استحوذ قرار تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية المرتقب أن يتّخذه المجلس النيابي يوم الثلثاء المقبل، على الاهتمام الأكبر هذا الأسبوع، وحصد سلسلة مواقف من الكتل النيابية كافّة، حول الأسباب التي استدعت اللجوء الى قرار تمديد ولاية المجالس البلدية الحالية، وما إذا كانت فعلاً السلطة قادرة على إتمام الاستحقاق أم أنّ حججها واهية.
في هذا الصدد يرى عضو كتلة "تجدّد" النائب أشرف ريفي، في حديث لموقع "نداء الوطن" الإلكتروني، أن "أسباباً عدّة تقف وراء تأجيل الانتخابات أو العمل على تطييرها، أبرزها غياب رجال الدولة وأصحاب القرار فيها"، فقد بات واضحاً بحسب ريفي أن "هناك جهة واحدة هي متحّكمة بالقرار بالدولة، مكوّنة من مجموعة مافيات إن كان في مجلس النواب أم في الحكومة وتتخذ القرارات بحسب مصالحها لا بما يتناسب مع المصلحة العامّة".
وأكد ريفي أن "المال مؤمّن لإجراء الانتخابات في موعدها، فقد صرفت أموال طائلة على أمور غير ضرورية في السابق وبالنسبة لمطالب الأساتذة والموظفين في القطاع العام والتي نراها محقّة، فمقدورعليها، ولكن لا قرار لتلبيتها".
ووصف ريفي ما يجري بـ "التهرّب من الاستحقاق"، مشيراً الى أن "هناك فريقاً قد تراجع جمهوره بعد الانتخابات النيابية الأخيرة وهو خائف من الخسارة، وهناك الفريق الشيعي الذي يتخوّف من تصادم قد يحصل في بعض المناطق بين جمهوري حركة أمل وحزب الله".
وحمّل ريفي "المنظومة القائمة إن كان مجلس النواب أو الحكومة، مسؤولية تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في ظلّ غياب المحاسبة".
لا تشريع ضرورة في ظل الفراغ الرئاسي
وفي سياق متّصل، كشف ريفي، لموقعنا، أن كتلة "تجدّد" لن تشارك في جلسة الثلثاء التشريعية وهي بصدد درس مدى دستوريتها، على أن تحضّر لطعن يُقدّم بالقرارات التي ستصدر عنها.
وقال: "من يتوهّم أن بسلاحه سيحكم الدولة اللبنانية فهو مخطئ لأن السلاح الذي يقتلني لا يدافع عنّي".
أمّا عن جلسة الحكومة التي ستعقد الثلثاء أيضاً فاعتبر ريفي أنها جلسة مبرّرة لاتّخاذ قرارات ضرورية.
الرئيس السياديّ آتٍ والموعد قريب
على صعيد رئاسة الجمهورية والفراغ المستمرّ منذ أشهر عدّة، تحدّث ريفي، عن ديناميّة متسارعة لحلّ الملف اللبناني، متوقّعاً "وصول رئيس سياديّ الى سدّة الرئاسة يلبّي التطلّعات ويمكنه البدء بمشروع الاصلاح مع بداية الربيع".
ولفت الى أنه، على المستوى الاقليمي، هناك دينامية يمكن البناء عليها "وبعد الاتفاق السعودي - الايراني هناك تحول كبير في المنطقة سينعكس حكماً على لبنان".
وردّاً على سؤال بشأن استمرار تمسّك الكتلة بترشيح النائب ميشال معوّض للرئاسة، ومدى انفتاحها على البحث في أسماء أخرى، أجاب ريفي: "قضيّتنا لا تنحصر بشخص، بل هي قضية وطنية، وإن لم نتمكن من تأمين الأصوات اللازمة لإيصال معوّض الى سدّة الرئاسة، فسنذهب الى مرشّح آخر يمتلك المواصفات المطلوبة أن تتوفّر لدى الرئيس المقبل من أجل إنقاذ الوطن".
السلاح الذي يقتل لا يحمي
وتعليقاً على المواقف التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لمناسبة "يوم القدس العالمي"، ولا سيما لجهة التوعّد بالردّ على "أيّ هجوم اسرائيلي يطال أي طرف في لبنان"، قال ريفي إنه "كلام مرفوض في منطق الدولة. فنصرالله يعمد إلى استنساخ النظام الايراني في لبنان، ويعتبر نفسه صاحب القرار".
وشدّد ريفي على أنّ نصرالله "ليس الجهة المخوّلة اتّخاذ قرار السلم والحرب ولا الدفاع عن السيادة".
ترحيب حذر بالاتفاق السعودي – الايراني
ريفي رحّب بالاتفاق السعودي – الايراني، وقال إنه يرى فيه تمهيداً لمتغيّرات ايجابية على الساحة اللبنانية، إنما يترقّب بحذر ما إذا كان ما اتفق عليه سيترجم بخطوات عمليّة.
لا مكان للأسد في نظام ديمقراطي
وعن الجهود الرامية الى إعادة سوريا الى جامعة الدول العربية بعد سنوات من العزلة، أشار ريفي الى أنه "حتّى الآن، ما من إجماع عربيّ ملموس حيال هذا الأمر"، وأوضح أنه ليس ضدّ سوريا كبلد، ولكن ضدّ النظام السوري.
وأضاف: "نريد الاستقرار والأمن في سوريا، ونحن مع إجراء بعض التعديلات على النظام السوري ونشدد على أهمّية إعادة النازحين السوريين الى بلادهم".
واستبعد ريفي أن "يبقى بشار الأسد رئيساً لسوريا في ظلّ نظام ديمقراطي لأنّ الديمقراطية في سوريا، تعني إعادة من طردهم الأسد منها عمداً"، لذا يرى أنّ الصعوبة كامنة في طبيعة النظام الحالي.