واشنطن: على العالم ألّا ينخدع بـ"التكتيك" الروسي - الصيني

"خطّة بكين" بين بوتين وشي

02 : 00

بوتين خلال استقباله شي في الكرملين أمس (أ ف ب)

مع تواصل المعارك الميدانيّة الضارية على الجبهة الشرقيّة في أوكرانيا، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جينبينغ في موسكو أمس، حيث أجريا محادثات غير رسمية استمرّت 4 ساعات، فيما من المقرّر أن يلتقيا مجدّداً اليوم لإجراء محادثات رسمية. وأبدى بوتين انفتاحاً على مناقشة خطّة بكين للسلام في أوكرانيا خلال لقائه شي، الذي أشاد بـ"العلاقات الوثيقة" بين البلدَين في إطار "تعاون استراتيجي شامل". وقال بوتين خلال الاجتماع الذي بثّ التلفزيون الروسي بدايته: "نحن منفتحون دائماً على عملية تفاوض. سنُناقش بلا شكّ كلّ هذه القضايا، بما في ذلك مبادراتكم التي نتعامل معها باحترام"، في حين أوضح الكرملين أن الاجتماع "غير الرسمي" سيعقبه عشاء قبل إجراء محادثات أكثر رسمية اليوم وتوقيع اتفاقات منتظرة لتعميق التعاون الروسي - الصيني.

وفي مقال نشرته صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، وصف الرئيس الصيني الزيارة بأنها "زيارة صداقة وتعاون وسلام"، بينما أكد بوتين لشي أنّه "لدينا الكثير من المهام والأهداف المشتركة". وفي مقال نشره في صحيفة صينية، أثنى بوتين على "عزم الصين على لعب دور بناء في تسوية" النزاع، معتبراً أن "العلاقات الروسية - الصينية بلغت ذروتها التاريخية".

ويُمكن لبوتين الاعتماد مرّة أخرى على الصين في ظلّ عزلته في أوروبا وصدور مذكّرة توقيف بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية. وفي هذا السياق، دعت وزارة الخارجية الصينية، المحكمة الجنائية الدولية، إلى تجنّب أي "تسييس" وتفادي "ازدواجية المعايير" واحترام حصانة رؤساء الدول، في حين ردّت موسكو بإعلانها فتح تحقيق جنائي بحق عدد من قضاة المحكمة الجنائية الدولية.

وسارع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن إلى التشكيك بمقترحات بكين للسلام، وقال: "على العالم ألّا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، لتجميد الحرب بشروطها"، مؤكداً أن الولايات المتحدة تُرحّب بأي مبادرات ديبلوماسية من أجل "سلام عادل ودائم"، لكنّه شكّك في أن الصين تُريد أن تحمي سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

ورأى أن "أي خطة لا تُعطي الأولوية لهذا المبدأ الحاسم هي تكتيك للمماطلة في أحسن الأحوال أو تسعى فقط إلى تسهيل نتيجة غير عادلة"، معتبراً أن "هذه ليست ديبلوماسية بنّاءة". وشدّد على أن أي دعوة إلى وقف إطلاق نار لا تشمل إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية "ستكون عمليّاً دعماً للمصادقة على الغزو الروسي".

وجدّد بلينكن، الذي أعلن في وقت سابق عن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار، دعمه لموقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طالب بانسحاب روسيا، وقال: "إذا كانت الصين ملتزمة بدعم إنهاء الحرب على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة - كما هو مطلوب في النقطة الأولى من خطّتها - فيُمكنها التعامل مع الرئيس زيلينسكي وأوكرانيا على هذا الأساس واستخدام نفوذها لإجبار موسكو على سحب قواتها".

وبينما أملت لندن في أن يضغط شي على بوتين "لوضع حدّ للفظائع" في أوكرانيا، حضّت كييف التي كانت قد رحّبت بخطّة السلام الصينية، الرئيس الصيني على "استخدام نفوذه على موسكو لإنهاء حرب العدوان". وفي خطوة لإظهار دعمه لكييف، أعلن الاتحاد الأوروبي تزامناً مع زيارة شي تخصيص مليارَي يورو لشراء وتسليم ذخائر مدفعية إلى أوكرانيا.

ميدانيّاً، ادّعى رئيس مجموعة "فاغنر" المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين أن مقاتليه يُسيطرون على نحو 70 في المئة من مدينة باخموت في شرق أوكرانيا. وقال بريغوجين في رسالة موجّهة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نشرها مكتبه الإعلامي على "تلغرام": "في الوقت الحالي، تُسيطر وحدات "فاغنر" على نحو 70 في المئة من باخموت وتواصل الهجوم من أجل تحريرها بالكامل".

وتوقّع بريغوجين أن تشنّ كييف هجوماً مضاداً في نهاية آذار وبداية نيسان بهدف "عزل وحدات "فاغنر" عن القوات الرئيسية للجيش الروسي"، مطالباً شويغو بـ"اتخاذ تدابير" لمنع حدوث ذلك.

توازياً، وعد بوتين بإمداد أفريقيا بالحبوب مجاناً في حال لم يتمّ تجديد الاتفاق حول صادرات الحبوب الأوكرانية خلال شهرَين في ختام التمديد الذي أعلنه السبت نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

على صعيد آخر، أعلن مكتب التحقيقات الوطني الأوكراني أن الرئيس السابق لأجهزة الأمن الأوكرانية في منطقة خاركيف رومان دودين (40 عاماً)، سيُحاكم بتهمة "الخيانة العظمى"، إذ يُشتبه في قيامه بأعمال تخريب لصالح موسكو في بداية الغزو الروسي بدلاً من تنظيم الدفاع عن المنطقة.