الأزمة السياسيّة تتعمّق في هونغ كونغ

11 : 42

صدامات بين الشرطة والمحتجّين داخل مركز تسوّق في "شا تين" أمس الأوّل (أ ف ب)

تعمّقت المعضلة السياسيّة المستمرّة في هونغ كونغ بعد الصدامات القويّة التي وقعت أمس الأوّل بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجّين داخل مركز تسوّق مليء بالمتاجر الفاخرة، حيث ندّدت رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام أمس بالمتظاهرين المناهضين لها ولحكومتها، ووصفتهم بأنّهم "مثيرو شغب" معبّرةً عن دعمها لشرطة المدينة بعد عطلة نهاية أسبوع أخرى تشهد مواجهات عنيفة.

واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والهراوات ضدّ مجموعات من المحتجّين الذين ردّوا بإلقاء المظلات والزجاجات وغيرها من المقذوفات، في ليلة من العنف المتجدّد في هونغ كونغ. وسُجّلت إصابات في صفوف كلّ من عناصر الشرطة والمحتجّين على السواء، وشوهدت بقع الدماء على الأرض وتلقّى أكثر من 28 شخصاً علاجهم في المستشفى.

وهاجمت لام المتظاهرين بعد زيارتها لعناصر الشرطة المصابين. وقالت للصحافيين: "كانوا ملتزمين بواجباتهم ويتمتّعون بالمهنيّة وضبط النفس، لكنّهم تعرّضوا إلى هجمات عنيفة من قبل مثيري شغب، أعتقد أنّه يُمكننا بالفعل وصفهم بمثيري الشغب"، مشيرةً إلى أن "الشرطة والمدّعين العامين سيُوجّهون إليهم اتهامات بعد التحقيقات".

ورأت أن إدارتها أحرزت تقدّماً ضئيلاً في نزع فتيل أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ عقود.

واستخدام لام لوصف "مثيري الشغب" استفزّ المحتجّين الذين رفضوا هذا الوصف وطالبوا بسحبه واتّهموا الشرطة باستخدام القوّة. وفي تغريدة له على موقع "تويتر"، كتب الناشط الديموقراطي جوشوا ونغ: "بدلاً من السعي إلى تحقيق المصالحة، توجّهت لام إلى الشرطة للحصول على الدعم من خلال إطلاق الكراهية وإراقة الدماء".

وفي وقت مبكر أمس، كشف مفوّض الشرطة ستيفن لو أن أكثر من 40 شخصاً اعتقلوا خلال اشتباكات أمس الأوّل التي وقعت في بلدة "شا تين"، في حين أوضح متحدّث باسم هيئة المستشفيات أن 28 شخصاً احتاجوا للعلاج الطارئ، بينهم اثنان في حالة خطِرة. ولم يُقدّم المتحدّث مزيداً من التفاصيل حول إصابات عناصر الشرطة والمحتجّين، لكن رئيسة الحكومة لفتت إلى إصابة أكثر من 10 ضبّاط خلال الاشتباكات.

وهزّت احتجاجات سلميّة ضخمة هونغ كونغ منذ أكثر من شهر، كما شهدت المدينة سلسلة من المواجهات العنيفة المنفصلة مع الشرطة، والتي اندلعت بسبب قانون جرى تعليقه لاحقاً، يُتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القاريّة ودول أخرى. ومنذ نحو أسبوعَيْن، اقتحم مئات المتظاهرين المقنّعين برلمان هونغ كونغ ورفعوا علم بريطانيا عليه، في مشهد غير مسبوق يُعتبر تحدّياً لسلطات بكين.

وتعليق مشروع القانون لم يمتصّ غضب الشارع الذي اتّسع إلى مطالبات بإصلاحات ديموقراطيّة وحق بالاقتراع العام ووقف تراجع الحرّيات في المدينة التي تتمتّع بحكم شبه ذاتي. ويُطالب المتظاهرون بإلغاء مشروع القانون بالكامل وإجراء تحقيق مستقلّ في استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. كما يُطالبون بالعفو عن المعتقلين وتنحي لام.

MISS 3