الجيش التركي يُسقط مقاتلة سوريّة في إدلب

"رسالة دعم" أوروبّية إلى اليونان لمواجهة أزمة الهجرة

10 : 00

جنود أميركيّون منتشرون إلى جانب آليّاتهم في بلدة تل تمر أمس (أ ف ب)

أوفد الاتحاد الأوروبي بشكل طارئ بالأمس كبار مسؤوليه إلى تركيا واليونان، في وقت يتزايد القلق إزاء تدفّق جديد للمهاجرين على أبواب أوروبا بعد قرار أنقرة فتح حدودها.

وفي إشارة تضامن مع أثينا، توجّهت رئيسة المفوضيّة الأوروبّية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي بعد الظهر إلى اليونان قرب الحدود التركيّة.

وأكدت أورسولا عقب زيارة المنطقة الحدوديّة برفقة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيسَيْ المجلس والبرلمان الأوروبيّيْن أن الاتحاد الأوروبي سيُقدّم لليونان "كلّ الدعم اللازم" لمساعدتها في مواجهة تدفّق اللاجئين من تركيا المجاورة. وشدّدت على أن "من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم"، مضيفةً: "لن تُضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر".

لكنّها ذكرت في المقابل أن تركيا "ليست عدوّاً"، متعهّدةً رصد مبلغ قدره "700 مليون يورو" للتعامل مع موجة الهجرة الجديدة، على أن يُقدّم نصف هذا المبلغ فوراً. وأشارت فون دير لايين إلى أنّ "الأولويّة لدينا هي استتباب النظام عند الحدود اليونانيّة وهي حدود أوروبّية"، مؤكدةً أن الوكالة الأوروبّية لمراقبة الحدود "فرونتكس" أبدت استعدادها لتلبية طلب اليونان نشر قوّة لمساعدة أثينا في التعاطي مع آلاف المهاجرين الساعين إلى دخول الاتحاد الأوروبي من تركيا.

في موازاة ذلك، يقوم وزير خارجيّة الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوّض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناريتش بزيارة تستغرق يومَيْن إلى أنقرة لإجراء محادثات "على مستوى رفيع" حول الوضع في سوريا. ويرى العديد من المراقبين أن تركيا تُحاول الضغط على أوروبا للحصول على مزيد من الدعم في الشأن السوري، حيث يحتشد حوالى مليون شخص على حدودها مع سوريا.

وفي ردود الفعل، ندّد المستشار النمسوي سيباستيان كورتز بما وصفها محاولة تركيا "ابتزاز" الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا، في حين أكد وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أن "الابتزاز" الذي تُمارسه تركيا "غير مقبول". كما وصفت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل خطوة تركيا بأنّها "غير مقبولة"، في وقت دعت منظّمات غير حكوميّة تركيا إلى "عدم استخدام المهاجرين ورقة تفاوض"، وحضّت أنقرة على "وقف إرسال المهاجرين نحو نقاط عبور خطرة".

وفي هذا السياق، أمضى آلاف المهاجرين ليلة جديدة بالأمس قرب معبر بازاركول الحدودي - كاستانياس من الجانب اليوناني، أو على ضفة نهر إيفروس الفاصل بين البلدَيْن. وحصلت وكالة "فرانس برس" على شهادات من لاجئين سوريين اتهموا الجيش التركي بدفعهم نحو الحدود اليونانيّة.

ومن الجانب اليوناني، كان حرس الحدود المقنّعون والمسلّحون يقومون بدوريّات على طول النهر لاعتراض المهاجرين، فيما كان آخرون يُراقبون المنطقة بالمنظار من برج مراقبة. لكن بعد أيّام من الانتظار، يبدو أن بعض المهاجرين الذين ظنّوا أنّهم سيتمكّنون من العبور بسهولة، باتوا على وشك العودة.

وفي الوقت الراهن، حاول آلاف الأشخاص الوصول إلى اليونان برّاً وبحراً. وبين السبت ومساء أمس "مُنعت 24203 محاولات دخول بشكل غير شرعي، وتمّ توقيف 183 شخصاً"، بحسب ما أعلنت الحكومة اليونانيّة. واعتبر رئيس الوزراء اليوناني أن تركيا أصبحت مهرّباً رئيسيّاً للبشر. وفي الميدانيّات السوريّة، أسقط الجيش التركي مقاتلة سوريّة، هي الثالثة منذ الأحد، في محافظة إدلب حيث أطلقت أنقرة عمليّة "درع الربيع" ضدّ قوّات النظام السوري، فيما أفاد "المرصد السوري" عن مقتل الطيار. كما قُتِلَ تسعة مدنيين بينهم خمسة أطفال في قصف شنّته قوّات النظام مستهدفة مدينة إدلب.

في الغضون، حدّد الرئيس السوري بشار الأسد موعد اجراء الانتخابات التشريعيّة المقبلة في 13 نيسان، في استحقاق يأتي بعد تمكّن قوّاته من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في البلاد، محدّداً عدد المقاعد المخصّصة للمحافظات الأربع عشرة. ويضمّ مجلس الشعب السوري 250 مقعداً يتوزّعون مناصفةً تقريباً بين قطاعَيْ العمال والفلاحين (127 مقعداً) من جهة، وباقي فئات الشعب (123) من جهة ثانية.

ديبلوماسيّاً، أعادت الحكومة الموازية في ليبيا، المدعومة من قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، فتح سفارة بلادها في دمشق، بعد إقفال منذ العام 2012. وجاء الافتتاح على وقع تصعيد أنقرة وتيرة عمليّاتها العسكريّة ضدّ الطرفَيْن، إذ تخوض عمليّة عسكريّة مستمرّة ضدّ القوّات السوريّة الحكوميّة في إدلب، وتُرسل تعزيزات عسكريّة إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.


MISS 3