مايز عبيد

بهاء الحريري بين خطابين عكاريين: من العواطف إلى ملامسة الحاجات!

13 نيسان 2023

02 : 00

من إفطار بهاء الحريري في عكار

خطابٌ جديدٌ أطلّ به بهاء الحريري، النجل الأكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، على الحاضرين في إفطار عكّار الذي أقيم على شرفه أمس الأول، لا يشبه بطبيعة الحال خطابه الأول الذي أطلّ فيه على العكّاريين قبل نحو سنتين عند افتتاح مكتب حركة «سوا للبنان» في المنطقة. الكثير من الأحداث حصلت في هاتين السنتين، ليس أقلّها أنّ حركة «سوا للبنان» التي أسّسها كأول تنظيم سياسي - حزبي أراد بهاء من خلاله دخول المعترك السياسي في لبنان، لم تعمّر طويلاً، وصارت جزءاً من ذاكرته ومن ذاكرة اللبنانيين أيضاً. الواضح أيضاً أنّ الحريري يخوض العمل السياسي والشأن العام حالياً بفريق عمل جديد مختلف عمّا كان عليه الوضع في فترة ثورة 17 تشرين 2019 من خلال دعم المنتديات ولاحقاً عبر حركة «سوا للبنان»، وأصبح له ممثلون في المناطق مختلفون عمّن كانوا في زمن حركة «سوا» التي تصارع مكاتبها في طرابلس وعكار الهواء خالية من أي إنجاز وفي حكم المقفلة. في إفطار عكار، والذي جاء بعد إفطار بيروت وستتبعه إفطارات أخرى مماثلة في المنية والضنية وطرابلس بحسب ما يؤكد مقرّبون منه، لوحظ أنّ بهاء يعمل في عكّار بفريق جديد يتقدّمه أحمد المير - رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع في عكار، وهو من ضمن الأشخاص الذين لبّوا دعوة الحريري إلى قبرص قبل فترة، إلى جانب رئيس بلدية برج العرب عارف شخيدم ورئيس اتحاد روابط مخاتير عكار مختار ببنين زاهر الكسار.

وفي كلمته خلال الافطار قال المير: «إنّنا إلى جانب الشيخ بهاء لنستكمل مسيرة بدأها والده الشهيد رفيق الحريري في البناء والإعمار وإنجاز المشاريع، وعكّار تفتح ذراعيها للشيخ بهاء ولهذا المشروع الذي يحمل الخير للمنطقة». كذلك كان من الواضح أنّ الحريري استفاد من التجربة السابقة في حركة «سوا» والمنتديات ومن أخطائها ولا يريد مراكمتها تماماً، كما أدرك أنّ الوعود وكلام العواطف كالذي كان يعتمده شقيقه الأصغر سعد وابن عمّته أحمد لم يعد يُصرف في أي سوق في عكار حتى لو أتى من أبناء رفيق الحريري، فهذا الخطاب لم يكن تسويقه سهلاً في زمن البحبوحة فكيف بنا ونحن في زمن الإنهيار، والمنطقة بحاجة إلى الخدمات والمشاريع في ظرفٍ صعبٍ وقاس لم يعد فيه مجال لخطابات أو شعارات؟

من هذا المنطلق ربّما يُفهم حرص بهاء الحريري على خطاب مقتضب أراد فيه إيصال رسالة أساسية للعكّاريين أنه يعدّ ورشة عمل حقيقية للمناطق المحرومة وفي مقدّمها عكار، تركّز على التنمية وبشكل أساسي على قطاعات الصحّة والتربية والتوظيف، وأنّه بات يملك تصوّراً واضحاً حول كيفية النهوض بالمنطقة، و»أنّ طلائع هذه الخطة ستبدأ بالظهور قريباً وسنعلن عن ذلك إذا لم نقل أنّها بدأت بالفعل في عكّار ومناطق أخرى».

أنهى الحريري كلمته سريعاً وانتقل إلى الإستماع للحضور ومطالبهم ورؤيتهم وأجاب على كل الأسئلة، ولاحظ كثيرون أنّ لديه نيّة لخدمة المنطقة بغضّ النظر عن مراميه السياسية، على أمل أن يبدأ تنفيذ ورشة العمل التنموية التي وعد بها في أقرب فرصة.

بالنسبة إلى أغلبية العكّاريين فإنّهم يرون في بهاء الحريري «شخصاً يمتلك مقوّمات وعلاقات دولية واسعة، وإذا كان يريد أن يصرفها في خدمة لبنان وعكّار فالحسن أخو الحسين وسنتناسى السنتين الماضيتين وإخفاقاتهما، المهم النية والعمل».

بهاء الحريري في خطابه الثاني لأهل عكار بدا ملمّاً بحاجات المنطقة. ولكن يبقى السؤال الذي يحتاج إلى جواب: هل يساهم بالفعل في نهضتها وتنميتها؟


MISS 3