عماد موسى

كوميديا وعبوس

15 تموز 2019

12 : 40

كان في الإمكان أفضل مما كان. أفضل بكثير. فأن يجتمع 13 كوميدياً، يمثّلون عدة أجيال، على منصة استقبلت قبل أسبوعين التينورالإيطالي أندريا بوتشيللي (بمشاركة هبة طوجي) فذلك يعني أن الكوميديين كانوا أمام فرصة ثمينة لم يحسنوا توظيفها. سهرة بوتشيللي غير المسبوقة على صعيد المهرجانات الدولية في لبنان، والتي حضرها عدد من المتفرجين فاق الـ 6000، دمغت الصيف السياحي والثقافي بختم مرصّع، غامرت إدارة المهرجان في كسر التردد واستقدام نجم عالمي من الطراز الرفيع ونجحت فيما لم تلقَ السهرة الكوميدية الصدى المطلوب .



تطعّمت السهرة الكوميدية الموعودة والمنقولة تلفزيونياً مساء السبت بمشهدية كتبها نزار فرنسيس ولحنها ميشال فاضل، وليست المرة الأولى التي يجتمعان فيها فوق،على علو يشعرك بجمال المكان ويحسسك بأن الصقيع يجمد القلب أحيانا.



لم يأتِ معظم الكوميديين بجديد على الرغم من أن المتفرّج يستحق أكثر مما قُدّم وكأن الوقت الممنوح للتوليفة والكتابة والإعداد صُرف من دون مردود. توالوا على المسرح وأوّلهم رئيس السن صلاح تيزاني (أبو سليم). تركوا انطباعات متفاوتة. بعضهم انتزع قهقهات والبعض الآخر تسبب بما يشبه الإنزعاج. لم يراع أحدهم وجود رأس الكنيسة المارونية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الصف الأمامي إلى جانب الدكتور سمير جعجع، فتمادى في بذاءة موصوفة. ولم يكن وحيداً في إساءة تقدير الموقف واستعمال مفردات لا تفيد معنى ولا مبنى.



كان في الإمكان أن يكون الكوميديون الـ 13 أوفياء للعنوان: "Smile Lebanon"، وأن يبتكروا stand-up comedy أو اسكتشات تتخطى تقليد هذه الشخصية الإعلامية أو تلك، أو تستعيد قفشات مستعادة من "شانسونيه" عرضته الشاشة الصغيرة 7 مرات. كان في الإمكان حصر الأضرار الناجمة عن تسرّع و"سلق" وعدم الإكتفاء بنجومية مكرّسة. فرصة ضائعة أن تكون الفكاهة مبتورة، وأن يكون العرض الطويل مشوباً بزلّات وفترات باردة مسرحياً. كان في الإمكان بناء فضاء كوميدي متناغم بعثراتٍ أقل.W


MISS 3