً بكافة الدول العربية من دون استثناء.

تمكين العلاقات مع الدول العربية هو ما يؤكد السير في مواكبة الحداثة العربية القادرة على الاستثمار في لبنان ومن ثم المساهمة في نهوض لبنان اقتصادياً. ويشمل هذا المشروع ضرورة فهم العولمة واستراتيجية تمكين العلاقات مع دول أوروبا والقارة الأميركية ودول الشرق الأقصى في مجالات مختلفة منها الاقتصادية والثقافية.

- المدماك الثالث مبني على النهوض بالاقتصاد اللبناني. النهوض يبدأ بالتسريع في الإتفاق مع صندوق النقد الدولي كي نوقف الانهيار الاقتصادي ومن أجل إعادة الثقة بلبنان. الأهم هو أن توقيع العقد مع صندوق النقد الدولي سيفتح باب المساعدات الدولية والعربية. استعادة الثقة الكاملة بلبنان يؤمنها قرار بالإصلاح في كافة القطاعات وطريقة عمل مبنية على الشفافية والمحاسبة والحوكمة السليمة.

القرار بالإصلاح لا بد أن يبدأ أيضاً بتقييم القطاع المصرفي بدءاً بمصرف لبنان المركزي. هذا التقييم يوصلنا الى إعادة هيكلة المصارف ومصرف لبنان بما يتماشى مع المعايير الدولية.

ورشة وقف الإنهيار الاقتصادي والنهوض به من جديد بناء على أسس سليمة وفي طليعتها محاربة الفساد، هي ورشة هائلة ومتطلبة، ولذا أؤكد أن مسار هذه الورشة هو مسار تشاركي وتشاوري مع أصحاب الاختصاص من الاقتصاديين والماليين لوضع خطة نهوض باقتصادنا صلبة ومتماسكة، تعطي النتائج المطلوبة ضمن وقت محدد مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الشعب اللبناني الملحة.

- المدماك الرابع هدفه تحقيق استقلالية القضاء. هذه الإستقلالية هي العامل الأساسي لتأمين مبدأي العدالة والمساواة لجميع المواطنين والمواطنات في لبنان.

لبنان بحاجة اليوم الى رئيس أو رئيسة لها علاقات مع الدول والمؤسسات المانحة لإيقاف الانهيار الاقتصادي ولإعادة بناء هذا الاقتصاد. هذا أساس. وأساس أيضاً أنّ هذا المرشح أو المرشحة عليها أن تنال ثقة المغتربين. فالمغتربون هم بقيمة الدول والمؤسسات المانحة، إذ لديهم قدرة مميزة على الاستثمار. يستطيع المغتربون أن يستثمروا بقيمة 11 مليار دولار في السنة، إذا انتخب لبنان رئيساً أو رئيسةً تستطيع إعادة ثقتهم بلبنان. وأعلن المغتربون في مؤتمرات عدة خلال العام الماضي: «نحن خط الدفاع الأخير عن لبنان، نحن مراكز الضغط في الدول الكبرى، نحن مصادر الاستثمار المنشود لإعادة النهضة المالية والاقتصادية للبنان». ولكن هذه التصريحات مشروطة بإعادة ثقة المغتربين بلبنان عن طريق إنتخاب رئيس أو رئيسة يثق بها الإغتراب اللبناني.

أرى أنّ ما يحتاجه لبنان اليوم هو رؤية تجددية تمهد الطريق لاتجاه جديد وتؤسس لنهج جديد في القيادة. رؤية جريئة، شجاعة تتميز بأسلوب مختلف عما ساد في طريقة حكم لبنان وفي إدارة مؤسسات الدولة. قيادة جديدة تفتح خطوط التواصل مع العرب والغرب، والشرق الأقصى، ومع المغتربين لإصلاح العلاقات لمصلحة لبنان الاقتصادية. قيادة طامحة إلى خلق مساحة تفاعلية واسعة بين جميع الفاعلين السياسيين وخاصة بين الدولة والمواطنين. هذه الرؤية وهذه القيادة الجديدة عليها أن تجعل من الخير العام البوصلة الأساسية. وأخيراً، هذه القيادة الجديدة عليها أن تحوّل مسار المعادلة السائدة من شعب في خدمة السلطة أو الزعيم الى قيادة في خدمة الشعب.


(*) مرشحة لرئاسة الجمهورية


MISS 3